السعودية: هيئة الأمر بالمعروف تأسست كما أمر الله

دشنت وزارة الداخلية السعودية أمس الثلاثاء خطة استراتيجية طويلة المدى لعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "الحسبة" تستمر لمدة 20 عاما.

وقال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز عقب حفل التدشين أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأسست ووجدت كما أمر الله، وتابع "أقدم شكري وامتناني لرجال الهيئة الحاليين والسابقين في جميع مناطق المملكة".

وتضع السعودية بذلك حدا لكل التكهنات والانتقادات الموجهة لعمل الهيئة، والتي يهدف أصحابها لتشكيل رأي عام معارض لوجود الهيئة في المجتمع السعودي وبالتالي حلها.

ويعد تدشين وزير الداخلية للخطة الجديدة إشارة قوية على ما يبدو للدعم الحكومي الذي تتلقاه الهيئة.

وكشف الرئيس العام للهيئة الشيخ عبد العزيز الحمين عن تأسيس كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة، وتأسيس كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

وكان وكيل الرئيس العام للهيئة إبراهيم الهويملأوضح في وقت سابق إن المشروع يسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، أولها إعداد خطة استراتيجية شاملة متكاملة للرئاسة طويلة المدى للعشرين سنة المقبلة، تدرس واقع الرئاسة المعايش وتحدد مكامن الخلل إن وجدت ونقاط القوة لتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات وتحقق الطموحات والسعي نحو التميز وتحدد توجهات الرئاسة وأولوياتها، بهدف تطوير جهاز الرئاسة في جميع المجالات المتعلقة به، مما يساعد الرئاسة على أداء رسالتها على الوجه الأكمل.

وأضاف الهويمل أن الهدف الثاني يتمثل في إعداد خطة تنفيذية مرحلية للسنوات الخمس الأولى، تشتمل على برامج تطويرية وتدريبية وتثقيفية وعلمية، ومشاريع ومبادرات عملية؛ منبثقة من الخطة طويلة المدى ووفق متطلباتها وشروطها، لتحقيق أهداف الخطة البعيدة المدى، مع تحديد المبادرات والبرامج والمشاريع ذات الأولوية اللازمة لتحقيق أهداف الخطة.

وأوضح أن الهدف الثالث هو وضع آليات تساعد على إجراء عمليات المراقبة على جودة الأداء وكفايته، والمراجعة الدورية لكل مدخلات وعمليات ومخرجات العملية الإدارية وغيرها، والتطوير للخطة الاستراتيجية، إضافة إلى تبني ونشر ثقافة التخطيط والتفكير الاستراتيجي وبرامج التهيئة وإدارة التغيير.

وتواجه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعض الانتقادات في عملها ويتعرض رجالها الخمسة آلاف عضو والمكلفة بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في السعودية، إلى انتقادات بسبب بعض الأساليب والتصرفات داخل المجتمع، على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه في منع عدد كبير من الجرائم معظمها ترتبط بعادات وتقاليد المجتمع السعودي الإسلامية، حيث تشكل الهيئة قوة ردع موجودة في كل أنحاء المملكة المحافظة وتضع السعودية في واحد من أكثر بلدان العالم أمنا.

وتنطلق بعض وسائل الإعلام في تغطيتها لأخبار الهيئة من وجهة نظر مفادها أن منع الاختلاط بين الجنسين وشرب الخمر وغيرها من الممنوعات هي حرية شخصية للفرد لا يجوز قمعها، وعلى هذا الأساس تعرض هذه الوسائل أخبار يظهر فيها رجال الهيئة هم المتهمون في جرائم تتعلق بالاغتصاب والتحرش وشرب الخمر وغيرها الكثير، بالرغم من أن الهيئة هي من منع هذه الجرائم قبل وقوعها في كثير من الأحيان.

ويسجل السعوديون لرجال الهيئة دورهم الكبير في حماية الفتيات من الابتزاز من قبل الشباب في ظاهرة باتت تشغل الكثير من الباحثين في السعودية واستدعت تدخل العاهل السعودي فيها.

وتشهد هيئة الأمر بالمعروف تحركات نشطة وخطوات متتابعة هذه الأيام في محاولة لتعزيز موقفها ودورها في المجتمع السعودي أمام محاولة التشويه المستمرة.

وعينت الرئاسة العامة للهيئة الشهر الماضي 13 متحدثا رسميا ونواب لكل منهم في مختلف مناطق المملكة للتواصل مع وسائل الإعلام، في خطوة تستهدف مواجهة سيل الأخبار الكاذبة التي تستهدف عمل الهيئة ووجودها في المجتمع السعودي.

وقال المشرف على الإعلام و العلاقات العامة بالرئاسة عبد المحسن القفاري إن تعيين متحدثين رسميين باسم الهيئة في مختلف المناطق يستهدف الانفتاح على الإعلام، وإمداد الإعلاميين بكافة التطورات أولا بأول، مبينا أن الرئاسة ستزود وسائل الإعلام بأرقام الاتصال بهم.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا