بلاد العجائب

أول ظهور لميكي ماوس

في 20 سبتمبر 1928، أبصرت شخصية الرسوم المتحركة الأشهر عالمياً، و التي أبدعها والت ديزني، النور في فيلم قصير عنوانه : الطائرة المجنونة، لكن اسم ميكي لم يكن قد أطلق بعد على الشخصية، فقد كانت لا تزال مسودة مشروع في طريق الإنجاز و كان اسم ميكي ماوس حينها هو: "Mortimer". حصل الفأر الصغير على اسم أبدي له في أول رسوم متحركة ناطقة من إنتاج والت ديزني "Steamboat Willie".

وفي 27 مايو من عام 1933، أنتج والت ديزني أول رسوم متحركة ملونة بعنوان "الخنازير الثلاثة الصغيرة"، حيث نال جائزة أفضل فيلم قصير، كذلك أغنية الفيلم - لفرانك تشرشل- حازت على جوائز و على إعجاب الملايين، خاصة و أنها جاءت في فترة كانت كئيبة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تمر بفترة كساد، فحملت هذه الأنشودة بعض الأمل و الفكاهة للمواطنين.

من أقوال والت إلياس ديزني :"كل أحلامنا ممكن أن تتحقق إن كانت لدينا الشجاعة لمتابعتها ". كان مؤمناً بهذه العبارة، و استطاع بطموحه و إرادته تحقيق مبتغاه و ربما أكثر من ذلك.

فهو ليس مجرد رجل عادي إنه المبدع الأول لصناعة التسلية في التاريخ، و هو العبقري الذي لاقت إنتاجاته درجة خرافية من النجاح. ومن هناك سارت المؤسسة من نجاح إلى آخر حتى تحولت إلى إمبراطورية متينة الأسس. ولعل أهم أسس نجاحها كان في الفكرة المبدعة والأسلوب المبتكر في التسلية الذي لم يجذب الأطفال فحسب وإنما كل فئات العمر.

الإبداع تهدده الإدارة الفاشلة

ولكن حتى أكبر الإمبراطوريات لا تسلم مسيرتها من هزات عنيفة. بدأت المؤسسة العملاقة تتعرض لنكسات تراوحت في شدتها ومدى تأثيرها. في عام 2004 بدأ أداء الشركة بالتراجع ما أدى إلى ثورة بين المساهمين الذين عبروا عن عدم رضاهم عبر امتناعهم عن التصويت لرئيس المؤسسة الذي كان آنذاك مايكل إيسنر.

وهذا دفع المجموعة إلى عزله بعد ثورة كبيرة قام بها المساهمون. وقامت بتحويل منصب الرئيس إلى منصبين، الأول لرئيس المجموعة، والثاني للمدير التنفيذي، مما يقلص من سلطات مايكل إيسنر، الذي كان فيما مضى يشغل المنصبين معاً.

إلا أن إيسنر احتفظ بمنصب المدير التنفيذي، بينما يتولى منصب الرئيس، السيناتور السابق، جورج ميتشيل. لكن ثلاثة وأربعين من المساهمين امتنعوا عن التصويت خلال إعادة انتخاب إيسنر لمجلس الإدارة.

وواجه إيسنر تعليقات حادة من المساهمين الثائرين خلال الجمعية العمومية للمساهمين في المجموعة التي عقدت في فلاديلفيا. وتعد هذه هي النتيجة الأسوأ على الإطلاق التي يحققها أي مدير تنفيذي آخر يتعرض لثورة المساهمين.

مهمة الإنقاذ

اعترض روي ديزني على تدني مستوى أسعار أسهم مؤسسة ديزني، مما يجعلها عرضة لعروض الشراء، مثل العرض الذي قدمته كومكاست آنذاك. وقال حليفه ستانلي جولد خلال رحيله عن منصبه كعضو لمجلس الإدارة: "لقد كنت أنا وروي ديزني في مهمة لمحاولة إنقاذ شركتنا، وسوف يتغير شكل الأشياء في المستقبل".