طموح لا يعرف الحدود

ويضيف غنام "اليابان دولة مهمة لأنها أول دولة صدرنا لها الغاز المسال، إضافة إلى كوريا والهند. ولدينا خطة في تنويع صادراتنا لإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا. ولدينا محطة استقبال الغاز في بلجيكا. وهذه المحطة نستخدمها للوصول إلى أوروبا من الجانب الآخر. وأصبح لدينا عدة مداخل لأوروبا عن طريق شمال إيطاليا وبلجيكا وبريطانيا، لافتا في الوقت نفسه إلى أن تزايد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال يأتي وسط العديد من التطورات الهامة في مقدمتها ارتفاع أسعار النفط وتنامي الرغبة لدى العديد من دول العالم بالتحول نحو الطاقة النظيفة مع تزايد احتياجات الاستهلاك المحلي والصناعي. وقد أبدت الشركات الأمريكية والأوروبية، بصفة خاصة، اهتماماً كبيراً بالغاز القطري، فيما تعكف دول أخرى على تقييم الوضع".

إنجاز مهم

وحول حجم استثمارات شركة "ناقلات" قال غنام "وصلت استثمارات الشركة إلى 11.5 مليار دولار. كما أن ناقلات أبرمت عقوداً ضخمة مع شركات كورية لبناء الناقلات العملاقة. وعندما طرحنا الاكتتاب الأول للشركة كانت استثماراتنا تفوق 29 مليار ريال قطري (7.97 مليار دولار) أما الآن فقد ارتفعت هذه الاستثمارات إلى 11.5 مليار دولار بما يعادل 41 مليار ريال قطري شاملة العقود وملكية السفن، حيث تمكنا من استحداث أفضل برامج التمويل في العالم، وهو ما تطمح له أي شركة في العالم. هذا إنجاز مهم. لأننا استطعنا زيادة استثماراتنا".

يضيف غنام :"عملية التمويل كانت سهلة جدا وسلسلة، لكون البنوك العالمية تتطلع لتمويل مشاريعنا والتعاقد معنا نظرا لانعدام المخاطر لدينا، ونظرا للضمانات التي حصلنا عليها من قبل الكوريين، بالإضافة إلى دخل الشركة المضمون لمدة 25 عاما. لقد حصلنا على قروض ضخمة من سلسلة بنوك عالمية في كوريا وأمريكا وبعض البنوك القطرية التي حاولت تمويلنا في عدة مراحل بالاشتراك مع البنوك العالمية. ونحاول قدر المستطاع أن يكون للبنوك المحلية نصيب في عملية تمويل مشاريع الشركة وذلك بالاشتراك مع البنوك العالمية. لقد وصل حجم القروض التي حصلنا عليها العام الماضي إلى 4.3 مليار دولار. ونحن بصدد الحصول على قرض ضخم بقيمة 2.3 مليار دولار في العام القادم من البنوك العالمية باحثين في الوقت نفسه عن أسعار فائدة مناسبة".

لقد نجحت شركة "ناقلات" رغم حداثة عهدها بالدخول في شراكة استراتيجية مع عدد من الشركاء الدوليين من أصحاب ومالكي السفن. كما أبرمت العديد من الصفقات، وتخطط لإبرام المزيد في إطار سعيها لبناء أسطول ضخم من الناقلات وصولاً لتحقيق هدفها في أن تصبح أكبر شركة ناقلة للغاز الطبيعي المسال في العالم.

ووفقا لغنام فإن الشركة "تعتبر من أفضل شركات النقل من ناحية تصنيف الشاحنات. حيث أنها مصنفة الآن A+ وهو من أفضل التصنيفات في العالم. كما تتمتع الشركة بثقة كبيرة من قبل المستثمرين ليس في قطر وحدها وإنما في كل دول العالم".

وجود الضمانات

ويشير غنام إلى أن ذلك التصنيف هو الذي شجع الولايات المتحدة على إعطاء السندات للشركة. كما أن بنوك الاستيراد والتصدير في كوريا ساهمت في تمويل تلك الناقلات، وهو ما ساعد الشركة في الحصول على أفضل تمويل في العالم من حيث أسعار الفائدة. وقال غنام "الشركة استطاعت في المرحلة الأولى أن تحصل على تمويل يصل إلى 4.3 مليار دولار من مؤسسات مالية عالمية. وكانت ناقلات أول شركة في العالم استطاعت الحصول على قروض تمويل بنسبة 90 بالمائة فيما تدفع ناقلات نسبة 10 بالمائة فقط من مواردها وبدون ضمانات، لأن العقود هي الكفيل أو الضمان، لاسيما وأن الشركات الممولة تنظر إلى طبيعة تلك العقود خاصة وأن ناقلات تحصل مقدما على مقابل الإيجار، وقبل أية التزامات أخرى على الشركة. وهناك نقطة أخرى هامة يجب عدم إغفالها أيضا وتتمثل في وجود ضمانات من الجانب الكوري، في حالة تأخر تسليم السفن أو عدم بنائها، ففي هذه الحالة يتم استرداد كافة ما دفعته ناقلات بالكامل وهو ما يعكس انعدام المخاطر".

تعد "ناقلات" واحدة من كبريات الشركات القابضة المتكاملة في قطر ومنطقة الخليج. وكانت من أكثر مشاريع الاكتتاب نجاحاً في تاريخ دولة قطر. وقد تم إدراج الشركة في سوق الدوحة للأوراق المالية في إبريل/ نيسان عام 2005 بهدف توفير فرص استثمارية محدودة المخاطر للمواطن القطري. وتعد تداولات الشركة من أعلى التداولات في السوق، بفضل ما تتمتع به الشركة من سمعة جيدة وتأكيد القائمين عليها أن الاستثمار فيها مضمون للغاية. وهنا يشير محمد غنام إلى أن استثمارات الشركة "معدومة المخاطر مهما كانت التحديات الموجودة في المنطقة، حيث أن شركة ناقلات وقعت عقودا لمدة 25 عاما مع كل من شركتي قطر غاز وراس غاز. وكذلك سجلت الشركة أداءا عاليا منذ إنشائها. والخطة الموضوعة من قبل الشركة تسير على ما يرام، وليس هناك أي مشاكل أو عقبات تواجهنا حتى الآن. فالعقود التي قمنا بتوقيعها مع الشركاء الكوريين مضمونة جدا وبنسبة 100 % ، والكوريون يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، كما أن مراقبة السفن التي تبنى في كوريا تتم تحت إشراف شركة قطر غاز وراس غاز حيث يتم التأكد بأنها تبنى حسب المواصفات المطلوبة".

الغاز الطبيعي لم يعد شكلاً من أشكال الطاقة النظيفة المقبولة بيئياً فحسب، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الاقتصادية لدولة قطر وإحدى الركائز الأساسية في نجاح مسيرة التنمية الشاملة فيها. وهذا بدوره يلقي بمسئولية كبيرة على "ناقلات" كعنصر هام في سلسلة إمداد هذه السلعة الاستراتيجية الهامة.

إلا أن غنام يؤكد أن دور الشركة لن يقتصر على نقل الغاز الطبيعي المسال فحسب، بل يقول أنها ستصبح أحد اللاعبين الأساسيين في مجال نقل مشتقات الغاز في السنوات القادمة. فمن المتوقع أن يزيد إنتاج قطر من مشتقات الغاز مع زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال خلال العقد القادم.