أول مزرعة أوروبية لإنتاج لبن النوق وتسويقه تجارياً

يعد الهولندي فرانك سميث البالغ من العمر 26 عاماً أول مزارع أوروبي يتعامل تجارياً في لبن النوق والذي أسس مزرعته في العام 2006 بثلاثة جمال استوردها من جزر الكناري ولديه حالياً نحو 40 ناقة.

ويقول سميث، "قرأت عن فوائد لبن النوق، وتساءلت لماذا لا توجد مزارع للنوق في أوروبا"، لأن لبن الناقة بالنسبة للجمهور الأوروبي يعد منتجاً جديداً تماماً، وذلك وفقاً لبي بي سي أرابيك.

ويملك سكان الخليج العربي ثقافة جيدة حول فوائد حليب النوق ولذته، ويحرص السعوديون خصوصاً على المرور برعاة الإبل المنشرين على الطرقات السريعة خارج المدن لشرب حليب النوق الطازج، رغم التحذيرات الطبية التي تمنع شربه دون غلي.

بالإضافة إلى قناعة بدو سيناء في مصر لفترة طويلة بأن لبن النوق يمكن أن يشفي من معظم الأمراض، ويخرج البكتيريا من الجسم.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، إن الأطباء في بعض أنحاء روسيا وكازاخستان يصفون لبن النوق لمرضاهم.

ويستخدم لبن النوق في الهند كعلاج للأنيميا، والبواسير، والربو والسل، كما أن هناك أدلة على تراجع معدلات الإصابة بالسكري في المناطق التي يتناول سكانها ألبان النوق.

وصادفت المزارع الهولندي سميث عدة مشاكل أولها أن الاتحاد الأوروبي لا يصنف الجمل كحيوان منتج، فكان عليه الحصول على تصريح من الحكومة، وأن يثبت قدرته على معاملة الحيوانات بشكل جيد وإنساني.

ثم أبلغ سميث بأنه ليس بوسعه الاستيراد من خارج الاتحاد الأوروبي، فتوجه إلى جزر الكناري التابعة لإسبانيا، ثم كانت مشكلة الحلب.

ويقول سميث، "إنه اخترع أكثر الماكينات في العالم فعالية في حلب النوق".

كما أن سميث لم يكن متأكداً من أنه سيجد سوقاً لمنتجه، فبدأ يقدم عينات مجانية خارج المساجد للمهاجرين المغاربة والصوماليين.

ويقول سميث، "تطور الأمر ببطء، ولكننا نورد الآن لنحو 50 متجراً في هولندا، ونصدر لألمانيا، وبريطانيا".

ويعمل والد سميث الدكتور مارسيل، أختصائي التغذية في إحدى المستشفيات، على إقناع زملائه بفوائد المنتج الذي يقدمه نجله.

وقال الدكتور مارسيل سميث، " إن هذا اللبن به مقومات ليصبح غذاءً صحياً جديداً في أوروبا"، وأضاف، "إننا نجربه حالياً مع عدد من مرضى السكري، ونرصد معدلات السكري في الدم كل 30 دقيقة، وستصدر نتائج الدراسة في أوائل العام المقبل".