Tweet
ريفيات سوريات يدخلن مجال الأعمال الحرة
بقلم ماهر سمعان في يوم الخميس, 22 نوفمبر 2007
كانت ليلى حمدان قروية بسيطة تكسب قوت يومها بالكاد قبل أن تنشئ مشغلا بدعم من مركز تنمية محلي لتطريز ألبسة وملاءات عليها رسومات مستوحاة من أساطير المنطقة.
تقول ليلى عن أشكال هندسية مبهمة لمن يراها للمرة الأولى أنها تمثل حروفاً ورموزاً للحب والحياة والازدهار من مدينة أوغاريت القديمة على ساحل المتوسط. وليلى شريكة في مشروع مشغل (الوردغان) وهو اسم مملكة أسطورية حكمتها امرأة تحب الأزياء. وتقول الأسطورة أن الملكة بوغيت كانت تعتبر الخياطين ومصممي الأزياء من علية الشعب.
وتشير ليلى إلى المطرزات التي تمثل قصصاً وحكايات من تاريخ المملكة البائدة.. فرمز مشابه لأحد الحروف الإنجليزية يعني الفارس والمثلث يمثل الملكة.
وقالت ليلى "أشعر أنني أحد أولائك الخياطين الأسطوريين للملكة. كنت أعمل في الخياطة وحدي لأتمكن من أن أساعد زوجي في المصروف والآن العمل يكبر وأستطيع أن اجني مالا أكثر."
ويفتقر الريف السوري إلى الخدمات ويعاني من استمرار الهجرة إلى المدن مع تردي أحوال الزراعة في بعض المناطق وغياب البنى التحتية.
وتعدّ منطقة عين التينة والقرى المحيطة بها من أكثر المناطق إهمالا على الساحل السوري حيث تدنى عدد سكانها بضعة آلاف يعمل اغلبهم في الوظائف الرسمية أو في البناء.
وقال فجر غضبان أحد مسؤولي المركز الذي ساهم الاتحاد الأوروبي في تمويله "لا يوجد هنا أي من أشكال الورش الأسرية أو الادخار الشخصي مما يزيد صعوبة عملنا. كان الناس هنا يظنون أننا أتينا لنؤمن لهم وظائف. لم يكونوا مستعدين بعد لفكرة الدخول في مجال الأعمال الحرة."
ويقدم المركز دورات بأجور لا تتجاوز ثلاثة دولارات للمنتسبة يعمل من خلالها على تحسين قدرات نساء القرى في مجال إدارة الأعمال الخاصة والأسرية الصغيرة.
ويساعد المركز النساء في هذه المنطقة الفقيرة من خلال ورش عمل وقروض لإنشاء مشاريع متنوعة من تصنيع الحلي والحرير والألبسة إلى صناعة الصابون والعسل والجبن معتمدا على عمالة متخصصة في التواصل مع المجتمع الريفي وتدريب النساء على المهن اليدوية وإعداد الدراسات المالية.
وقالت ميادة دللاله الشابة التي تلقت تدريبا في المركز وحصلت على قرض لإنشاء مركز للحاسوب في قريتها بستا أن المشاريع الحرة مازالت تعاني من صعوبة في الاستمرار بالمناطق الفقيرة.
وحاولت ميادة تشغيل مركزها ولكن غياب وسائل المواصلات وخطوط الهاتف جعله خاويا أغلب الوقت مما دفعها إلى إعطاء دروس خصوصية في محاولة لتأمين أقساط القرض.
وعلى الرغم من الصعوبات فإن مدير المركز ألفريد سعادة يعتبر المشروع خطوة مهمة نحو تحسين مستوى المعيشة لسكان الريف.
وقال "إنها تجربة مختلفة وواعدة ومزدهرة. أن لتمكين المرأة أثرا إيجابيا على الحياة الاجتماعية وعلى الحراك الاقتصادي في هذه المنطقة."
تعليقات القراء (1 تعليقات)
المرسل شريف عطيه فؤاد, مسقط, عمان في 13 تشرين الثاني 2009 - 15:38 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة
انا سعيد جدا بنجاحك واتمنا لكى المزيد شريف المصرى
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لبنوك واستثمار
-
لا يوجد مقالات حديثة
أيضا في بنوك واستثمار
آخر الأخبار
- تقنية: أي.فون الجديد يخيب آمال المستثمرين والمعجبين
- رياضة: الزمالك يحذر لاعبيه من الالتفات لترشيحات فوزه بكأس مصر
- سياسة واقتصاد: مصر تدرس حزمة تمويل من صندوق النقد ودول الخليج
- سياسة واقتصاد: "ميدي تريد" المصرية تشتري 45 ألف طن زيت طعام
- مواصلات: موانئ دبي العالمية تستثمر مليار دولار إضافية في لندن جيتواي