أمسية لشاعرة سعودية تستنفر قوى الأمن لأن صوتها "عورة"

حضر أكثر من 200 رجل أمن الأمسية الشعرية التي أحيتها الشاعرة السعودية حليمة مظفر في مدينة سكاكا السعودية بعد تلقي رئيس النادي الأدبي بالجوف إبراهيم الحميد رسالة نصية عبر هاتفه الجوال قبل الأمسية تهدده بالقتل لأن النادي استضاف الشاعرة.

وقال رئيس النادي إبراهيم الحميد في تصريحات صحفية نشرتها الصحف المحلية أنه تلقى رسائل تهديد قبل عقد الأمسية من مجهولين يطلقون على أنفسهم "جماعه الصدع بالحق ضد نادي التغريب والإفساد"، ويطالبون بإلغاء الأمسية ويهددونه بالقتل حال إقامتها ومن هذه الرسائل " قال تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا....)، (اسمع يا من ثكلتك أمك وسوف تبكي عليك دما مثل من سبقك من المفسدين سوف نطبق عليك قول الحق وسوف يكون دمك مسفوحا ونتقرب بك إلى الله أن حضرت حليمة مظفر هذه الفاسقة هذا اللقاء، فأنت من أعلنت الحرب على الله ورسوله وأهل الخير).

وشهدت الأمسية التي أقيمت بمركز الأمير عبدالإله الحضاري مساء الخميس الماضي حضور عدد من الشباب ممن يوصفون بـ (الملتزمين)، وألقى الشعراء المشاركين وهم حليمة مظفر وعبد العزيز الشريف ومحمد خضر، قصائدهم في قاعتين منفصلتين في عدد من الأغراض الشعرية فيما اقتصرت المداخلات على مداخلتين فقط.

وقال الحميد أن الأمسية شهدت حضورا كبيرا من (الملتزمين) صغار السن والواضح أنهم كانوا محرضين لتوتير الأمسية ومحاولة إفشالها من خلال تصرفات صبيانية أثناء الأمسية كتحريك للكراسي وتلقي مكالمات هاتفية بأصوات مرتفعة للإزعاج.

وأضاف الحميد إن عريف الأمسية دايس محمد الدايس تلقى حجما كبيرا من المداخلات الورقية البعيدة عن الشعر والأمسية تماما، تقول إن صوت المرأة عورة وإنه لا يجوز لها مشاركة الرجال وتتحدث عن الحجاب وشرعيته إلا أنها لم تطرح بسبب أن لا علاقة لها بالأمسية والشعر.

وأوضح الحميد أنه لم يتقدم ببلاغ للجهات الأمنية، مؤكدا أن ما حدث في أمسية الخميس لا يمثل مجتمع الجوف المتدين و المعتدل وأن التيار المتطرف حاول القيام باستعراض قوته من خلال إرسال مجموعات من رواد الاستراحات الدينية للتشويش على الأمسية ولكن الوجود الأمني حال دون قيام المتطرفين بأعمال إجرامية اتضح التخطيط لها من خلال الرسائل التي تلقيناها.

وأضاف الحميد على الجهات الأمنية أن تقلق كثيرا من اتساع دائرة التطرف في مجتمع الجوف، وعليهم مسؤولية البحث عن مصادر الدعم المختبئين خلف مكاتبهم بالجوف وخارجها والنادي مؤسسة ثقافية لخدمة الثقافة والاعتدال والتسامح ولن يكون منبرا للمتطرفين لبث أفكارهم المعادية للمجتمع، كما أن نادي الجوف يحظى بدعم رسمي وشعبي لأنه استطاع تقديم برامج أوجدت حراكا ثقافيا في المنطقة.

وتابع الحميد "تلقينا اتصالات من شخصيات دينية تؤيد نشاط النادي ولكنها تطالب بجرعات مخففة لنشاطاته نظرا لحالة الجهل والحماس لدى التيارات المتطرفة، مبدين تفهمهم الكامل لبرامج النادي ودوره التنويري"، وأرجع إذكاء التطرف الذي يزداد شراسة في مجتمع الجوف على حد قوله إلى ما سماه غياب التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والبلدية، وعدم وجود حدائق ولا أسواق كبرى ولا شركات.

وقالت الشاعرة حليمة مظفر إنها اختارت نصوصاً شعرية تتفق مع ذائقة الأغلبية الحاضرة في الأمسية، مشيرة إلى أن حضورها إلى الأمسية هو تشجيع للمرأة للقيام بدورها الثقافي.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا