تقرير سي بي سي نيوز : أدلة "ظرفية" على تورّط حزب الله باغتيال الحريري

زعم تحقيق أعدته شبكة “سي بي سي” الكندية أن تحليلاً للاتصالات أجراه ضابط لبناني ومحققو الأمم المتحدة توصل إلى أدلة ظرفية تشير إلى تورط “حزب الله المدعوم من سوريا” باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/ شباط ،2005 لكنه أشار إلى أن المشكلة الكبرى تتمثل بتحويل التحليل إلى براهين مقبولة في المحكمة وفقا لصحيفة الخليج الاماراتية .

وأشارت الشبكة وفقاً للتحليل الذي حصلت عليه، واطلعت عليه صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن نتائج توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية المستقلة استندت إلى فحص مفصّل لسجلات الهاتف اللبنانية خلال السنة التي اغتيل فيها الحريري . واقترحت أن مسؤولين من حزب الله تواصلوا مع مالكي الهواتف الخلوية المشتبه باستخدامها في تنسيق التفجير .

وذكرت أن نتائج التحليل تدفع على الأرجح على التفكير بأن المدعي العام في المحكمة الدولية يخطط لتوجيه الاتهام إلى أعضاء في حزب الله بحلول نهاية العام . وأضافت “سي .بي .سي” أن المحققين الخاصين للأمم المتحدة توصلوا إلى استنتاج بأن مجموعة “من 8 عناصر مدعومين من حزب الله كانت وراء عملية الاغتيال” . وأشارت إلى أنها عرفت خلال تحقيقها أن “أدلة جمعت من الشرطة اللبنانية وبعد ذلك بكثير من الأمم المتحدة تشير بشكل كبير إلى واقع أن المغتالين كانوا من حزب الله الذي ترعاه إلى حد كبير سوريا وإيران” .

وذكرت “سي .بي .سي” أنها حصلت على أدلة من تسجيلات الهواتف المحمولة وغيرها من الاتصالات السلكية واللاسلكية . ولفتت إلى أن محققي الأمم المتحدة توصلوا إلى اعتقاد بأن تحقيقهم خرق مبكراً من حزب الله، وأن أمن اللجنة المتراخي أدى على الأرجح إلى مقتل الضابط اللبناني الذي كان يتعاون مع التحقيق الدولي وسام عيد .

وألقى التقرير باللوم على الأمم المتحدة لعدم تحليلها المبكر لبيانات الهاتف التي يبدو أنها حددت الهواتف التي استخدمها قتلة الحريري، كما انتقد اللجنة لفشلها في تأمين الحماية الكافية لوسام عيد .

ولدى التفتيش في سجلات اللجنة عثر على تقرير أعده عيد وأرسل في الأشهر الأولى من عام 2006 . وكان عيد راجع سجلات الهواتف الخلوية قرب فندق سان جورج حيث فجّر موكب الحريري، وشكل شبكة من الهواتف “الحمراء” التي استخدمتها مجموعة تنفيذ العملية، وروابط مع شبكات هاتف صغيرة اشتبه بعلاقتها، وتتبع الشبكات التي تعود لخطوط الهواتف الأرضية لمستشفى الرسول الأعظم التابع لحزب الله ومجموعة من الهواتف الخلوية التابعة للحزب .

وأشارت الشبكة إلى أن أحد الاختصاصيين في الالكترونيات عمل مع حزب الله وهو عبد المجيد غملوش قاد “بغبائه” وفق ما وصفه محقق سابق، عيد إلى أخوين يعملان مع حزب الله هما حسين ومعين خريس أحدهما كان في موقع التفجير . وذكرت أن “تقرير عيد أدخل ضمن قاعدة بيانات الأمم المتحدة عبر شخص لم يفهمه أو لم يعر اهتماماً كافياً لإبرازه، واختفى” .

ولفتت إلى أن سنة ونصف السنة مضت قبل أن يكتشف فريق محققين بريطانيين أوراق عيد وتواصلوا معه، لكنه قتل بعد 8 أيام . وأشارت إلى أنها حصلت على نسخة من التقرير .

ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير سابق لدى لجنة التحقيق قوله إن “تقدماً ملحوظاً” أحرز خلال الأشهر الأخيرة من ولاية بلمار بشأن جمع الأدلة، لكنه اعترف بأن “الأدلة ما زالت ظرفية إلى حد كبير” .

وأشارت “سي .بي .سي” إلى أن أعضاء اللجنة اشتبهوا بمسؤول البروتوكول الخاص بالحريري في ذلك الوقت، وسام الحسن وهو يترأس حالياً شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بالتواطؤ مع حزب الله، لكن هذه الشكوك الواردة في مذكرة داخلية لم تتواصل لأسباب دبلوماسية .

وكشف التقرير عن وثيقة للأمم المتحدة تشير إلى أن الحسن الذي ارتبط بشكل رئيسي مع المحققين، اعتبر مشتبهاً فيه محتملاً . وذكر أن تقريراً للأمم المتحدة قال إن “عذر (غياب الحسن) ضعيف ومتضارب” . وأشارت إلى أن أحد محققي اللجنة الكبار وهو غاري لوبكي كان طلب عام 2008 التحقيق مع الحسن لكن اللجنة تجاهلت التوصية .

ونقلت الشبكة عن مصادر اعتبارها أن المشكلة الكبرى هي تحويل تحليلات الاتصالات إلى براهين تصمد في المحكمة .