محامي سعودي يقاضي صحيفتي عكاظ والرياض

شرع المحامي السعودي المثير للجدل عبدالرحمن اللاحم في رفع دعوى قضائية ضد صحيفتي "عكاظ" و"الرياض" السعوديتيين بتهمة الإفتراء على أسرة سلمان الحريصي التي يدافع عنها اللاحم وبتهمة تشويه صورتها للتأثير على سير قضية الأسرة في المحاكم السعودية.

وقال اللاحم في تصريح لصحيفة "عرب نيوز" السعودية والناطقة بالإنجليزية بأن الصحيفتين نشرتا الشهر الماضي تقارير صحفية أظهرتا فيها القبض على حسن الحريصي بتهمة ترويج وحيازة المخدرات والخمور.

وحسن الحريصي هو شقيق سلمان الحريصي الذي توفي في حادثة سابقة بعد أن قبضت عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتهمة ذاتها وهي ترويج وحيازة المخدرات والخمور.

ويدافع اللاحم والذي أثار جدلاً واسعاً بتحديه وزارة العدل السعودية في قضية فتاة القطيف، عن سلمان الحريصي ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي يرى اللاحم أنها المتسبب الرئيس في وفاة موكله سلمان وأنه يجب معاقبة أفرادها الذين تسببوا في مقتله.

واعترض اللاحم في تصريحاته للصحيفة على الأسلوب الذي تم فيه نقل الخبر، إذ أن الصحف السعودية عندما نقلت أسماء الهيئة المتهمين لم تذكر سوى الأحرف الأولى من أسمائهم ولكن عندما ألقت القبض على حسن الحريصي ذكرت اسمه كاملاً وذكرت أنه شقيق سلمان الحريصي. وتسائل اللاحم: "ألسنا كلنا سواسية تحت القانون؟"

واتهم اللاحم في تصريحاته لعرب نيوز، صحيفتي "عكاظ" و"الرياض" باستغلال خبر القبض على حسن الحريصي للتأثير على سير القضية وإبراز صورة أسرة الحريصي على أنها أسرة سيئة من أجل تأكيد موقفهم ضد سلمان الأخ الراحل لحسن.

وأضاف اللاحم بأنه سيمثل الأسرة في الدفاع عن سمعتها ضد صحيفة "عكاظ" الصادرة من جدة وصحيفة "الرياض" الصادرة من العاصمة واللتان تعدان أكثر الصحف المحلية السعودية شعبية وتأثيراً.

وهاجم اللاحم مصداقية ومهنية الصحيفتين السعوديتين في النشر لعدم تقيدهما بقوانين وزارة الإعلام السعودية فيما يختص بنشر القضايا التي مازالت تنظر في أروقة المحاكم.

ويمنع قانون النشر السعودي من نشر أي قضية إعلامياً إذا كانت مازالت قائمة في المحاكم السعودية خوفاً من تأثير الرأي العام والإعلام على قرارات القاضي أو مجريات القضية.

وكانت قضية "فتاة القطيف" التي تولى الدفاع عنها اللاحم، قد تعرضت لضغط إعلامي شديد بعد صدور الحكم الأول على الفتاة والذي تمت مضاعفته من أحد القضاة بعد لجوء الفتاة إلى الإعلام للاعتراض على الحكم.

ويبدو أن ما نشرته صحيفة "عرب نيوز" قد أحرج صحيفة عكاظ وصحيفة الرياض لا سيما أن عرب نيوز ناطقة بالإنجليزية ويقرأها كل العالم.

وعلمت أريبين بزنس من مصادر داخل عكاظ أن رئيس تحرير "عكاظ" المكلف عثمان عبده هاشم اجتمع ظهر اليوم الاثنين مع خالد المعينا رئيس تحرير "عرب نيوز".

ولم يصرح المصدر عن طبيعة الإجتماع ولكن من المحتمل أن تكون التصريحات التي أدلى بها اللاحم ضد صحيفة "عكاظ" على صفحات "عرب نيوز" ستكون أحد المواضيع التي تطرق إليها رؤساء التحرير في الإجتماع.

ومازال اللاحم يقاوم من أجل تجريم أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إذ قدم المحامي السعودي الشهير بدفاعه عن قضايا حقوق الإنسان في المملكة يوم أمس الأحد طعناً على حكم صدر في قضية سلمان الحريصي التي أُتهم فيها اثنان من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقتل سلمان الحريصي في العام الماضي.

وكانت أحد محاكم الرياض قد برأت في نوفمبر/تشرين الثاني اثنين من موظفي هيئة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر من تهمة قتل سلمان الحريصي في العام الماضي بعد أن داهم رجال الهيئة منزله وصادروا بعض الخمور.

وقال اللاحم أن المحكمة نفسها أقرت الحكم هذا الشهر ولكنها ستحال إلى محكمة الاستئناف. كما شكك اللاحم في المنطق الذي لجأ إليه القضاة في تعريفهم للقتل المستند على قراءتهم للشريعة الإسلامية.

وفي بيان أرسل إلى رويترز قال اللاحم أن الاستئناف الذي أقيم في الرابع من يونيو/حزيران سيستند على اتفاقية مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة والتي وقعتها السعودية في عام 1997.

وكتب اللاحم في البيان "أن الحكم بني على فرضية فقهية مفادها أن الرأس ليس بمقتل وأن اليد ليست بأداة قتل مما يعني عدم اكتمال شروط القتل العمد - على حد زعمهم - وبينا أن تلك الفرضية لا يمكن الاعتماد عليها في ظل التطورات الطبية الحديثة وخصوصاً إذا تعلقت القضية بدماء معصومة حيث أن الأخذ بمثل تلك الآراء (البشرية البحتة) يؤدي إلى إهدار دم معصوم الأمر الذي يخالف قواطع الشريعة ومسلماتها."

وقال بعض من أسرة الحريصي إنهم رأوا رجلين يضربانه بصورة مبرحة وأفاد تقرير الطب الشرعي بأن الوفاة كانت نتيجة لإصابات شديدة.