محمد هلال: أصمم عطوري بإحساسي

هذا الرأي بعض من رؤية هلال وفلسفته الخاصة بالعطور، وهو ضد من يقول أن العطر شخصية الرجل أو شخصية المرأة، فالعطر مرتبط وتابع لشخصية واختيار صاحبه، وليس العكس. فأنت من يحدد عطرك ورائحتك المفضلة، وهذه القناعة هي التي وجهته عندما صمم عطر «ظل» فقد قصد أن يكون العطر ظلا لشخصية صاحبه يعكس بعضا من تميزه واختياره. ويمكن لهذا العطر أن يستخدم مع أي عطر آخر، أي أن الرائحة التي تميز أي شخص قد تكون مزيجا لمجموعة من العطور التي يناسبه مزيجها.

دفقة واحدة

في تصميمه لعطر «كحل» الذي يستخدم للرجل وللمرأة مزج هلال مجموعة متناغمة من العناصر وخليطا من العود وخلاصات الورود، اختصرها كلها في «دفقة» واحدة من «كحل» تناسب الجنسين. وهذا الرأي أصبح اتجاها سائدا في كل أنحاء العالم.

من ناحية أخرى فان الطقس أحيانا يحدد نوع العطر الذي يجب أن يستخدم، من حيث الكثافة. فالأجواء الباردة تناسبها العطور الخفيفة، بينما الأجواء الحارة تتطلب عطورا أكثر كثافة، فالعطر مرتبط هنا بالمواسم والفصول، وأوقات اليوم. لذلك فقد تنوعت العطور التي صممها هلال لتتناسب مع الاختيارات والنكهات المحببة لمستخدمي العطر.

لا يميل هلال كثيرا للتفريق بين عطور غربية وشرقية، ويقول أن معظم الشركات التي تصنع العطور على أنها عطور شرقية، هي شركات انطلقت بتجربة غربية ولا تعكس روح المنطقة وخصوصيتها. ولكن عدم وجود مصممي عطور وشركات من المنطقة أفسح المجال لرواج العطور التي نجدها في الأسواق منذ سنوات طويلة. والعطور التي اعتاد الخليجيون تصنيعها محليا واستخدامها في بيوتهم، هي عطور مختلفة. فهي مزيج متنوع للأعشاب والعود والورود المحلية. ولم يتسن للخليجيين على نطاق واسع تصميم عطور وعلامات تجارية خاصة بهم وتعكس روح بيئتهم التي تملك تاريخا عريقا مع العطور، ولا مع ما يناسب المناخ السائد والمواد الأولية التي تتوفر لديهم.

التقليد ليس مشكلة

لا يتفق هلال مع الآراء القائلة بخطر التقليد على صناعة العطور، ويقول إن التقليد مكلف. ويلفت إلى أن نوعية المواد المستخدمة في العطور متشابهة، وربما الطريقة التي تعبأ بها أيضا. ويرى أن التميز هو في تصميم العطر فرادته التي تجعل من المستحيل تقليده، وعندها فانه يفرض نفسه ويكتسب ميزة الخصوصية التي نبحث عنها. وهو هنا لا يخاف أن يقلد أحدا ما عطوره وعلاماته التجارية، لأنها تمتلك سرها الخاص ومزيجها الفريد.

ومع أن هلال يملك التفرد والموهبة والابتكار، إلا أنه يرفض القول أنه يقف وراء كل التفاصيل التي جعلت من أسماء عطوره علامات مميزة. فهو يصمم ويبتكر الرائحة المميزة، فهذا عمله الأهم، أما باقي التفاصيل من صناعة وتقنيات فلها من يقف وراءها، وإن كان يتابع كل التفاصيل ويوصي بما يتناسب مع رؤيته الخاصة. ولذلك فقد جاءت عطوره متكاملة في تصميم رائحتها وابتكار عبوات خاصة تتميز بروعة تصميمها وأشرف على صناعتها متخصصون عالميون في مجالهم.

ومع أن مسيرته في تصميم العطور بدأت في العام 2001 إلا أنه تفرغ نهائيا في العام 2006 لموهبته، وهو يخبئ المزيد من المفاجآت الخاصة بعالم العطور وبعض المجالات الأخرى يرفض هلال الإعلان عنها منذ الآن.

وحتى تتكامل تجربته في صناعة العطور، فهو يقتني مواد أولية طبيعية لم تستخدم من قبل، ويبدع في طريقة مزجها وتصنيعها.

طموحات وخطط

يتطلع هلال إلى التوسع في تسويق علاماته التجارية إلى كل دول مجلس التعاون والمنطقة، والعالم، وهو بصدد افتتاح فروع في المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر، وعرضها أيضا في المحلات التجارية المعروفة الخاصة بالعطور، ويعمل على الانتشار إلى الأسواق الغربية في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

يعتقد هلال أن أسواق المنطقة بحاجة ماسة إلى عطور جديدة تحمل نكهة المنطقة وروحها، ويشير في ها الصدد إلى تاريخ استخدام العطور فيها والى التقاليد الاجتماعية والدينية التي تعتبر العطر جزء منها، وفي الحديث الشريف نطالع في أكثر من مناسبة قول الرسول الكريم: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه»، فالعطر يرتقي إلى أن يكون سنه إلى حد كبير، أضاف عليها التقليد الاجتماعي أبعادا ثقافية ممزوجة بحضارات أخرى، مما جعل تجربة العطر في المنطقة مزيجا متعدد التجارب والخبرات.