محامي سعودي يتبرع للدفاع عن طفلتين تزوجتا بالإكراه

قالت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان إن المحامي محمد السالمي قد تطوع مجاناً للدفاع عن طفلتين تزوجتا بالإكراه بطريقة الشغار التي حرمها الإسلام.

وأوضح المحامي محمد السالمي لصحيفة "عكاظ" السعودية الصادرة يوم أمس الثلاثاء ان التنسيق مع الجمعية جار من اجل حصوله على وكالات شرعية من قبل الطفلتين شيخة (14 عاماً) و عبير (11 عاماً) من اجل "الترافع عنهما ورفع الظلم الذي لحق بهما."

وكانت قضية شيخة وعبير قد أثارت الرأي العام السعودي بسبب الطريقة التي تزوجتا فيها والتي خالفت الإسلام تماماً حيث أنهما تزوجتا بصورة نكاح "الشغار" وهو أحد الأنكحة التي كانت منتشرة في الجاهلية وحرمها الإسلام.

وقد أكد الشيخ عبدالمحسن العبيكان مستشار وزير العدل السعودي وعضو مجلس الشورى ببطلان وفساد زواج شيخة وعبير، وطالب بمعاقبة والديهما والمأذون الذي عقد النكاح.

وعلل العبيكان ذلك لأن الطفلتين تزوجتا عن طريق المبادلة بين الأباء بدون مهر وهو ما يعرف بنكاح "الشغار" الذي كان شائعاً عند العرب في الجاهلية وحرمه الإسلام. بالإضافة إلى أنه تم إجبار الفتاتين على الزواج من آبائهما بعضهما البعض وهذا أيضاً ضد حرية المرأة في الإسلام.

وفكرة نكاح الشغار تقوم على مبدأ مبادلة الزوجات بين طرفين بحيث يأخذ الأول الزوجة من الطرف الثاني مقابل أن يتزوج الثاني بزوجة من الطرف الأول، بدون تقديم أي مهر.

وأوضح حسين الشريف رئيس فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة في تصريحاته لصحيفة "عكاظ" أن الجمعية تلقت شكوى من والدتي العروستين شيخة وعبير وإن الجمعية عازمة على متابعة القضية حتى رفع الظلم عن الفتاتين.

وكانت والدتا شيخة وعبير قد تقدمتا بشكوى الى محافظة الطائف والمحكمة الشرعية وجمعية حقوق الانسان ضد زوجي ابنتيهما وطليقيهما تطالبان فيها بفسخ العقد وإبطاله كونه كما تقولان تم دون رضا الفتاتين كما تم "شغاراً" بأن استبدل كل منهما ابنة الآخر لتكون زوجة له دون مهر أو موافقة.

كما طالبتا بإسقاط الولاية عن والدي شيخة وعبير لعدم احساسهما بالأمان مع والديهما خصوصاً انهما ستتعرضان للعديد من المتاعب معهما مستقبلاً حيث تلقت الفتاتان تهديدات متكررة من والديهما اللذين توعداهما بالويل والثبور بعد الخروج من دار الحماية التي تقيمان فيها حالياً.

وذكرت والدة شيخة في تصريحات سابقة لصحيفة "عكاظ" أن والدها يعاملها وشقيقتها بقسوة وعنف شديدين ويضربهما ضرباً مبرحاً كما يكيل لهما السباب ويحرمهما من الخروج من المنزل ومن زيارة والدتهما منذ انتقالهما للعيش معه في احدى قرى المدينة المنورة.

وأضافت انها لم ترهما منذ عدة سنوات ولم تكن تعلم بهذا الزواج الا بعد ان تلقت اتصالاً من رقم غريب وكانت المتحدثة على الطرف الاخر ابنتها والتي تستغيث بها لانقاذها من الزواج بشخص يبلغ من العمر 75 عاما وانها حسب والدتها كانت في مدينة ينبع لاجراء كشف ما قبل الزواج وبعدها لم اسمع عنها شيئا الى ان ابلغتني انها منومة بمستشفى الملك فيصل بالطائف.

وقالت الأم أن "والد شيخة" أنتقل مع عروسه هو وإبنته مع عريسها المسن لقضاء الصيف في الطائف.

وقالت شيخة لوالدتها بأنها حاولت الانتحار هربا من هذا الزوج الذي ارغمت عليه.

وقالت الأم إنها ذهلت حينما شاهدتها في دار الرعاية الاجتماعية حيث كانت في وضع نفسي سيئ وغير قادرة على التركيز ويعتريها الخوف.

وتم تزويج الفتاتين في ظروف أشبه ما تكون بتهريب والإتجار بالبشر. فبحسب التقارير الصحفية فقد خرجت الفتاتين مع والديهما من محافظة العلا بالمدينة المنورة الى محافظة ينبع خفية دون علم احد حيث تم زواجهما بطريقة سرية بعيدا عن الإعلان بالفرح.

وتم ذلك الزفاف والفتاتين بملابسهما العادية وبدون اخطار والدتيهما المطلقتين واللتان تسكنان في قرية العلا وقرية عفيف.

وحاولت شيخة الإنتحار عن طريق شربها لمسحوق التنظيف "الكلوركس" الذي تناولته في الطائف وتم نقلها إلى المستشفى ومنه الى دار الرعاية الإجتماعية هناك حيث التقت شريكتها في المعاناة عبير.

ومازالتا هناك حيث تشعران بالامان وتتطلعان للخروج من هذا المأزق بما يضمن سعادتهما مستقبل

وقالت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان أنها تتابع القضية مع شرطة الطائف للتأكد من وجود الفتاتين في دار الحماية الاجتماعية لضمان عدم تعرضهما للاعتداء من أبويهما.