خمسة آلاف طفل متسول عاشوا في شوارع مدينة جدة

تعاني مدينة جدة التي تعدّ بوابة الحجيج إلى المملكة من ازدياد أعداد المتسولين خاصة من الأطفال إذ كشفت الإحصائية الرسمية لمركز إيواء المتسولين في جدة أن عدد الذين تم القبض عليهم منذ تأسيس المركز حتى الآن أي في خلال أربعة سنوات قد بلغ خمسة آلاف طفل متسول.

وتم ترحيل 3900 طفل من الخمسة الآلاف متسول إلى بلدانهم الأصلية خلال الأربع السنوات الماضية، فيما يوجد البقية داخل مركز الإيواء الذي تشرف عليه جمعية البر في جدة. 

وبحسب دراسة حديثة تبنتها جمعية البر في جدة، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف فإن مدينة جدة تعد أكثر المدن السعودية جذباً في المملكة للأطفال المتسولين إذ راوحت مدة إقامة الأطفال المتسولين فيها بين شهر على الأقل و36 شهراً على الأكثر أي بمتوسط 11 شهرا لكل طفل متسول.

وجاءت جدة بحسب الدراسة كأكثر مكان ملائم لإقامة الأطفال، إذ ذكر 92 في المائة من الأطفال المتسولين، أن جدة كانت المكان الأفضل لهم بينما لم تتعد النسبة 15 في المائة لمكة المكرمة، و7 في المائة للعاصمة الرياض.

ودلت الدراسة التي أجريت على الأطفال المتسولين الذين يتم القبض عليهم ويودعون في دار للإيواء حتى يتم ترحيلهم إلى بلدانهم عن طريق سفارات تلك الدول، أن استخدام الأطفال في أعمال التسول في مدينة جدة، يتم بشكل منظم في الخارج وهناك بعض الأطفال المتسولين من جنسيات محددة بينتها الدراسة تكرر دخولهم لأكثر من مرة إلى المملكة.

وبينت الدراسة أن غالبية الأطفال المتسولين في مدينة جدة جاءوا في صورة جماعات وليس بصورة أفراد وأن معظمهم قامت عائلاتهم بإرسالهم إذ أن 78 في المائة من هؤلاء الأطفال كانوا يعيشون في كنف أسرهم قبل قدومهم للمملكة، وأن 48 من الأطفال المرافقين لبعضهم في رحلة الدخول إلى المملكة كانوا أشقاء، أو من القرية نفسها بنسبة 25 في المائة. وبينت الدراسة كذلك أن 16 في المائة من الأطفال المتسولين الذين جاءوا في رحلة واحدة تربطهم صلة قرابة ببعضهم وإن لم يكونوا أشقاء أو من نفس القرية.

وذكرت صحيفة الاقتصادية أن عدد الأطفال المتسولين الذين تم القبض عليهم في مدينة جدة خلال فترة عيد الأضحى ستة أطفال في حين يبلغ العدد الإجمالي للمودعين حديثاً داخل مركز الإيواء 60 طفلاً معظمهم من الجنسية النيجيرية حيث يبلغ عددهم 18 طفلاً نيجيريا منهم 11 من الإناث وسبعة من الذكور. ويأتي بعدهم في التصنيف الجنسية التشادية حيث يبلغ عددهم عشرة ذكور وأنثى واحدة أما الأعداد الباقية تتوزع على الجنسيات الإثيوبية والأفغانية والإندونيسية والباكستانية والبرماوية والصومالية والبنجلادشية والسودانية واليمانية والمصرية، والمالية.