وثائق بيد اللجنة الأممية تثبث جرائم الاحتلال في غزة

زود وفد من الحكومة المقالة في غزة لجنة الأمم المتحدة لتقصي جرائم الحرب في القطاع بوثائق تثبت تورط الاحتلال في تلك الجرائم.

وعقد وفد وزاري رفيع من الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة أمس اجتماعا مع اللجنة الاممية لتقصي الحقائق حول وقوع "جرائم حرب" خلال العدوان الإسرائيلي على غزة (الرصاص المصبوب)، تم خلاله تزويد الفريق الدولي بوثائق تثبت قيام إسرائيل بارتكاب مجازر بحق المدنيين، في وقت رحبت فيه السلطة الفلسطينية بقدوم البعثة وقالت انها ستقدم تقريرها النهائي في ديسمبر/كانون الاول القادم.

وقالت القدس العربي الصادرة في لندن اليوم إن الوفد الفلسطيني ضم في الاجتماع الذي عقد بمقر وزارة الصحة الفلسطينية كلاً من الوزراء في الحكومة المقالة باسم نعيم، ومحمد فرج الغول وأحمد يوسف المستشار السياسي في وزارة الخارجية بغزة، إلى جانب طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة.
 
ووضع وفد الحكومة المقالة خلال الاجتماع بين يدي بعثة التقصي الدولية التابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان أدلة تثبت تورط الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب"، بينها صور ووثائق تدل على ذلك.وعقب الاجتماع قال محمد الغول ويعمل وزيرا للعدل في الحكومة المقالة في مؤتمر صحافي "قدمنا وسوف نقدم المزيد من الدلائل والوثائق على بشاعة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين في قطاع غزة".
 
وأشار الغول إلى أن أعضاء البعثة الدولية التي يرأسها القاضي ريتشارد غولدستون، وهو من أصل يهودي أبدوا تفهما لما حدث، ولفت إلى أنه خلال الاجتماع تم عرض "بقايا صواريخ وقذائف" استخدمها الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة.في السياق أكد يوسف أن الحكومة المقالة ستعمل على تسهيل عمل هذه البعثة، وستقوم بتزويدها بكافة التقارير والمستندات التي أعدتها بعد انتهاء الحرب لـ "كشف مدى تورط الاحتلال الإسرائيلي". وأوضح النونو أن بعثة تقصي الحقائق ستبدأ بجولات ميدانية لعدة مناطق تعرضت لهجمات خلال الحرب، مثل مخيم جباليا، وبلدة بيت لاهيا والمناطق الشرقية لمدينة غزة.وذكر النونو أن البعثة الدولية ستنهي مهمتها وتغادر القطاع يوم الجمعة المقبل.

وقال القاضي غولدستون فور وصوله إلى غزة "جئنا هنا لنرى وندرس، جئنا للتحدث إلى الناس من مختلف القطاعات حكوميين وأيضا من المنظمات غير الحكومية وسنلتقي بممثلين مختلفين لمنظمات الأمم المتحدة".

من جهتها رحبت السلطة الفلسطينية بوصول البعثة، وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية أن هذه اللجنة ستقوم برفع تقريرها خلال ثلاثة أشهر بعد استكمال تحقيقاتها في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة "ليكون جاهزا للتقديم أمام دورة مجلس حقوق الانسان في سبتمبر/ايلول القادم".

وذكرت أن وصول البعثة الأممية جاء "استكمالا للجهود الحثيثة التي قامت بها البعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف مع رئيس مجلس حقوق الانسان والمفوض السامي لحقوق الانسان وكافة المجموعات الإقليمية المعنية".

وخلال الحرب أبيدت عائلات فلسطينية بالكامل، بعد تعرض منازلها لغارات إسرائيلية متلاحقة، ولم يشهد الفلسطينيون حربا شرسة كتلك التي انتهت يوم 18 يناير/كانون الثاني، طول فترة الصراع مع إسرائيل.

واتهمت عدة مؤسسات دولية وحقوقية الجيش الإسرائيلية بارتكاب "جرائم حرب" وقالت إنه استخدم أسلحة محرمة دوليا، مثل "الفسفور الابيض".

يشار إلى أن الوفد قام بزيارة لمقر الأمم المتحدة بغزة، الذي تعرضت مخازنه الغذائية لقصف إسرائيلي خلال الحرب، أدى إلى تدميرها بالكامل، كما زار المنطقة التي تقطن بها عائلة السموني، شرق مدينة غزة التي فقدت أكثر من 50 شخصا من أفرادها خلال الحرب.

والتقى أعضاء اللجنة بمفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كارن أبو زيد ومدير عمليات الأونروا جون جينغ.ووصل الوفد الأممي وصل أول أمس الاثنين إلى غزة قادما من معبر رفح البري الفاصل بين القطاع ومصر، للتحقيق في وقوع "جرائم حرب" وقوبل الوفد على الفور بترحيب من حركة حماس، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل رفضها التعاون مع هذه البعثة الدولية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يجال بالمور "لقد صدرت تعليمات لهذه اللجنة بأن تظهر إسرائيل كمذنبة، بغض النظر عن اي شيء اخر"، وأكد ان بلاده لا ترى أي فائدة في التعاون معها.

وخلال تواجده في نيويورك احتج ايهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي على قدوم اللجنة، وقال عقب لقائه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون "إسرائيل ليست بحاجة الى لجنة للفحص"، مدعيا أن جيشه هو "الجيش الاكثر أخلاقية في العالم"، وقال إنه شن الحرب على غزة "من أجل تحقيق الأمن لمواطنيه".
 
ورفضت إسرائيل قبل نحو الشهر الاتهامات التي وجهت لجيشها بارتكاب جرائم حرب، وبرأته منها، غير ان المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، رفضت الادعاءات الإسرائيلية.

في سياق قريب، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ان مجموعة مكونة من 12 يهوديا أمريكيا سيحاولون دخول قطاع غزة المحاصر عن طريق معبر رفح البري يوم الجمعة القادم.

ولفت إلى أن دخول الوفد يهدف للتضامن مع السكان المحاصرين من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عامين، موضحا أن هذا الوفد يرى أن إسرائيل تقوم بافعال تناقض القانون الدولي.

وبحسب ما ذكر التلفزيون فإن الوفد هو جزء من مجموعة تضم 35 شخصا "يحاولون إلزام إسرائيل بانهاء الحصار عن قطاع غزة". ونقل التلفزيون في تقرير أعده عن الوفد قول إحدى المشاركات وتدعى ماديا بنيامين قولها "أنا كيهودية وكأم اصبت بالذهول من حجم الدمار والمعاناة في غزة" وإنها شعرت بأنه يتوجب عليها "الحديث بصوت عال" عن ما يحصل في غزة.

وتفرض إسرائيل منذ عامين حصارا محكما على قطاع غزة، ولا تسمح بمرور إلا كميات مقلصة من السلع والوقود لا تكفي حاجة السكان.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا