أرامكو السعودية وكونوكو فيليبس لن تتراجعا عن مشروع مصفاة ينبع

أعلنت كل من شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" وشركة "كونوكو فيليبس" الأميريكية يوم أمس الأول الجمعة في بيان مشترك عن موافقتهما على الاستمرار في تمويل مشروع تطوير مصفاة ينبع على الرغم من ارتفاع تكاليف الإنشاء.

وأنهت الشركتان تقييم الجدوى والتصاميم المبدئية للمصفاة التي ستبنى في مدينة ينبع الصناعية غرب السعودية لتكرير 400 ألف برميل يومياً، وفقاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين الشركتين في مايو 2006.

وكانت "كونوكو فيليبس" التي تتخذ من مدينة هيوستن مقراً لها، قد توقعت في عام 2006 أن تبلغ تكلفة إنشاء مصفاة "ينبع" ستة مليارات دولار، وهي نفس التكلفة التي توقعتها شركة "توتال" الفرنسية لبناء مصفاة مماثلة مع "أرامكو السعودية" في مدينة الجبيل شرق البلاد. ولكن سرعان ما أعلنت "توتال" أن تكلفة المشروع ستتجاوز عشرة مليارات دولار.

وكانت شركة أرامكو السعودية قد وقعت في عام 2006 مذكرتي تفاهم لتشييد مصفاتين في مدينتي الجبيل وينبع لتكرير 800 ألف برميل النفط مع كل من شركتي "كونوكو فيليبس" و"توتال" بتكلفة إجمالية قدرت حينها بإثنا عشر مليار دولار.

وقد تسبب ارتفاع تكلفة الأيدي العاملة والمواد الخام في تأخر إنجاز وإلغاء مشروعات كثيرة في صناعة النفط والغاز على مستوى العالم. كما باتت مشروعات معالجة الخام عرضة للمخاطر بشكل خاص بسبب ضعف أرباح التكرير. ولهذا بدأ البعض يتكهن بأن العمل قد يتوقف في أعمال إنشاء المصفاتين المقرر في جبيل وينبع بطاقة 400 ألف برميل يوميًا.

وستشمل المرحلة التالية من مشروع مصفاة ينبع طرح المناقصات وشراء المواد والمعدات التي تتطلب فترات تسليم طويلة والبدء في إعداد موقع مشروع المصفاة التي من المتوقع أن يبدأ تشغيلها في عام 2013.

وقد صممت مصفاة ينبع لتكرير الزيت العربي الثقيل الذي ستوفره أرامكو السعودية، وستنتج المصفاة منتجات مكررة عالية الجودة ومنخفضة الكبريت ومستوفية للمواصفات العالمية الحالية والمستقبلية للمنتجات البترولية، وستكون كل من أرامكو السعودية وكونوكوفيليبس مسؤولة عن تسويق نصف إنتاج المصفاة.

وفي هذا الصدد صرح خالد جاسم البوعينين، النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية للتكرير والتسويق والأعمال الدولية في بيان الشركة قائلاً "إننا مسرورن بدخول المرحلة التالية من أعمال التطوير اللازمة لمشروع مصفاة ينبع للتصدير مع شريكنا شركة كونوكوفيليبس".

وأضاف البوعينين أن مشروع مصفاة ينبع سيعزز من القدرات المحلية لتكرير النفط وسيوفر كميات إضافية من المنتجات المكررة للأسواق العالمية والمحلية.

ومن جانب آخر قال جيم قالوقلي، نائب الرئيس التنفيذي للتكرير والتسويق والنقل في شركة كونوكوفيليبس، في نفس البيان إنه مسرور بمواصلة العمل مع "أرامكو السعودية" لزيادة قدرات التكرير على مستوى العالم.

وتخطط "أرامكو السعودية" و"كونوكو فيليبس" لتأسيس شركة مشروع مشترك، بحصص متساوية لتملك وتشغيل المصفاة الجديدة المقترحة. وبعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة، يخطط الطرفان لطرح حصة من المصفاة للاكتتاب العام للمواطنين السعوديين.

تجدر الاشارة إلى أن "أرامكو السعودية" تعد شركة بترول عالمية متكاملة تملكها حكومة المملكة. وتعد أكبر شركة في مجال التنقيب عن الزيت وإنتاجه وتكريره وتوزيعه وشحنه وتسويقه في العالم. وتشرف الشركة على احتياطيات ثابتة تقدر بنحو 260 بليون برميل من النفط، هي الأضخم في العالم، وتشرف كذلك على رابع أكبر احتياطي من الغاز في العالم.