أسعار النفط ما علاقة أوبك بالأمر؟

أكثر من مسئول في منظمة أوبك سارع إلى تصريحات تتبرأ من ارتفاع أسعار النفط التي قاربت حاجز المائة دولار، كان آخر هذه التصريحات من وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية، الذي ألقى باللائمة على الوسطاء وشركات التكرير ونفى مسئولية أوبك.

ولكن من يصدق؟، ولماذا تشعر أوبك بعقدة الذنب عندما يرتفع سعر برميل النفط، أليست سلعة خاضعة للعرض والطلب. وإذا سلمنا بأنها سلعة استراتيجية وأخرجناها من قانون السوق، فهل كانت أوبك خلف الأزمات والحروب في العالم؟. هل كانت وراء الغزو الأمريكي للعراق أو مشاكل الإرهاب حول العالم، ووراء أزمة الملف الإيراني التي جعلت العالم خائفا من تعثر إمدادات النفط، أم أنها كانت خلف ارتفاع معدلات النمو عالميا وتزايد الطلب على المواد الأولية والحاجة إلى الطاقة والوقود؟.

ولماذا كلما ارتفع سعر برميل النفط نخاف، أليس النفط سلعة رخيصة، لعلنا نتذكر آخر التقديرات المحايدة التي أفتت بأن سعر برميل النفط يجب أن يكون في حدود مائة وخمسة وعشرين دولارا. آخذة بعين الاعتبار ارتفاع كلف التشغيل وأعمال البحث والتنقيب والتخزين ومخاطر النقل وارتفاع أعمال التامين.

أليست كل تلك عوامل تدعو إلى رفع الأسعار؟

هذا إذا لم نفتح أبوابا وأسبابا أخرى لها علاقة بالمقارنة مثلا بين أن يكون سعر الهاتف النقال أكثر بعشرين ضعفا من برميل النفط، وأن تكون عجلة سيارة مصنعة من نفايات نفطية ومطاطية أغلى من ثلاثة براميل نفط خفيف من النوعية الممتازة. لماذا لا نطرح بعض الأسئلة السخيفة التي لم نعتد عليها ولماذا لا يطير صواب العالم إلا عندما يرتفع سعر برميل النفط؟. أليس الغذاء سلعة استراتيجية؟ وللعلم فان المنطقة العربية تستورد سنويا ما يزيد على أربعمائة مليار دولار من المواد الغذائية، فهل تستورد أوروبا بهذه القيمة نفطا؟.

ولماذا لا يحتج العالم على موت الملايين من فقراء العالم جوعاً، لأنهم لا يملكون سعر رغيف الخبز، بينما يعيش مليار نسمة من البشر على دولار واحد في اليوم!. وترمى في البحر مئات ملايين الأطنان من المواد الغذائية لكي لا تنخفض أسعارها!!.