الجيش اللبناني يعزز سيطرته بعد مقتل أربعة من جنوده

عزز الجيش اللبناني قواته اليوم الثلاثاء في منطقة بعلبك في البقاع اللبناني وقام بتطويق أماكن يشتبه بأن مسؤولين عن مقتل أربعة من جنوده أمس الاثنين موجودين فيها.

وقتل أربعة عسكريين لبنانيين أمس الاثنين وأصيب ضابط بجروح في كمين نصبه مسلحون يرجح أن يكون على خلفية مقتل تاجر مخدرات من عشيرة آل جعفر في المنطقة مؤخرا برصاص الجيش اللبناني.

وشوهدت مروحيات عسكرية لبنانية وهي تحلق في سماء المنطقة.

وطوق الجيش اللبناني حي الشراونة غرب بعلبك حيث غالبية المقيمين من آل جعفر، والتي شهدت الاثنين إطلاق رصاص ابتهاج بعد مقتل الجنود الأربعة.

وتمركز عناصر من الجيش في حي الشروانة في منزل حسن جعفر المشتبه بضلوعه في الكمين، وهو شقيق علي جعفر الذي قتل برصاص أطلقه جنود لبنانيون على سيارته بعد امتناعها عن التوقف على حاجزهم في 27 آذار/مارس الماضي.

وأقام الجيش عدة حواجز، ومنها ثلاثة ثابتة في حي الشراونة.

وأصبحت الحركة شبه معدومة في حي الشراونة بعد مغادرة معظم الرجال وبقاء النساء والأطفال داخل منازلهم.

ونقل عن أقارب جعفر، إن الرجال لجأوا إلى جرود الهرمل، شرق بعلبك حيث يختبأ عادة الخارجون على القانون في لبنان.

واستهدف الكمين يوم الاثنين سيارة جيب تابعة للجيش اللبناني لدى مرورها في منطقة رياق التي تبعد نحو 20 كلم جنوب بعلبك، إحدى اكبر مدن البقاع، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة ضابط.

وأقيم قبل ظهر اليوم الثلاثاء استقبال شعبي عند مدخل منطقة عكار لجثامين ثلاثة من الجنود.

وقال أحد الخطباء الذين توالوا على المنصة، "نحمل المسؤولية للقوى السياسية في تلك المنطقة وتحديدا حزب الله ونقول له إننا نحن أشرف الناس ولن ننسى أنك اعتبرت مخيم نهر البارد خطا احمر"، في إشارة موقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال المعارك التي جرت بين الجيش وتنظيم فتح الإسلام الأصولي في العام 2007 وقتل خلالها عشرات من أبناء المنطقة.

وأضاف الخطيب، "الجيش اللبناني هو الخط الأحمر وأهل عكار سيمحون كل الخطوط الحمر".

وتجمع المئات منذ الصباح في ساحة بلدة العبدة في انتظار الموكب العسكري الذي اقل الجثامين ملفوفة بالعلم اللبناني، ووضع كل منها داخل سيارة إسعاف.

وانزل جثمان الجندي خضر سليمان ورفع على الأكف في ساحة البلدة.

وسار المشيعون بالنعش باتجاه مسقط رأسه برقايل الذي يبعد 300 متر على وقع خطى "الله أكبر".

وكانت والدته حليمة سليمان (65 عاما) تبكي وتصرخ،"الله ينتقم من قتلته".

وقالت الأم الثكلى، "إنه ابني البكر وعنده ستة أولاد أكبرهم في الرابعة عشرة كما كان يعيل شقيقته الأرملة وأولادها السبعة".

وسيتم تشييع الجندي الرابع في مدينة طرابلس بعد صلاة العصر.

وجاءت ردود فعل عديدة مستنكرة عقب وقوع الاعتداء الذي أدانه رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة.

وأصدر الاثنين حزب الله الذي يعتبر قوة الثقل الشعبية الأولى في بعلبك بيانا استنكر فيه بشدة الاعتداء على الجيش، داعيا إلى "محاسبة المرتكبين والمسؤولين عن هذا العمل الآثم".

وقال الحزب، "التلاحم والتعاون بين أهل منطقة البقاع والجيش اللبناني بما يعزز الاستقرار ومسيرة السلم الأهلي".

وتواصلت ردود الفعل المستنكرة اليوم الثلاثاء وشملت عشيرة آل جعفر التي وصفت في بيان الهجوم على الجيش بأنه "جريمة بشعة" وأبدت استعدادها لتقديم كل مساعدة للقبض على منفذي الجريمة ورفعت الغطاء عن أي شخص تثبت إدانته.

وصنف سعد الحريري، أحد ابرز قادة قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية النيابية، الاعتداء في إطار محاولات إضعاف مؤسسات الدولة والعودة بالبلاد إلى منطق الفلتان الأمني.

ونوه الحريري، على التضامن الكامل مع الجيش اللبناني، والوقوف بجانبه في التصدي لمثل هذه الاعتداءات التي تهدف إلى النيل من المؤسسة العسكرية.

وطالب حزب الكتائب المسيحي (قوى 14 آذار) في بيان الجيش بالضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التطاول على المؤسسة العسكرية.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا