ابحث في الموقع:
ArabianBusiness.com - Middle East Business News
شاهد موقع أربيان بزنس بحلته الجديدة وتصميمه المطور

YOUR DIRECTORY /

 
أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (1 تعليقات)
| Share |

{loadposition article-top}

خطبتا الحرمين الشريفين تحذران من الغش في المشاريع والمبالغة في تكاليفها

بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it  في يوم السبت, 26 ديسمبر 2009

ركزت خطبتا صلاة الجمعة في الحرم المكي والمسجد النبوي أمس على الأمانة كقيمة إسلامية ومفهوم ديني، وحذر الخطيبان المسؤولين من القائمين على المشاريع التنموية للبلاد وكل من تولى أمانة حكومية من التفريط فيها.

ويأتي تركيز أشهر مسجدين في العالم على موضوع الغش عقب السيول الجارفة التي اجتاحت مدينة جدة السعودية الشهر الماضي وتسببت بخسائر بشرية ومادية فادحة، توجهت فيها أصابع الاتهام إلى أمانة "بلدية" المدينة الساحلية بإهمال وفساد في تنفيذ شبكة الصرف الصحي.

وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام سعود الشريم من خيانة الأمانة، داعياً كل من تولى مصلحة من مصالح المسلمين، أن يستحضر القدرة عليها والشعور بقيمتها وعظم المسؤولية.

وأكد في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام، أن ''الأمانة'' كلمة تعني الأمان والاطمئنان فكان الأمن والطمأنينة والراحة والاستقرار مرهونة كلها بتحقيق ''الأمانة'' على وجهها الصحيح، وفي حين إن القرآن الكريم، ذكرت فيه ''الأمانة'' في مواضع كثيرة فإنه في الوقت نفسه قد جاء التحذير من ضدها وهي الخيانة.

تتمة المقالة في الأسفل
advertisement

وأضاف ''إنها النار يا من خنت الأمانة، إنه العذاب الأليم يا من خنت ربك، وخنت ولي أمرك، وخنت أمتك وخنت نفسك التي بين جنبيك، لقد سمى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الوظائف أمانات وطلب من ذوي القوة الإحسان فيها والتيقظ لها ونصح الضعفاء عن طلبها والتعرض لها فقد سأله أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ أن يستعمله فضرب بيده على منكبه وقال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها".

وتابع الشريم ''من هذا الحديث نستطيع أن نبعث رسالة إلى كل من تطوعت نفسه واشرأبت إلى أن تتولى مصلحة من مصالح المسلمين دون استحضار القدرة عليها والشعور بقيمتها وعظم المسؤولية والتبعة فيها والقوة في هذا الحديث هي التي تعني حسن الإدارة الموصوفة بالإجادة".

واستطرد ''لا أحد يشك في إيمان أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ وتقواه ومع ذلك وصفه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه ضعيف، والضعف عيب في تحمل المسؤولية، لذا فإننا نشاهد في كل عصر ومصر من توكل إليه المسؤولية وهو طيب في نفسه ومؤمن بربه، وحسن في عبادته، لكنه لا يفعل خيراً في مسؤوليته، ولا يحز شرا وترى من تحت مسؤوليته فوضى، فمثل هذا لم يدرك أن وظيفته عهد بينه وبين ولي الأمر أو أي مؤسسة للقيام بعمل محدود مقابل عوض مخصوص، ومن فرط في أداء مثل هذا الواجب فهو ممن لم ينفعه إيمانه في أداء واجبه، إذ كيف يرضى المؤمن بالغش أو الخيانة أو التقصير في ما استأمنه عليه ولي الأمر من مصالح العباد وحاجاتهم.

ولفت إلى أنه ما اتصف أحد بصفة الأمانة إلا كان الفلاح حاديه والسكينة والطمأنينة مطيته، ولم يتفق العقلاء قديما وحديثا رجالا ونساء كبارا وصغاراً على استحسان خلة كخلة الأمانة يتحلى بها المرء المسلم، ألا ترون أن ابنة شعيب ـ عليه السلام ـ حينما خاطبت أبيها عن موسى ـ عليه السلام ـ قائلة (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)، ومن هذا المنطلق فإن صفة الأمانة صفة مطلقة لا تخضع للنسبية والتعددية للفرد الواحد فلا يمكن أن يكون المرء خائنا أمينا في الوقت ذاته، ولا يمكن أن تتطرق الخيانة إليه بوجه من الوجوه حتى في مقام تحصيل حقه ومبادلة المثل بالمثل لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ''أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك''، ذلك إن الخيانة لا تحتمل المحمدة ألبتة، نعم قد يكون المكر في مقابل المكر والكيد في مقابل الكيد والخديعة في مقابل الخديعة فقال الله جل وعلا ''إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم''، وقال سبحانه ''ويمكرون ويمكر الله''، وقال جل وعلا ''إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا''، ولكنه في مقام الخيانة نزه نفسه العلية عنها فقال جل وعلا ''وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم".

وأفاد الشريم أن للأمانة من الدقة والأهمية ما يوضحها قوله صلى الله عليه وسلم ''إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة''، وما يؤكد دقتها وخطورتها دعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه مستعيذاً به من ضدها حيث قال ''اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة''، مستطردا ''إننا نعيش في أعقاب الزمن الذي تبدلت فيه أخلاق الفطرة وآداب الشريعة وتخلف الكثيرون عن اللحاق بركبهما والسير على منهاجهما فانطمست بعض العالم حتى لم يدر البعض ما الأمانة وما الخيانة ولقد صدق المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال ''أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة''، وفي الصحيحين من حديث حذيفة ـ رضي الله عنه ـ عما يكون من الفتن في الناس فكان مما قال ''ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال إن في بني فلان رجلا أمينا".

وفي المدينة المنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، إلى تقصي الأسباب التي تؤدي إلى الكوارث، مضيفا ''إذا وقعت مصيبة وحصلت كارثة فلا نقف عند هذا الحد عاجزين عن معرفة الأسباب والعلل للعلاج ودرء الخطر في المستقبل".

وقال في خطبة الجمعة أمس ''الحياة المثلى لا تتحقق إلا بالإحسان، والحضارات لا تُبنى إلا بالإتقان''، مشيرا إلى وجود الحاجة ''حينما تمر بنا البأساء والضراء، وتحل بنا الكوارث والمصائب، إلى وقفات للمحاسبة ولحظات للمراجعة، فمقياس حضارة الأمم ومعيار تقدمها ورقيها أن تكون صادقة مع ذاتها تعرف مواضع الخلل لتُصلحها وتلحظ أماكن الزلل لتتلافاها''، مستطردا ''كل مصيبة تقع على المسلمين وكل كارثة تحصل بالمؤمنين يجب أن تقودهم إلى التوبة إلى الله جل وعلا والرجوع والإنابة إليه".

ولفت آل الشيخ إلى أن ''كل شيء يقع في الدنيا هو بقضاء الله وقدره ومشيئته وحكمته، لكن إذا وقعت مصيبة وحصلت كارثة فلا نقف عند هذا الحد عاجزين عن معرفة الأسباب والعلل للعلاج ودرء الخطر في المستقبل، فمن المتقرر شرعا أن القدر يُحتج به في المصائب، ولا يُحتج به في المعايب بمعنى إذا وقعت بنا كارثة فلا نقول إن هذا قدر على ألا نغير من واقعنا وفي مستقبلنا شيئا، فالجواب على من تسلم قمم المراتب وتبوأ أعالي المناصب من الوزراء والمديرين والأمناء أن يستشعروا مسؤوليتهم أمام الله جل وعلا، وأن يعلموا أنهم قد تحملوا أمانة عظيمة أمام الله سبحانه ثم أمام ولي الأمر ثم أمام المجتمع ''كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته''.

وقال إن ''الأمر جد خطير، فيا من ولاه الله جل وعلا منصباً من المناصب تذكر موقفك أمام الله جل وعلا واتق الله في المسلمين واعلم أن حلاوة المناصب متضمنة غرما عظيما، يُذكرنا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما قال أبوذر ـ رضي الله عنه ـ له ألا تستعملني - أي تجعلني - واليا أو أميرا فقال عليه الصلاة والسلام ''يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها''، فهل استشعرت يا من قلدك الله منصبا من المناصب خطورة هذا الأمر فأوليت الرعاية التامة ما استؤمنت عليه وبذلت الجهد العظيم للعمل بما يخدم المصالح العامة والمنافع الكبرى للمجتمع".

وأضاف ''هل صدقت مع الله جل وعلا ثم مع ولي الأمر في تقديم الخدمة التي تتحقق بها المشاريع النافعة على أحسن وجه وأكمل حال، وإلا فالويل ثم الويل لمن ولاه ولي الأمر القيام على مصالح المسلمين ثم فرط في ذلك أو أهمل الرعاية الواجبة ، صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال ''ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه''، بمعنى أن حرص الرجل على المال وعلى المناصب إذا لم يتق الله في ذلك كان مفسدا لدينه".

وزاد ''إن القيام على تنفيذ المشاريع والمرافق التي تخدم المصالح العامة في البلاد والعباد هي أمانة كل مسؤول من أعلى سلطة إلى أدنى مستوى من المسؤولية، فعلى الجميع التزام الأمانة والتحلي بلباسها، قال تعالى ''إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا''، ويحذرنا من الخيانة ''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ''، ورسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ''آية المنافق ثلاث''، وذكر منها إذا اؤتمن خان، وفي حديث عظيم آخر يُحذر من تخلق بالأمانة والغدر ''لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له''، كما أنه يجب أن يولى هذه المناصب أهل القوة والأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل".

وأفاد بأن أصحاب الشركات التي تبوأت مقاليد العمل في المشاريع العامة في بلاد المسلمين مسؤولون أمام الله جل وعلا عن كل ما يأخذون من المشاريع والأعمال التي يصرف عليها من بيت مال المسلمين فلا يجوز لهم المبالغة في الأسعار ولا الغش في التنفيذ والتأخير في تنفيذ المشاريع، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''من غشنا فليس منا".

وقال إن التفريط في أموال المسلمين ومشاريعهم من أعظم الموبقات عند الله جل وعلا، قال صلى الله عليه وسلم ''إن أقواما يتخوطون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة".

وذكر أن من أسباب الخراب العظيم والفساد الوخيم الرشوة والتهاون في التصدي لها، تلك الجريمة النكراء التي تجعل من الحق باطلا ومن الباطل حقاً وتحمل المسؤول على تحقيق ما يُريده الراشي من مقاصد سيئة ومآرب فاسدة على حساب المصالح العامة، إنها السحت الذي ذم الله جل وعلا بني إسرائيل على أخذه والتعاطي فيه وهي سبب لحصول اللعن على العبد ، فعن عبدالله بن عمرو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ''لعن الله الراشي والمرتشي".

وزاد أن من الجرم العظيم والإثم المبين استغلال المناصب للمصالح الشخصية والاختلاس من الأموال العامة، قال جل وعلا ''وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ''، ونبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ''من استعملنا منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة...'' الحديث، فهل ترك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من البلاغ والبيان أفصح وأعظم من ذلك، كيف تغدر أيها المسلم بالأمانة التي استرعاك الله عليها وخولك ولي الأمر إياها وقد حذرك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ذلك ومن ذلك قوله ''إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفع لكل غادر لواء يُعرف به فيقال هذه غدرة فلان''، أفتبغي أيها العبد أن يُقال لك هذا الأمر يوم القيامة، تب في هذه الدنيا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وشدد على أن الواجب المتحتم والفرض اللازم على أجهزة الرقابة التي ولاها الله جل وعلا مسؤولية الرقابة والتي أولاها ولي الأمر هذه المسؤولية أن تتقي الله جل وعلا، وأن تبذل جهدها في مراقبة كل صغير وكبير، وأن تُحاسب كل جهة مسؤولة عن كل مشروع محاسبة متناهية الدقة للجليل والحقير، باذلة أوجه التنقيب والمساءلة في كشف الحقائق وإظهار مواطن الزلل والخلل والفساد.

وقال إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاسب ابن اللتبية فلما قدم وقال ''هذا لكم وهذا لي فقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المنبر فحمد الله ثم قال ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول هذا لكم وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه ينتظر أيهدى إليه أم لا''، وجاء في بعض الروايات بلفظ فحاسبه صلى الله عليه وسلم.

أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (1 تعليقات)
| Share |

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.

تعليقات القراء (1 تعليقات)

نعم هذا في ديننا جاء به القران والسنة المطهرة
المرسل محمد, مكة, السعودية في 27 كانون الأول 2009 - 09:36 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة


ولكن في هذا الزمان يجب وضع القوانيين الصارمة والموظف الحكومي يجب ان يعاقب من هو اعلى منه رتبه تلو الرتبة ومنصب تلو المنصب بقوانيين صارمه لحد الفصل من الوظيفة وليس كما هو حاصل في اغلب الحكومات العربية مجرد تعيينه يبقى ابد الدهر حتى تقوم الساعة إلا اذا اقترف جريمة صارخة واجهزة الرقابة لا يمكنها مراقبة كل موضفي الدولة مهما بلغوا من الامانة والاجتهاد بكل طاقاتهم ولكن في سلاح بسيط لمحاربة الفساد هو اعلام حر وصحافة صادقة حرة

إضغط هنا لإضافة تعليقك

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
تتم مراجعة كافة التعليقات وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. يحتفظ موقع ArabianBusiness.com بحق حذف أي تعليق في أي وقت بدون بيان الأسباب. لا تنشر التعليقات المكتوبة بغير اللغة العربية، ويرجى أن تكون التعليقات ملائمة ومرتبطة بالموضوع المطروح.
الاسم:*
تذكرني على هذا الكمبيوتر
البريد الالكتروني: *
(لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني)
المدينة:
الدولة:
عنوان التعليق: *
نص التعليق: *


الرجاء انقر على كلمة "ارسال" مرة واحدة فقط. يتطلب نشر تعليقك على الموقع بعض الوقت.


آخر مقالات الموقع

    لا يوجد مقالات حديثة

آخر مقالات لثقافة ومجتمع

    لا يوجد مقالات حديثة
advertisement

روابط متعلقة بالموضوع

  1. وزارة الشؤون الإسلامية - السعودية»

 بريد الأخبار

  1. وزارة الشؤون الإسلامية - السعودية

  2. ثقافة ومجتمع


هل لديك خبراً جديداً؟ ارسله لنا!

الأكثر في ثقافة ومجتمع

    لا يوجد محتوى