ميناء جدة يقترح نقل البضائع دون حاويات لحل أزمة تكدس متفاقمة

قال المدير العام لميناء جدة الإسلامي ساهر طحلاوي أن الميناء يدرس مع التجار المستوردين والمخلصين الجمركيين من خلال غرفة جدة إمكانية إنشاء منطقة مظللة لتفريغ محتويات الحاويات في منطقة الكشف الجمركي بحيث تصمم بشكل طولي ليتم تفريغ محتويات الحاويات داخل المنطقة المظللة من أحد الجهتين بينما يتم تحميل هذه المحتويات من الجهة المقابلة على وسيلة النقل التابعة للتاجر (المستورد) بشكل" فرط" ودون حاويات.

وأضاف طحلاوي في تصريحات نقلتها صحيفة "المدينة" المحلية، أنهم لازالوا في مرحلة تلقي الملاحظات والمقترحات من المستوردين والمخلصين الجمركيين ومن ثم سيتم بعدها اتخاذ القرار المناسب حيال ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في ميناء جدة قولها بأن الفرق بين ماهو معمول به حاليا، وما سيتم تطبيقه مستقبلا هو إخراج البضائع من الحاويات، وتحميلها مباشرة على شاحنات التجار بعد الانتهاء من إجراءات الكشف الجمركي، وهذا يستدعي حجز الحاويات في الميناء ومن ثم تسليمها إلى شركات الملاحة بينما، الطريقة المتبعة حاليا هي إرجاع البضائع مرة أخرى إلى الحاويات ومن ثم نقلها إلى مستودعات التجار، وهذا فيه محافظة على سلامة البضائع من التلف والفقدان، خاصة إن كانت من المواد الغذائية التي تتأثر من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة.

وتسعى السعودية إلى تطوير وتوسيع ميناء جدة الإسلامي الأكبر في المملكة، لمواجهة أزمة تكدس البضائع المستمرة فيه، وتقول أن نحو ثمانية مليار ريال تم إنفاقها خلال السنوات الماضية القريبة من أجل تحديث البنية التحتية للميناء، حتى يتم الاتجاه وتحويل الميناء من التقليدي إلى ميناء للحاويات.

وتقول إدارة الميناء أنها أضافت خلال الأشهر الستة الماضية نحو 16 "ونشا" للحاويات إضافة إلى 27 ونشا موجودة مسبقا، وهو الأمر الذي سيزيد من قدرة الميناء ويؤهله لمناولة سبعة مليون حاوية في السنة مقارنة مع 3.5 مليون حاوية سنوياً.

وأوضح عضو لجنتي المخلصين الجمركيين والنقل البري في غرفة جدة محمد الظاهري أن لجنة المخلصين الجمركيين اطلعت على رغبة إدارة الميناء بدراسة مدى إمكانية إنشاء منطقة مظللة لتفريغ محتويات الحاويات، وهذا بالتأكيد لن توافق عليه اللجنة نظرا لأن هذه الطريقة ستعطل العمل وتؤخر إجراءات الكشف الجمركي حيث تتراوح المدة الآن لتقريب الحاويات إلى منطقة الكشف الجمركي بين 10 إلى 15 يوماً.

وأضاف الظاهري أن تطبيق الطريقة المقترحة من الميناء ستزيد من مدة تقريب الحاويات إلى منطقة الكشف الجمركي لتصل ما بين 20 إلى 30 يوما، كما ستزيد من تكاليف نقل البضائع إلى مخازن التجار حيث أن نقل البضائع بشكل فرط دون حاويات يحتاج إلى توفير شاحنتين لكل حاوية نظرا لأن البضائع ستكون مبعثرة، وغير محكومة بداخل حاويات كما أن الطريقة المقترحة تحتاج إلى أعداد كبيرة من الشاحنات وهذا غير متوفر الآن لدى الشركات المتخصصة بنقل البضائع من الميناء إلى مخازن التجار إضافة إلى أنه لا يوجد مساحات في الميناء لتخزين هذا الكم الهائل من الحاويات حيث يستقبل ميناء جدة ما بين 2 إلى 2.5 ألف حاوية يومياً.

وكانت أزمة تكدس البضائع في أكبر ميناء سعودي أجبرت عدد من التجار وأصحاب المصانع والمستوردين خلال الفترة الماضية إلى تحويل البضائع المستوردة لميناء جدة الإسلامي عبر الخطوط الملاحية العالمية إلى موانئ دبي لتلاشي الخسائر والتلفيات في البضائع وتأخر خروج الحاويات.

وتصاعدت وتيرة أزمة تكدس البضائع والتي تدخل فيها العاهل السعودي الملك عبد الله بعد الإعلان عن تشكيل لجنة على مستوى عال للتحقيق بشكل عاجل في الأزمة.

ويعمل ميناء جدة في الوقت الحالي على مناولة نحو 50 مليون طن من البضائع سنويا، ونحو خمسة مليون طن من الحبوب السائبة سنويا، ونحو أربعة مليون رأس من المواشي سنوياً، كما أن الميناء يعمل مع جميع البرادات في المملكة التي تأتي موارد أغلبيتها عبره.