عمليات الاندماج قد لا تكون في صالح الشركات

تتزايد التوقعات حول عمليات الدمج والاستحواذ التي يمكن أن تقوم بها العديد من الشركات في منطقة الخليج دون استثناء باعتبار أن المرحلة اليوم بحاجة للبحث عن الحلول، ولا يكفي توجيه إصبع الإتهام إلى الأزمة العالمية وما خلفته من فوضى مما يستدعي إعادة تقييم واعية وسليمة وحلولا عاجلة مبنية على الشفافية بالدرجة الأولى.

يرى محللون اقتصاديون أن قيام بعض الاندماجات في المنطقة سيضع كل شركة في حجمها الطبيعي كما سيقود إلى تقليص عدد الشركات في القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وحسب بعض هؤلاء فإن السوق تعاني من زيادة في عدد الشركات وتكرار للنشاطات الاقتصادية مما ينعكس سلبا على الأداء والتكلفة التشغيلية. وفي ظروف الأزمة الاقتصادية الحالية، فأن العديد من هذه الشركات سوف يتجه للبحث عن حلول للحد من النفقات أو البحث عن شركاء استراتيجيين. لضمان الاستمرار ومواجهة ظروف السوق في ظل جفاف الخطوط التمويلية، وهو ما يعد تحولا في سياسة الشركات لتكوين كيانات كبرى للمنافسة وتكامل الأنشطة.

ومع تكثيف الدعوة إلى الإندماج تبدو النتيجة وكأنها ذوبان المؤسسات المتعثرة في مؤسساتٍ مليئة مالياً، متجاوزةً هدف الاندماج الحقيقي الذي يبقي لكل منشأة حضوراً في الإدارة. ومع ذلك يبقى الإندماج الملاذ الأخير لإنقاذ المؤسسات، بالرغم من أنه قد يقضي على ملايين الوظائف في العالم.

كما أن ظهور الاندماجات في 2009 يعد طبيعيا نتيجة لتوسع الشركات غير المبرر الذي حدث في العامين 2006 و2007.

الحل للشركات

حول هذا الموضوع قال خالد اسبيته العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة المزايا القابضة لـ«أريبيان بزنس»:«قد تكون سياسة الإندماجات المدروسة الاستحواذات هي الخلاص للشركات، لكنها ليست الطريقة الوحيدة فقط لحل الأزمة، إذ على الشركات أيضا دراسة حاجة السوق الفعلية وتلبية هذه الاحتياجات وفق خطة مدروسة بعيدة عن المضاربة والربح السريع.

كما يجب رسم سياسات استثمارية تتلاءم مع المتغيرات والطلب. ومحاولة التركيز على المشاريع المدرة للدخل بصفتها أحد الآليات التي تبقي عمليات الشركات العقارية قائمة بعيدا عن القروض المصرفية وسواها. إلا أن لكل شركة إستراتجيتها الخاصة وخططها القريبة والبعيدة المدى التي تحتم عليها أسلوبا معينا في التصرف دون غيره.

إلى جانب ذلك، فان أداء الشركات نفسها خلال الأزمة هو عامل مهم للمحافظة على ثقة المستثمر والعميل أو فقدانها، فالشفافية في الأداء خلال الفترة الحالية هي من أهم الأمور التي يجب التركيز عليها للمحافظة على ثقة المستثمرين والمساهمين والعملاء، وللاستمرار في الإنتاج مستقبلا.