تداعيات الانتخابات الإيرانية ومسلسل التصريحات النارية

نقل التلفزيون الرسمي بإيران اليوم الأربعاء عن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قوله إن المؤسسة الإيرانية لن ترضخ للضغوط المتعلقة بالانتخابات الرئاسية.

وقال خامنئي، "لقد أكدت وسأظل أؤكد تنفيذ القانون في المسألة الانتخابية. لن ترضخ المؤسسة ولا الأمة للضغوط مهما كان الثمن".

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قوله اليوم الأربعاء، إن طهران تفكر في خفض علاقاتها مع بريطانيا التي تتهمها بلاده بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها.

ودعت زهراء رهنورد زوجة مير حسين موسوي زعيم المعارضة الإيرانية، والمرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية السلطات إلى أن تطلق فوراً سراح الإيرانيين الذين احتجزتهم خلال الاحتجاجات على نتائج الانتخابات، وانتقدت نزول القوات المسلحة إلى الشوارع.

ونقل موقع لموسوي على شبكة إنترنت عن زهراء قولها، "أشعر بالأسف لاعتقال كثير من السياسيين والأشخاص وأود إطلاق سراحهم فوراً، ومن واجبي مواصلة الاحتجاجات القانونية حفاظا على حقوق الإيرانيين".

وقالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء اليوم الأربعاء ان غلام حسين محسني آجئي وزير الاستخبارات والأمن الداخلي صرح بأن بعض الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر بريطانية شاركوا في أعمال العنف التي وقعت في الجمهورية الإسلامية بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

وتعد تصريحات محسني آجئي التي نقلتها الوكالة شبه الرسمية الأحدث في مزاعم إيرانية عن دور للغرب في أسوأ اضطرابات في الشوارع تشهدها البلاد منذ الثورة الإسلامية العام 1979.

ونقلت وكالة فارس عن محسني آجئي قوله، إن أحد المعتقلين كان متخفياً في هيئة صحفي، وأنه كان يجمع معلومات يحتاجها الأعداء".

وذكرت الوكالة نفسها أمس الثلاثاء، إن صحفياً يونانياً يغطي الانتخابات لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية اعتقل.

وقال محسني آجئي "كل من يجمع معلومات في إيران تحت إي اسم أو صفة سيعتقل، وحتى الآن اعتقل صحفي أجنبي".

وصرح محسني أجئي أيضاً، إن شخصاً آخر اعتقل، واستجوب وصودرت المعدات التي كانت معه دون أن يعطي أي تفاصيل.

وتتهم إيران المحتجين بأنهم مدعومون من الغرب والولايات المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص، وألقت القبض على متظاهرين شبان، وعرضت صورهم على شاشات التلفزيون، وهم يعترفون بأن قنوات إخبارية أجنبية حرضتهم على هذا.

وقالت صحيفة كيهان الدولية المحافظة في صدر صفحاتها، "مثيرو الشغب يعترفون بأن وسائل الإعلام الغربية خدعتنا".

ورفضت لندن، وواشنطن الاتهامات.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن الولايات المتحدة لن تتدخل في الاحتجاجات، ووصف اتهام بلاده بالتحريض عليها بأنه "كاذب، وغير منطقي بشكل واضح".

وأعلنت بريطانيا أمس الثلاثاء، إنها ستطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين رداً على طرد طهران اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين مع تراجع العلاقات بين البلدين إلى مستويات متدنية عقب الانتخابات الإيرانية.

ونقلت وكالة فارس عن محسني آجئي قوله، "بعض الأشخاص يحملون جوازات سفر بريطانية شاركوا في الاضطرابات الأخيرة".

وأنهى فيما يبدو مئات الأفراد من شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج في طهران أياماً من الاحتجاجات على الانتخابات التي أجريت في 12 يونيو/حزيران، والتي يقول اصطلاحيون، إنه تم التلاعب فيها لصالح الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، وإبعاد مير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي.

ولقي عشرة محتجين حتفهم على الأقل في أسوأ أعمال عنف يوم السبت الماضي، ونحو سبعة آخرين في أوائل الأسبوع الماضي.

وألقت وسائل إعلام إيرانية مسؤولية العنف على "إرهابيين"، و"مخربين".

وذكرت وكالة أنباء الطلبة، إن متكي سئل اليوم الأربعاء عن مسألة خفض العلاقات مع بريطانيا فقال، "نحن ندرس هذه المسألة".

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية في لندن، "قرار إيران بتحويل الشأن الداخلي في إيران إلى صراع مع المملكة المتحدة وآخرين مؤسف للغاية، وبلا أساس في واقع الأمر".

وفي ترديد لتصريحات سابقة أدلى بها الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي يوم 19 يونيو/حزيران الماضي قال وزير الاستخبارات والأمن الداخلي الإيراني، "من يدعون الناس إلى النزول في الشوارع هم مسؤولون عن إراقة الدماء".