تباين الآراء حول وضع صور السعوديات على البطاقة الجامعية

تباينت آراء المختصين في قضية وضع صور الطالبات السعوديات على البطاقة الجامعية التي أثيرت مؤخرا بين من يعتبرها غير جائزة شرعا ومن يراها تضييق على المسلمات.

وقال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور يوسف الأحمد في حديث لصحيفة سبق المحلية أن إلزام طالبات جامعة الأميرة نورة بإصدار بطاقة تحمل صورهن لا يجوز شرعا ً وأنه نوع من أنواع الظلم للمرأة والتعدي على حقوقها والواجب أن تعامل بطريقة تحفظ لها كرامتها وحقوقها.

وأضاف الأحمد أن أكثر الطالبات السعوديات لا يستخرجن جواز سفر حذرا ً من الصورة وإن استخراج الجواز لا يعني التوسع في الصورة للمرأة.

وأوضح أنه يحث الطالبات على المطالبة بحقوقهن المشروعة، مشيرا إلى أن التحريض نوعان، تحريض مشروع كما في قوله تعالى : ( وحرض المؤمنين ... ) وهو التحريض على ما أمر الله تعالى به، وهناك تحريض غير مشروع وهو التحريض على ما نهى الله تعالى عنه كما تفعل بعض القنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام.

وقال عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور محمد آل زلفة أنه ينبغي على المفتين وطلبة العلم أن لا يضيقوا على المسلمات، ولا يجعلوهن في حيرة من أمرهن، مشيراً إلى أن الصور الآن أصبحت في كل مكان.

وأضاف آل زلفة في رد على الشيخ يوسف الأحمد، "ألا يسافر الشيخ يوسف الأحمد ويستخدم جواز السفر الذي يحمل صور العائلة بأكملها ؟ لماذا يضيق الشيخ يوسف على المؤمنات في مسألة مختلف فيها ؟ لماذا يتشدد هذا الرجل على فئة تعتبر حساسة تجاه هذه القضية، إن طالبات الجامعة اللواتي رفعن خطابا للملك والمفتي ضحايا للمحرضين".

وأوضح أن صورة المرأة أصبحت تظهر في التلفزيون وتعرض في الجرائد، وينبغي على المفتين وطلبة العلم أن لا يضيقوا على المسلمات، وأن لا يجعل من هذا الأمر قضية يؤرق من خلالها بناتنا الطالبات في جانب ثانوي جدا لا يؤثر.

ورفعت عشرات الطالبات السعوديات قضية إلزامهن بإصدار بطاقات تحمل صورهن بكليات التربية الأدبية والعلمية التابعة لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن شكوى لوزير الداخلية ولمفتي عام المملكة ولمعالي وزير التعليم العالي.

وقالت الطالبات في الشكوى أنه تم إلزامهن ببطاقات تحمل صورهن تحت التشديد والتضييق، بدل البصمة الإلكترونية التي تغني عن الصورة ولاشك أنها الأضمن في عدم التزوير.

وأوضحت الطالبات في الشكوى أن قرار وزير الداخلية ينص بخلاف أنظمة الكلية وعدم الإلزام وكذلك فتوى هيئة كبار العلماء تنص على تحريم البطاقة بصورة، وأن كرت العائلة معمول به في جميع الدوائر الحكومية والمحاكم وقد سارت الأمور مع الخريجات السابقات على أحسن مايكون.

واختتمت الطالبات الشكوى بتساؤل ورجاء " لماذا الإلزام الآن بالبطاقات المصورة ؟ لذلك نرجو منكم إعادة النظر في ذلك حفاظاً على أعراضنا وحماية لبناتكم من تبعات ذلك".

وكانت عميدة كلية التربية في الجامعة نفت في تصريحات صحفية أن تكون الكلية قد أجبرت أياً من طالباتها على استخراج بطاقة جامعية تحمل صورهن، وقالت إن الجامعة وبعد اعتراض بعض الطالبات قامت بجعل الأمر اختياري.

وتناولت عدة مواقع إلكترونية مطلع الشهر الحالي قيام مجموعة من طالبات كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بمناشدة المسؤولين التدخل لإيقاف طلبات العمادة بإجبارهن على استخراج بطاقات جامعية تحمل صورهن، وذلك عن طريق خطاب تم إرساله من قبلهن.

وتضمن الخطاب المنشور على عدد من المواقع الإخبارية أن طلب استخراج بطاقات جامعية تحمل صوراً للطالبات غير عقلاني وغير مقبول، خوفاً من ضياع البطاقات أو وقوعها في يد العابثين.

وقالت الطالبات إنهن سيواصلن قرار رفضهن حتى لو استوجب ذلك ترك الدراسة بالجامعة نهائياً خوفاً على صورهن، وخشية من انتشارها بين أيدي أناس لا يخافون الله قد يتداولونها عبر الجوالات أو مواقع إنترنت.

وأصبح استخراج بطاقة الأحوال إلزامياً منذ نحو عامين على الطالبات، إلا أن اعتراضات متواصلة من الطالبات وأولياء أمورهن أجبرت الجامعة على التراجع عن قرارها والقبول بأي بطاقة ثبوتية تحضرها الطالبات.

وأثار القرار عدداً من المشايخ الذين قاموا بتحريض الطالبات على التهديد بعدم مواصلة الدراسة في حال إجبارهن على استخراج البطاقة، من بينهم الشيخ عبدالعزيز الفوزان في حلقة له على قناة "المجد" الفضائية.

ونشر الشيخ يوسف الأحمد مقال على موقع "شبكة نور الإسلام" قال فيه "كم هو مؤسف أن تسمح بريطانيا لآلاف النساء المسلمات بعدم وضع صورهن في البطاقة احتراماً لدينهن والاكتفاء ببصمة الإصبع أو بصمة العين".

وتعد كليات البنات التي انضوت جميعها منذ نحو عام تحت مظلة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، من أكثر الكليات محافظة، إذ تجبر طالباتها على ارتداء عباءة الرأس، كما تقوم مشرفات الكلية بعمل تفتيش دوري على حقائب الطالبات لمنع التجاوزات والمخالفات.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا