إسرائيل تسيطر على السفينة "راشيل كوري"

سيطرت البحرية الإسرائيلية بالكامل اليوم السبت على سفينة المساعدات الأيرلندية "راشيل كوري" المتجهة إلى قطاع غزة المحاصر.

وأفاد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في غزة أحمد البديري بأن عملية السيطرة تمت دون إطلاق رصاص أو اشتباكات.

وكانت اللفتنانت كولونيل "أفيتال ليبوفيتش" المتحدثة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قالت في وقت سابق اليوم السبت، إن القوات الإسرائيلية ستعتلي السفينة المملوكة لأيرلندا راشيل كوري التي تقل مساعدات ونشطاء إذا واصلت رفضها تحويل مسارها بعيداً عن قطاع غزة.

وأطلق المنظمون اسم "راشيل كوري" على سفينتهم التي اشتراها نشطون مدافعون عن الفلسطينيين تيمناً باسم الفتاة الأمريكية التي قاومت الاحتلال، فقتلها دهساً بجرافة في قطاع غزة العام 2003.

وتابعت المتحدثة الإسرائيلية قولها، "إذا لم يتركوا أمامنا أي خيار فسنضطر لاعتلاء السفينة."

واعترضت البحرية الإسرائيلية وتتعقب السفينة بعد خمسة أيام من تسبب عملية التحفظ الدموية على سفينة تركية في غضب عالمي. عندما فتحت قوات الكوماندوس الإسرائيلي النار وقتلت تسعة نشطاء أتراك (أصغرهم عمراً يحمل الجنسية الأمريكية) على ظهر السفينة.

وقالت متحدثة باسم جماعة "غزة الحرة" التي تساند السفينة "راشيل كوري" وصحفي على متن السفينة نقلت قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية عنه قوله إن السفن الحربية الإسرائيلية تتعقب سفينة الشحن راشيل كوري المملوكة لأيرلندا.

ونقلت الجزيرة عن الصحفي بعيد الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت جرينتش)، "نستطيع رؤية بعض السفن الإسرائيلية على مسافة قصيرة. إنها تتعقبنا. لم يحدث اتصال مباشر".

وذكرت "جريتا برلين" المتحدثة باسم جماعة غزة الحرة، إن اتصال النشطاء بالسفينة مشوش مضيفة، إن السفينة كانت على بعد نحو 55 كيلومتراً إلى الغرب من غزة عند السادسة صباحاً.

وتقول إسرائيل، إنها لن تدع السفينة تمر إلى وجهتها المزمعة في غزة. وقالت "برلين"، إن النشطاء على متن راشيل كوري لن يقبلوا عروضاً سابقة لإسرائيل بالرسو في ميناء "أسدود" الإسرائيلي وإرسال الإمدادات التي تحملها السفينة بالبر.

ويعاني أهالي غزة الذين يعتمد السواد الأعظم منهم على معونات الأمم المتحدة من نقص المياه والأدوية في القطاع الذي حاصرته إسرائيل بعد أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العام 2007.

وفي واشنطن قال البيت الأبيض، إن حصار إسرائيل لقطاع غزة غير قابل للاستمرار ولكنه حث سفينة مساعدات غزة على تحويل اتجاهها إلى ميناء إسرائيلي للحد من مخاطر وقوع أعمال عنف.

وقال "مايك هامر" المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض أمس الجمعة، " إننا نعمل بشكل عاجل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وشركاء دوليين آخرين لوضع إجراءات جديدة لتسليم مزيد من السلع والمساعدات لغزة".

وأضاف "هامر" في بيان، إن "الإجراءات الحالية غير قابلة للاستمرار ولابد من تغييرها. والآن ندعو كل الأطراف إلى الانضمام لنا في تشجيع القرارات المسؤولة من كل الأطراف لتفادي أي مواجهات غير ضرورية".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" لتلفزيون القناة الأولى الإسرائيلي أمس الجمعة، "سنوقف السفينة وأيضاً أي سفينة أخرى تحاول الإضرار بسيادة إسرائيل. لا توجد فرصة لوصول راشيل كوري إلى ساحل غزة".

وفي دبلن، قال وزير الخارجية الأيرلندي "مايكل مارتن" في بيان، إن "هؤلاء الموجودون على ظهر راشيل كوري أشاروا إلى أنهم مستعدون لقبول تفتيش حمولتهم في البحر قبل الرسو في غزة".

وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية اليوم السبت، إن فحوص الطب الشرعي أظهرت أن الأتراك التسعة الذين قتلوا خلال غارة يوم الإثنين الماضي على قافلة سفن مساعدات غزة تعرضوا لإطلاق النار 30 مرة إجمالاً، وكثير منهم من على مسافة قريبة.

وأضافت الصحيفة، إن شاباً عمره 19 عاماً اسمه "فولكان دوجان" الذي يحمل الجنسيتين التركية والأمريكية أصيب بخمس رصاصات من مسافة تقل عن 45 سنتيمتراً في الوجه وخلف رأسه ورصاصتين في الساق ورصاصة في الظهر.

كما أصيب 48 شخصاً بجروح نتيجة إطلاق النار عليهم وما زال ستة نشطاء مفقودين.

وفي اعنف تصريحات حتى الآن اتهم رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" إسرائيل بانتهاك وصايا العهد القديم.

وقال "أردوغان"، "أنا أتحدث إليهم بلغتهم. الوصية السادسة تقول (لا تقتل). ألا تفهمون".

وأضاف "أردوغان" في كلمة تلفزيونية لأنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم قائلاً، "سأقول مجدداً. أقول بالإنجليزية (لا تقتل). هل ما زلتم لا تفهمون.. سأقول لكم بلغتكم. أقول بالعبرية (لا تقتل)".

وهددت تركيا بإعادة التفكير في علاقتها بالكامل مع إسرائيل. وردد آلاف المحتجين هتافات تشيد بتركيا خلال مظاهرات في مصر ولبنان أمس الجمعة.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" اجتماعاً لكبار الوزراء يوم الجمعة لمناقشة وصول راشيل كوري وما يتعين القيام به بعد الانتقادات الدولية التي واجهتها إسرائيل عقب أحداث يوم الإثنين الماضي.

وقال بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إن إسرائيل تريد تفادي وقوع مواجهة ودعت راشيل كوري إلى الرسو في ميناء أسدود الإسرائيلي حيث يمكن أن يتم تفريغ شحنتها وتفتيشها ونقلها إلى غزة إذا لم تكن تحتوى على مواد مهربة.