تل أبيب ماضية في حصار القدس بجدار من المستوطنات

أقرت صحيفة إسرائيلية بأن تل أبيب ماضية في مخططاتها الاستيطانية حول وداخل القدس المحتلة متجاهلة الانتقادات الدولية الواسعة. وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر أمس النقاب عن أنّ العمل لازال جاريا في مشروع بناء استيطاني جديد على أراضي قرية السواحرة التي قطع أوصالها جدار العزل العنصري والضم. ويضم المخطط الأولي، وفق المعلومات التي أوردها الصحافي الإسرائيلي عكيفا الدار، بناء ثلاثة مبان متعددة الطبقات تضم أكثر من ستين وحدة سكنية مخصصة للمتدينين اليهود. بحسب ما نقلت القدس العربي اللندنية اليوم.

ونال مخطط البناء الاستيطاني إياه مصادقة بلدية القدس المحتلة عام 2000 حينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت رئيسا لها, ومواظبا على تشجيع البناء الاستيطاني في قلب الإحياء الفلسطينية.

وزادت الصحيفة قائلة إنّ العمل في المشروع بدأ قبل شهرين بمصادقة البلدية وركز على إعداد البنية التحتية للمستوطنة الواقعة شرقي جدار العزل العنصري والضم والواقعة في قلب الحي العربي عرب السواحرة.

ووفق المحلل الإسرائيلي، فانّ سلطات الاحتلال تعمد لتعزيز قبضتها على مدينة القدس إلى تشجيع البناء الاستيطاني في الأحياء العربية، وهدم منازل الفلسطينيين في إطار سياسة تطهير عرقي. وبموازاة الإعلان عن بناء مستوطنة جديدة على أراضي حي السواحرة، سلمت طواقم ما يسمى بالمراقبة على البناء في بلدية القدس الغربية، يوم الأحد أكثر من 30 أمر هدم إداري لمساكن مواطنين مقدسيين في بيت حنينا، وشعفاط، والعيسوية، وجبل المكبر.
 
من ناحيته قال الناطق بلسان بلدية القدس في تعقيبه لصحيفة "هآرتس" إن المشروع الجديد هو جزء من خطة البناء لحي (تلبيوت شرق), وإنّ تصاريح البناء والعمل بالمشروع "قانونية".

وقال الناطق باسم رئيس البلدية، نير بركات إن ما يسمى بـ"البناء القانوني" في منطقة نفوذ القدس البلدية ليس بناء استيطانيا، تماما مثلما البناء في منطقة تل ابيب لا يعتبر استيطانا، على حد تعبيره.

يشار في هذا السياق إلى أن رئيس البلدية بركات هاجم وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي أعربت عن معارضتها لتوسيع الاستيطان في القدس وقال إن هذا شان داخلي إسرائيلي، ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه. من ناحيته قال المحامي داني زايدمان، المستشار القضائي لمؤسسة (عير عاميم، مدينة الشعوب بالعربية) إن البناء الجديد لا يتبع ولم يكن يتبع في السابق للحي الاستيطاني (تلبيوت شرق)"، ويقع الحي الجديد في قلب الحي الفلسطيني، ومن المخطط أن يربط بينهما ممر مشاة فقط.

وزاد زايدمان قائلا للصحيفة العبرية انّ هناك قيودا شديدة على البناء في الأحياء العربية وتسهيلات كبيرة للمستوطنين، وبحسبه فانّ القانون الإسرائيلي يلزم الفلسطينيين في عرب السواحرة ببناء 3 وحدات سكنية بأقصى حد على كل دونم والبناء العلوي محدد لطابقين فقط، كما يحدد نسبة البناء بحيث لا تتجاوز 37.5 بالمائة من مساحة قسيمة البناء، وبموازاة ذلك، أكد أن البلدية سمحت للمستوطنين في المشروع الجديد ببناء 18.9 وحدة سكنية على كل دونم، كما سمحت لهم ببناء علوي لثماني طبقات، أي نسبة البناء 143بالمائة.
 
وأوضح المحلل الإسرائيلي انّه زادت في الآونة الأخيرة الضغوط على الدولة العبرية من طرف المجتمع الدولي والتي تطالب السلطات الإسرائيلية بالتوقف عن رفع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس العربية المحتلة، بالإضافة إلى مطالبة الدول الغربية بأن تتوقف الدولة العبرية عن هدم البيوت الفلسطينية في القدس العربية المحتلة، والتشديد على هدم البناء في حي الشيخ جراح.

وأشار الكاتب إلى أن رئيس وزراء التشيك، رئيسة الاتحاد الأوروبي قال في حديث أدلى به للصحيفة في نهاية الأسبوع المنصرم إن البناء الإسرائيلي في الضفة الغربية هو أكثر موضوع يقلق دول الاتحاد الأوروبي. كما أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة العديد من الشكاوى للحكومة الإسرائيلية حول نفس الموضوع، وشددت على البناء اليهودي في القدس المحتلة.
 

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا