حقوق الإنسان السعودية مهتمة بأوضاع ضحايا خصخصة النقل الجوي

يبدو أن خصخصة قطاع النقل الجوي في السعودية أضافت هماً جديداً لجمعية حقوق الإنسان التي لم يرضها أن توقف شركة طيران "ناس" رحلاتها إلى مدينة رفحاء في شمال السعودية حتى وإن كانت الشركة تتكبد خسائر تشغيلية من وراء تسيير رحلاتها إلى هناك.

وقال مفلح القحطاني نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في حوار أجرته معه صحيفة "الرياض" السعودية، أن الجمعية ناقشت مع هيئة الطيران المدني الأضرار الإنسانية الناتجة عن إيقاف شركة طيران "ناس" رحلاتها إلى مدينة رفحاء السعودية.

وقال القحطاني أن الجمعية نصحت الهيئة العامة للطيران المدني بدراسة أوضاع النقل الجوي في المناطق السعودية بما يضمن تقديم حقوق التنقل الداخلي "بيسر وسهولة" للمواطنين.

وكانت الشركة الوطنية للخدمات الجوية المحدودة "ناس" فد أعلنت في بيان سابق أنها أوقفت رحلاتها إلى مدينة رفحاء بسبب الخسائر التشغيلية المستمرة للشركة في نشغيل الخط الجوي بين الرياض ورفحاء. ولكن الشركة عادت فيما بعد تحت ضغوط شديدة إلى تسيير الرحلات بين الرياض ورفحاء.

وقالت "ناس" للطيران في الشهر الماضي إن خسائر ثلاث رحلات بين الرياض ورفحاء في أسبوع واحد بلغت 235.9  ألف ريال. ولم يتجاوز الدخل التشغيلي للشركة لتلك الرحلات الثلاث أكثر من 34.06 ألف ريال.

وقالت الشركة في بيان أنها ستستمر في تسيير الرحلات إلى هناك بالرغم من خسائرها تلبية لمطالب المسافرين، وترجو منهم تقدير تلك التضحيات.

وكان أهالي رفحاء قد طالبوا هيئة حقوق الإنسان ومجلس الشورى بالتدخل لإصلاح الوضع المتردي لخدمات الطيران المدني في المحافظة، والمتمثل في توقف الرحلات من وإلى الرياض.

كما بعث عبد العزيز الزمام محافظ رفحاء برقية إلى الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، لحل مشكلة الطيران في رفحاء.

وعارض الكثير من أهالي رفحاء منطق شركة "ناس" للطيران قائلين أن على الشركة أن تشغل طائرات صغيرة على خط "رفحاء-الرياض" لا أن توقف الرحلات تماماً.

وقال رئيس الجمعية مفلح القحطاني لـ"الرياض": "رصدنا شكاوى أهالي رفحاء من عدم وجود طيران ينقلهم داخل المملكة، ويترتب على ذلك هضم لحق من حقوقهم وهو تسهيل تنقلهم بين المدن السعودية، وتحديداً لغير القادرين على التنقل البري لظروفهم الخاصة."

وأضاف القحطاني إن الجمعية رصدت أيضاً حالات تذمر الأهالي من صغر حجم طائرات الشركة الجديدة بعد قرارها إعادة تشغيل الخط."

وتساءل القحطاني في تصريحاته عن أسباب عدم تطبيق الأسلوب المتبع في النقل الخارجي على النقل الجوي الداخلي، والمتمثل في استمرار النقل إلى محطات لاتلقى إقبالاً مناسباً.

وقال للصحيفة: "نلاحظ وجود محطات داخل وخارج المملكة تسير إليها رحلات منتظمة رغم عدم وجود إقبال كبير عليها، بينما هناك محطات داخلية الإقبال عليها شديد ولا تتوفر طائرات كافية أو مقاعد للنقل إليها، ويجب إيجاد حلول لمثل هذا الأمر".

وبدأت المشكلة عندما تسلمت شركة "ناس" هذا الخط من شركة الطيران المملوكة للحكومة، الخطوط الجوية العربية السعودية بعد أن تمت خصخصة قطاع النقل الجوي.
 
ويعتبر خط "رفحاء-الرياض" ضمن 63 خطاً غير مجدية إقتصادياً تسلمتها شركتا الطيران الخاصة "ناس" و"سما" من الخطوط السعودية.

وكان رئيس هيئة الطيران المدني عبدالله نور رحيمي قد صرح في أكثر من مناسبة أن الهيئة سلمت شركتي "ناس" و"سما" كل الخطوط الجوية الغير مجدية إقتصادياً والتي كانت الخطوط السعودية تعاني منها.

ولكن خالد الملحم المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية، ناقض ما صرح به عبدالله رحيمي وقال: إن انسحاب المؤسسة من تقديم خدماتها في بعض الوجهات الداخلية يعود إلى تقسيم وضعته الهيئة العامة للطيران المدني للخطوط الضعيفة بين الناقلين الجدد.

ونفى الملحم في تصريحات سابقة أدلى بها مطلع هذا العام ما تردد عن عدم جدوى النقل الداخلي اقتصادياً لهذه المحطات.

وكانت الخطوط السعودية أعلنت خلال الأشهر الأخيرة من عام 227الانسحاب من تقديم خدماتها في ما يقارب من 23 وجهة داخلية، وتم تحويل هذه الوجهات إلى الناقلين الجديدين في السوق "ناس" و"سما"، غير أن هذه الخطوة لم تلق قبولاً في أوساط المستهلكين الذين وصفوها بأنها تكريس لمبدأ الإحتكار.