اجتماع "الاتحاد من أجل المتوسط الوزاري" يبحث التنمية المستدامة في منطقة الأورو-متوسطي

ترأست وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي الوفد الأردني المُشارك في اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط الوزاري الأول حول التنمية المستدامة في نهاية الأسبوع الماضي في باريس، حيث تم عقد هذا الاجتماع حال مرور عام على إطلاق فكرة الاتحاد من أجل المتوسط وتحت الرئاسة الفرنسية-المصرية المشتركة وبناءاً على اجتماعات سابقة تم عقدها على مستوى أدنى في كل من الإسكندرية وبرشلونة ومرسيليا، حيث شارك في الاجتماع وزراء وممثلين عن (55) دولة ومؤسسة تمويل ومنظمات غير حكومية.

وصرحت العلي بأن هذا الاجتماع يعتبر الأول من نوعه على مستوى وزاري منذ ستة أشهر ويُنظم إحياءً لتجمع الاتحاد من أجل المتوسط وتعزيزاً لمبادئ الشراكة ألاورو-متوسطية، مضيفةً أنه  تم التركيز على قضية التنمية المستدامة ضمن أربع محاور رئيسية وهي الطاقة والنقل والتنمية الإقليمية والمحلية والمياه-البيئة. وقد شارك وزير الشؤون البلدية شحادة ابوهديب في الاجتماع من خلال افتتاح ورشة العمل المتعلقة بمحور والتنمية الإقليمية والمحلية مستعرضاً تجربة الأردن، حيث تم خلال الجلسة تداول التعاون بين دول المنطقة في هذا المجال وبحث بعض المشاريع الإستراتيجية على مستوى المنطقة.

وأشارت الوزيرة أن الاجتماع قد أتاح الفرصة للمشاركين لتبادل وجهات النظر والتباحث حول الفرص الكامنة والتحديات الجغرافية-السياسية والاقتصادية والبيئية التي تواجهها منطقة الأورو-متوسطي، بما في ذلك النظر في مشاريع مشتركة من شأنها تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة وآليات تمويل هذه المشاريع وتنفيذها بالشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، الأمر الذي من شأنه إيجاد توافق حول القضايا ذات الاهتمام المُشترك التي يتوجب التعاون لمعالجتها لغايات تحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

وأضافت الوزيرة أنه قد تم خلال ورش العمل الفرعية التباحث حول تنفيذ ما يقارب (230) مشروع إقليمي يخدم دول المنطقة، بالإضافة إلى أنه قد تم تخصيص مبالغ دعم بقيمة (15) مليون دولار من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) لنقل الخبرات وعقد الدورات التدريبية في مجال الطاقة، كما وفر البنك الدولي تمويل بقيمة (700) مليون دولار وكل من الوكالة الفرنسية للإنماء وبنك الإعمار الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي بقيمة 5 بليون يورو لدعم المشاريع في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة.

وأكدت الوزيرة خلال الاجتماع الوزاري أن الحكومة الأردنية ستمضي قدماً في العمل مع رئاسة الاتحاد ودول منطقة حوض المتوسط للنهوض بهذه المبادرة الحيوية مع أهمية الوصول إلى حل شامل على الجانب السياسي لتمكين هذه المبادرة من أن تكون فاعلة، مستعرضةً الجهود التي يقودها جلالة الملك المعظم لتحقيق السلام في المنطقة وأهمية الوصول إلى سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط يركز على المبادرة العربية للسلام بناءً على حل الدولتين كونه عامل أساسي في إثراء مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط.

وعقدت العلي على هامش أعمال المؤتمر مجموعة من الاجتماعات الثنائية مع عدد من كبار المسؤولين المشاركين في الاجتماع جرى خلالها التباحث حول فرص التعاون المشتركة.

وقد تم إطلاق فكرة الاتحاد من أجل المتوسط من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 13 يونيو/تموز 2008 بهدف إحلال مبادئ السلام في منطقة حوض المتوسط وجسر الهوة مع سكان دول الجنوب، وذلك من خلال التعاون من أجل تنفيذ مشاريع إستراتيجية تخدم دول الجنوب ضمن قطاعات المياه والطاقة والبيئة والبنية التحتية. وكذلك من المتوقع عقد سلسلة من اللقاءات تضم ستة اجتماعات وزارية قبل نهاية العام الحالي-تمهيداً للاجتماع القادم لرؤساء الدول-يتمخض عنها الخروج بهياكل للاتحاد ويتوقع أن تكون مدينة برشلونة الاسبانية المقر الدائم لسكرتارية الإتحاد.