السعودية تسعى إلى خفض الأمية إلى 2% بحلول 2011

أكد وزير التربية والتعليم السعودية عبدالله بن صالح العبيد عزم وزارته على إنفاق 190 مليون ريال سنوياً من أجل تقليص معدل الأمية في المملكة ليتراوح ما بين 2 الى 3 بالمائة خلال أقل من ثلاث سنوات.

وأوضح تقرير الادارة العامة لبرامج محو الامية أن المملكة نجحت في تقليص الامية الى بنسبة إجمالية بلغت 4ر13 بالمائة حتى عام 1429هجرية ( 2008).

وكان العبيد قد ناقش خطة محو الأمية خلال ترأسه مجلس الوزارة الدوري الذي عقد في مكتبه بالوزارة يوم أمس الأول الأحد.

وقال العبيد في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن نسبة الأمية التي تطمح المملكة إلى الوصول إليها هى النسبة المقبولة عالميا ولكن ذلك لن يتم إلا من خلال تركيز الجهود وإعطاء الاولوية لهذا المشروع الوطني المهم.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الوزارة لتقليص الأمية بصورة عامة إلا أن الأمية في النساء لازالت أعلى من الرجال وإن كان غالبيتهم من كبار السن.

وأظهر التقرير أن السعودية إستطاعت تقليص الأمية بما نسبته 7 بالمائة بين الذكور و 8ر19 بالمائة بين الاناث حتى عام 1429هجرية ( 2008). وأضاف التقرير بأن هذه النسبة تتركز في فئة كبار السن.

وبذلت السعودية جهوداً كبيرة لمحو الأمية منذ السبعينات الميلادية وزادت هذه الجهود في الثمانينات. وبحسب إحصائيات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بلغت نسبة الأميين بين البالغين فوق 15 سنة في السعودية 29.2 في المائة بين أعوام (1985-1994). وإستطاعت المملكة أن تقلص هذه النسبة في الأعوام العشرة التالية (1995-2005) لتصبح 17.1 في المائة.

وستطبق الوزارة طريقة جديدة للوصول إلى الأميين في السعودية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التي تستهدف الأميين في أماكن عملهم وسكناهم.

وتقول الوزارة بأنها خصصت مبلغ 190 مليون ريال سنويا لبرامج محو الامية تتسم بالمرونة ومناسبتها لاحتياجات وقدرات الاميين. وتتضمن هذه الميزانية المكافات التحفيزية للأميين بالإضافة إلى الخدمات الإجتماعية والصحية والتثقيفية التي تنوي الوزارة تقديمها خاصة لمن هم في البادية والاماكن النائية عن طريق معلمين مؤهلين وحاصلين على دورات تدريبية متخصصة.

ويوجد لدى الوزارة مبادرات عديدة منها إعلان وزارات بلا أمية ومحافظات بلا أمية ومدن بلا أمية ومبادرات جديدة أبرزها "المشروع التعليمي طوال العام" والتي تقول إنها ستطرحه من خلال آلية جديدة ومطورة كلياً.

وتتنافس دول الخليج فيما بينها للقضاء بشكل كبير على الأمية. وكانت الإمارات قد أعلنت في شهر مارس الماضي عن وجود خطة وطنية لديها للقضاء على الأمية نهائياً والحصول على نسبة أمية في البلاد تبلغ (صفر) في المائة بحلول عام 2015.

وتتصدر السعودية دول الخليج من حيث الإنفاق على التعليم. وأوضح تقرير التنمية البشرية لعام (2007/2008) الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن إنفاق السعودية على التعليم بين أعوام (2002-2005) بلغ 6.8 من إجمالي الناتج المحلي، ويعادل هذا الإنفاق نسبة 25.2 من الإنفاق الحكومي ككل.

ولا تزال نسبة الأمية المرتفعة والتي تبلغ 31 في المائة، تشكل عائقاً كبيراً في التنمية في المنطقة العربية. فبحسب ما ذكرته منظمة (الإيسيسكو) يوجد هناك أكثر من 100 مليون عربي من المحيط إلى الخليج لا يستطيعون القراءة والكتابة من بين 325 مليون عربي يعيشون في المنطقة العربية.

وكشفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) والتي مقرها تونس، في يناير الماضي أن ما يقارب واحد من كل ثلاثة أشخاص هو أمًي في العالم العربي ويشمل ذلك حوالي نصف النساء في المنطقة. وهذه الإرقام هي قريبة جداً من أرقام (الإيسيسكو).

وصرحت منظمة ألكسو أن ثلاثة أرباع مجموع الأشخاص غير القادرين على القراءة أو الكتابة البالغ عددهم 100 مليون شخص والمنتشرين في 21 دولة عربية تتراوح أعمارهم بين 15 و45.

وأفادت المنظمة أن الأمر الآخر الذي ينذر بخطر مماثل هو أن حوالي 46.5 في المائة من نساء المنطقة هن أميًات وحثت الحكومات على إعطاء محاربة الأمية الأولوية ضمن جداول أعمالها.