السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق مهرب مخدرات

نفذت وزارة الداخلية السعودية مساء أمس الأحد حكم الإعدام بحف مهرب مخدرات سعودي الجنسية في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية.

وأصدرت الوزارة بياناً نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية حول تنفيذ حكم القتل تعزيراً بحق محسن بن محمد بن صالح آل مخلص، قالت فيه إن الجاني قام بتهريب كمية من الحشيش المخدر

واستشهد البيان بالآية القرآنية الكريمة "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".

وينفذ حكم الإعدام في السعودية غالبا بطريقة (القتل بالسيف)، وتلاقي هذه الطريقة انتقادات واسعة على المستوى العالمي، لا سيما الغرب الذي يتحدث عبر وسائل إعلامه عن طريقة التنفيذ المنافية لحقوق الإنسان.

ويثير الانتقاد الغربي أيضا ردود فعل غاضبة عند بعض العلماء المسلمين الذين يرون أنهم يطبقون حكم الله في مجرمين يهددون الناس بينما يقتل الغرب الملايين من الأبرياء من أجل سيطرة على منطقة نفط أو فرض سياسة معينة، ويستشهدون بما جرى ويجري منذ الحرب العالمية الأولى وحتى احتلال العراق العام 2003 .

وتقول السعودية أنها لا تزال مستهدفة من آفة المخدرات، وتعمل على القضاء عليها في ضبطها وإحباط محاولات كل من يحاول تهريبها داخل حدودها، إذ أنها تعمل على تمرير المعلومات في حال توافرها للدول التي استقبلت منها تلك المواد بحكم مسؤوليتها الدولية، وضمان عدم استغلاها مرة أخرى في عملية التهريب.

وكان مدير عام مكافحة المخدرات في السعودية عثمان المحرج قال في وقت سابق أن المملكة ضبطت أكثر من 60 مليون حبة كبتاجون وأكثر من 17 طناً من الحشيش إلى جانب أكثر من 939 طناً من القات وأكثر من 70 كيلوجرام هيروين خلال العام 2008 والأشهر الثلاثة الأولى من العام 2009.

وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في السعودية قالت مؤخرا إن 700 ألف حبة كبتاجون (مخدر) تستخدم يوميا في المملكة في ظل وجود 140 ألف متعاط منتظم، وأن قيمة استهلاك المخدرات في السعودية تصل إلى تسعة مليار سنوياً، وأن عدد المقبوض عليهم سنويا يصل إلى 37 ألف شخص.

وتقول الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات في السعودية "وقاية" إن فئة الشباب هم المستهدفون من تجار ومروّجي المخدرات، ولهذا يحاولون إيقاعهم بجميع الطرق لتعاطي المخدرات بأنواعها الكثيرة.

وكانت "وقاية" كشفت العام الماضي عن وجود منظمات وخلايا خارجية تحاول تهريب المخدرات وتوزيعها داخل البلاد وبالمجان بشرط أن توزع على السعوديين، وأشارت إلى أطفال دون سن العاشرة وفتيات سعوديات هم أحدث الوافدين إلى عالم المخدرات.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية عبد الإله المؤيد إن هذه الجهات الأجنبية تستهدف المملكة وأمنها ودينها ومقدراتها، وتنطلق بشكل أساسي من معرفتها بثقل ودور السعودية عالمياً كقبلة للمسلمين، مشيرا إلى تفشي المخدرات بين شباب المملكة وفي سن مبكرة جداً، حيث تم اكتشاف تعاطي أطفال لم يتجاوزوا العشر سنوات للمخدرات في المملكة.

وأوضح أن المجتمع السعودي يعاني مثل باقي دول العالم من المخدرات وانتشارها، حيث أصبح لا يقتصر على الشباب بل بدأ خطره ينتشر في أوساط الفتيات.