السعودية: بطل أول فيلم يعرض بالرياض يرحب وكاتب كبير ينتقد

لاتزال قضية عرض أول فيلم سينمائي في العاصمة السعودية الرياض منذ عقود حديث الأوساط الإعلامية والثقافية في المملكة بين سعيد بالتجربة ونجاحها وبين من ينتقد طريقة الرد على معارضي فكرة العرض ووجود السينما ككل.

وفي آخر ردود الفعل تضاربت آراء إثنين من أكبر الشخصيات المتعلقة بالقضية وطريقة معالجتها، فبينما اعتبر بطل الفيلم فايز المالكي أن التجربة نجحت في زرع البسمة على وجوه الأعداد الكبيرة التي حضرت الفيلم، قال داوود الشريان وهو من أكبر كتاب السعودية تأثيرا في المجتمع أن أنصار عرض الفيلم رفعوا السيوف بدلا من الأقلام في وجه المعارضين.

وشهد العرض الأول لفيلم "مناحي" مساء السبت في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض أحداثا بين رجال الشرطة وبعض الأشخاص المعارضين للعروض السينمائية مما جعل قوات الشرطة تلقي القبض على اثنين منهم وتحرر محضرا ضدهما، وعادت ومنعت يوم الإثنين الماضي نحو 10 أشخاص من دخول العرض الثاني للفيلم في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، خوفاً من إحداث فوضى، وأخرجت أيضا سبعة من داخل قاعة العرض بعد ترديدهم عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل" أثناء عرض الفيلم.

ونقلت صحيفة الرياض المحلية عن المالكي قوله أنه سعيد بالأصداء الجميلة التي حققتها عروض فيلم "مناحي" في الرياضن متجاهلا الأصوات المنادية بمنع العرض.

وعلق المالكي الذي حضر عروض الفيلم مع الجماهير "إن سعادة أي فنان تكمن في الرؤية المباشرة لانفعالات الجماهير على ما يقدمه من أعمال وأنا هنا أتابع وقع الفيلم على أكثر من ألف مشاهد حضروا العرض، ولاشك أنها تجربة رائعة أن تزرع البسمة في وجوه هذه الأعداد الكبيرة من الجماهير الحبيبة، وهنا تكمن قيمة السينما".

وعلى الجانب الأخر قال الكاتب والصحافي السعودي البارز داوود الشريان إن اللافت في قضية عرض الفيلم أن معظم كتاب الأعمدة في الصحافة السعودية، ربط بين موقف الشباب المعارضين لفكرة العرض وظاهرة الإرهاب، وطالب بإيقاع أشد العقوبات بهؤلاء الشباب، وكاد أن يجعل الأمر عملية مدبرة من تنظيم القاعدة.

وأوضح الشريان الذي يشغل حاليا رئاسة تحرير موقع "العربية نت" ويكتب مقالات يومية في أشهر الصحف العربية أن موقف هؤلاء الشباب أصبح الحدث الاجتماعي الأبرز خلال الأيام الثلاثة الماضية، وساهم، إلى حد كبير، في تسويق الفيلم.

وأضاف الشريان في مقال له بصحيفة الحياة السعودية أن عودة السينما وعرض أول فيلم في صالة عامة في تاريخ العاصمة السعودية منذ عقود، شهد مواجهات بين المشرفين على العرض وبعض الشباب الذين يحرّمون السينما، ويعترضون على السماح بعرض الأفلام السينمائية على الناس، وهو أمر طبيعي في بلد يعد الحديث فيه عن السينما من المحرمات.

وتابع الشريان " إن أهم ما في قضية عرض الفيلم هو أسلوب معالجة الصحافة للقضية، مشيرا إلى أن لسان حال الناس يقول لبعض المثقفين والصحافيين، إذا كنت تطالب بحرية الفن والاختيار والتعبير، عامل هؤلاء الشباب بالمنطق ذاته، وتذكر أن السينما ظلت غائبة عقودا من الزمن، وحين تصل، وتجد 35 شاباً يعترضون على وصولها، فالقضية لا تحتاج إلى رفع السيوف بدلاً من الأقلام".

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا