مع عودة العمالة السورية إلى البلاد ..معرض لفرص العمل في دمشق

يقام للسنة الخامسة على التوالي في دمشق معرض فرص العمل في ظل تواتر الأنباء عن عودة كثير من العمالة السورية إلى البلاد نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية.

وتنظم الجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب "سيا" معرض فرص العمل الخامس "SYEA JOB FAIR '09" ما يشكل فرصة للقاء المباشر بين الشباب السوري من خريجي الجامعات وأصحاب المؤهلات الباحثين عن عمل وبين مختلف الشركات السورية الراغبة في استخدام تلك الكفاءات.

وعبر نائب رئيس "سيا" في بيان تلقت "أريبيان بزنس" نسخة منه عن أمله في أن يسهم المعرض المزمع تنظيمه في الفترة ما بين الرابع إلى السادس من يوليو/تموز القادم على أرض مدينة المعارض بدمشق في الحد من "ازدحام سوق البطالة في سورية" في ظل تحديات الأزمة الاقتصادية العالمية التي أرغمت كثيرا من الشركات على تقليص أعمالها، و"أحيانا تسريح بعض موظفيها".

ووفقا لإحصاءات الجمعية، يشارك سنويا في المعرض الذي تم إلى الآن تنظيمه خمس مرات في دمشق وثلاثة في حلب عشرات الشركات والجهات الطالبة للوظائف ويزوره 10 آلاف باحث  عن فرصة عمل من الجنسين.

ويأتي معرض فرص العمل المشار إليه ضمن أجواء متشائمة محليا وإقليميا بخصوص ارتفاع أرقام البطالة واستغناء عدد من الدول الجاذبة تاريخيا للعمالة عن كثير من موظفيها وعمالها تحت وطئة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة دوليا.

وقال الرئيس السابق للبنك الدولي جيمز ولفنسون منذ أيام إن البطالة تعد أكبر تحدٍ يواجه الشرق الأوسط. وعبر ولفنسون في مؤتمر صلتك السنوي الثاني في الدوحة بالقول إن الحاجة لإيجاد سبعة ملايين فرصة عمل سنوياً في المنطقة هو أمر يثير الذعر.

وقال  58 بالمائة من الشباب العرب والسوريين في استبيان "صلتك-جالاوب" في وقت سابق إنهم مستعدون للانتقال للإقامة في مكان آخر من أجل العثور على عمل.

ن جهته أقر وزير المالية السوري محمد الحسين في تصريح له أوائل الشهر الماضي أن هناك "حوالي مليون مغترب سوري في دول الخليج"، وإن استغناء بعض الدول عن العمالة السورية وتخفيض رواتبهم "سيؤثر على الاقتصاد السوري من حيث زيادة أعداد العاطلين عن العمل وانخفاض تحويلات السوريين".‏

وتشير التقارير إلى أن الأزمة المالية العالمية أثرت على معظم القطاعات في دول الخليج، ودفعها إلى الاستغناء عن نسبة كبيرة من العمالة الموجودة لديها نظرا لتفاقم الأزمة.‏
ولا يوجد للآن أرقام سورية رسمية محددة عن التسريحات، وتصل بعض التقديرات بالرقم إلى حدود 50 ألف عائد.

ونقلت صحف حكومية عن معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية عيسى ملدعون قوله إن معظم القادمين السوريين حاليا من دول الخليج هم من أصحاب المهارات، أو من الذين لديهم مدخرات، معربا عن تفاؤله بأن "يتلقف القطاع الخاص" أصحاب المهارات، في حين وعد بأن وزارته ستقوم بمساعدة أصحاب المدخرات لإقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة .‏

وتبلغ نسبة البطالة في سورية بحسب المعطيات الرسمية حوالي 9 بالمائة، لكن تقديرات مستقلة وأكثر تشاؤما تتوقع لها أن تصل 15 بالمائة مع عودة أعداد متزايدة من العمالة السورية من الخارج.