البنية التحتية إزدهار رغم الأزمة

كيف يؤثر الكساد الذي يشهده قطاع العقار عليكم؟

الفرص دائماً متوفرة في كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، سواءً في فترات الازدهار أو في فترات الكساد. ونحن في دولة الإمارات منذ أكثر من 40 عاما، ولم نتوقف عن النمو لا في فترات صعود السوق ولا في فترات هبوطه، وذلك حققناه من خلال التعرف على الفرص الموجودة واغتنامها. والوقت الراهن يوفر الكثير من الفرص، وإذا كان لدى الشركة الطرق المناسبة للتعرف على تلك الفرص إضافةً إلى الإمكانيات المالية والموارد اللازمة والرؤيا الصائبة فلن يمنعها شيء من النمو حتى في ظل الظروف الراهنة التي تعتبر من أصعب وأكثر الأيام شدة على أسواق العالم كله.

ونحن في دريك أند سكل لدينا ثلاث خطوط عمل رئيسية: الخدمات الميكانيكية والكهربائية والسباكة، والخدمات المدنية، وأخيراً خدمات البنية التحتية والماء والطاقة. يجعلنا هذا فريدين ويعطينا ميزةً تنافسية تجعلنا نقاوم الكساد السائد في قطاع العقار اليوم.

بعد تحولنا بنجاح إلى شركة عامة في شهر يوليو/تموز من العام 2008 أصبح بإمكاننا استخدام العائدات التي حصلنا عليها من التحول إلى شركة عامة والتي بلغت 1.2 مليون درهم (الدولار يساوي 3.67 درهم إماراتي) من أجل التوسع في المنطقة. وباعتقادنا أن هذا سينتج عنه بالتأكيد زيادة عقودنا وعائداتنا وبالتالي أرباحنا. ويعمل لدينا اليوم في دولة الإمارات حوالي 12 ألف موظف. وفي الوقت الذي تقوم به معظم الشركات بتقليص عمالتها أو في أحسن الأحوال، توقفت الشركات تماماً عن التوظيف إلى حين، قمنا نحن بفتح باب التوظيف لدينا طالبين موظفين لحوالي 100 وظيفة شاغرة نتجت عن توسعاتنا. وبسبب الأزمة تتوفر اليوم أعداد كبيرة من المؤهلين الباحثين عن فرص عمل. وهذه نعتبرها فرصة نقوم باستغلالها بتوظيف أفضل الكفاءات وأفضل الخبرات للمساهمة في نمو دريك أند سكل.

وبهذه الخبرات إضافة إلى الخبرات التي نملكها فإننا لسنا قلقين من الأزمة، وليس لدينا أي شك بأننا سنتمكن من اجتياز هذه الفترة الصعبة التي تمر على الاقتصاد العالمي.

نمو أفقي

لقد تحولت مناطق الجذب الاستثماري بسبب الأزمة من مناطق إلى أخرى، حيث توجهت اليوم إلى أسواق جديدة مثل قطر والسعودية. هل لديكم أي خطط لتوجيه توسعاتكم إلى تلك المناطق؟

بالطبع. فمعظم أعمالنا حتى الآن هي في دولة الإمارات العربية، ولكن في نفس الوقت نعمل في مشاريع البنية التحتية والمياه والطاقة في السودان والبحرين والمملكة العربية السعودية. ذُكر في دعوة دريك أند سكل أن استراتيجية النمو لدينا ستكون أفقية وعمودية في المنطقة. ونحن الآن في صدد دراسة بعض الشركات في السعودية وفي قطر بهدف الاستحواذ عليها وذلك في الربع الثالث من العام 2009. كما أننا بصدد تقديم عطاء للأعمال في مطار ليبيا الجديد.

كيف تصف تحولكم إلى شركة عامة في ظل ظروف السوق المالية الغير مستقرة في المنطقة؟

لم يتنبأ أحد بقدوم هذه الأزمة العالمية. لقد ضربت بقوة وسرعة ولم تترك وقتاً كافياً لأحد للتحضير. وممن جهتنا كنا نقوم بالتخطيط للتحول إلى شركة عامة في أوقاتٍ كانت أوضاع السوق مختلفة تماماً. ومع ذلك ما زلنا واثقين من هذه الخطوة التي قمنا بها، حيث وفرت لنا الوسيلة اللازمة لاستغلال الفرص التي ما تزال الأسواق تزخر بها.

لم تتغير خطتنا الاستراتيجية في التوسع. وقد أمضت الإدارة وقتاً كبيراً في الفترة الزمنية بين دعوة الشركة للاكتتاب في يوليو/تموز 2008 و بين طرحها في السوق في مارس/آذار 2009 في التنسيق والتحضير من أجل المضي في هذه التوسعات التي سهلتها علينا عملية التحول إلى شركة عامة. أعتقد أن الوضع الراهن الغير مستقر لأسواق العالم ما هو إلا رد فعل مؤقت نشأ بسبب فقدان الثقة في السوق إضافةً إلى نقص السيولة. وأنا واثق بأننا سنشهد قريباً وضعاً تصحيحياً في السوق سيعيد إليه انتعاشه. وبالنسبة لدريك أند سكل أعتقد أننا سنحقق نمواً في الأرباح بنسبة 20 % هذا العام. ومؤخراً فزنا بعقد جديد لتنفيذ الأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية، لمشروع «مملكة سبأ» الواقع في جزيرة نخلة جميرا في دبي. وتبلغ قيمة هذا العقد 226 مليون درهم. وهو ما يرفع قيمة التعاقدات التي وقعتها الشركة في ذات الموقع إلى 1.4 مليار درهم.