6 مليار دولار حجم استثمارات سيدات الأعمال القطريات

أظهرت إحصائيات أن سيدات الأعمال القطريات يشكلن نحو 50 بالمائة من عدد المستثمرين والمتعاملين بالأسهم القطرية في سوق الدوحة للأوراق المالية والبالغ عددهم نحو 550 ألف مستثمر ومتعامل ويصل عدد الأسهم التي تملكها سيدات الأعمال إلى نحو مليار سهم تتجاوز قيمتها 10 مليارات ريال (2.7 مليار دولار) ويقدر حجم استثماراتهن بنحو 6 مليار دولار.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الراية" القطرية، يبلغ عدد سيدات الأعمال القطريات حالياً نحو ألف سيدة أعمال، يمتلكن نحو 1500 مشروع، ويقدر مصرفيون وأوساط سيدات الأعمال القطريات حجم الاستثمارات التي تديرها سيدات الأعمال في قطر حالياً بأكثر من 22 مليار ريال (نحو 6 مليار دولار)، وتتركز في قطاع الخدمات والعقار والتجارة العامة.

ولكن على الرغم من هذه الإحصائيات تؤكد جهات عاملة في السوق القطري وغرفة صناعة وتجارة قطر أن حجم ثروات القطريات قد تجاوز ذلك بكثير لاسيما تلك الرساميل غير المعلن عنها المتمثلة في السيولة غير المستثمرة في قطاعات وشركات تدرج في القائمة والإحصائيات.

وأكد عدد من سيدات الأعمال آراء الاقتصاديين، وبعض التقارير التي تشير إلى أن الإحصائيات المنشورة في بعض مراكز الدراسات مجرد تكهنات موضحات أن حجم ثروة القطريات غير المعلن عنها قد تتجاوز الأرقام التي أشارت إليها التقارير ومراكز الأبحاث الاقتصادية.

وأوضحت بعض سيدات الأعمال عدم معرفة الحجم الحقيقي لثروات سيدات الأعمال القطريات يعود لعدة عوامل منها ما ارتبط بالعادات والتقاليد أو عدم الإدارة المباشرة والشركات العائلية وأنماط التجارة التقليدية، وبعض السلوكيات الخاصة بطبيعة المرأة من الخوف من الحسد وكذلك المنافسة الاقتصادية.

ويرى كثيرون من الخبراء والمصرفيين ورجال الأعمال أنه الوقت المناسب للبدء في استثمار هذه الثروات التي أصبحت في تزايد بشكل كبير في السنوات الماضية، وأشارت تقارير ودراسات إلى أن دولاً غربية متقدمة أقرت بازدياد دور النساء في الخليج، إذ تشهد دول الخليج العربي تغيرات جذرية في التكوين الاجتماعي، ويتجلى هذا التطور في مجالات عمل كثيرة خصوصاً في القطاعات المالية والاستثمار وفي القطاع الحكومي ومجال الاستشارات والهندسة والطب وتقنية المعلومات.

وقدرت خبيرة اقتصادية عربية وصول حجم ثروات النساء الخليجيات في العام 2009 إلى أكثر من 346 مليار دولار بزيادة تبلغ نحو 100 مليار دولار عن العام 2008، وتوقعت أن تنمو ثروات الخليجيات لتصل إلى 385 ملياراً بحلول العام 2011.

وتوضح بثينة حسن الأنصاري، وهي سيدة أعمال وعضو مجلس إدارة منتدى سيدات الأعمال القطري الذي بلغ فيه عامه العاشر، أن العادات والتقاليد ما زالت تلعب دوراً كبيراً في سلوكيات المجتمع ومنها الإيجابي والسلبي. مشيرة إلى أن عدم الإفصاح عن العمل ورؤوس الأموال والثروات والأرباح للسيدات يقع تحت سطوة هذه العادات والتقاليد ما يجعل حجم ثروات القطريات ليس في المرتبة الثالثة فحسب بل ربما العاشرة.

وتضيف بثينة قائلة، إن واحد من العوامل هي أن عدداً كبيراً من البزنس عبارة عن شراكة عائلية، وهذا لا يتيح للسيدة حرية الإفصاح لأنها خاضعة لمشورة الشريك وعادة ما يكون هذا الشريك الأخ، الزوج، الأخت، والوالد وكل ذلك يجعل الإفصاح خاضع للعديد من هذه العوامل. مضيفة، ولكن هناك بالمقابل عدد مقدر من السيدات يدرن أعمالهن بمفردهن ولكن قد تكون تلك الأعمال تقليدية غير مدرجة في الجهات التي تقوم الإحصائيات بذكرها مما يجعلها بعيدة عن الرصد.

ودعت بثينة سيدات الأعمال القطريات للإفصاح عن ثرواتهن قائلة، "إن علينا في الوقت الحاضر مواكبة العالم والعمل بكل شفافية لأن ذلك من شأنه جذب شركاء ومستثمرين يتطلعون للسوق القطري وهم في حاجة لمعرفة ما نحتكم عليه من رؤوس أموال جديرة وبشراكة لاسيما الشركات العالمية التي نتطلع لعقد شراكات معها"

وتؤكد بثينة حرص منتدى سيدات الأعمال على المساهمة في التوعية على ضرورة العمل المباشر لإدارة السيدات لأعمالهن ما يكسبهن خبرة ومعرفة بالسوق المحلي والعالمي مشيرة إلى أن هناك عدداً مقدراً من الأسماء والشركات لسيدات تحمل اسمهن فقط في السجلات الرسمية والدوائر الحكومية.

وفي السياق ذاته ترى سيدة الأعمال، ومدير عام شركة بلوتاك فاطمة الدوسري أن لا دخل للعادات والتقاليد في الإفصاح عما تملكه السيدات من رؤوس أموال وثروات قائلة، "إن ذلك حرية شخصية لا اعتقد أن العادات والتقاليد لها دور في ذلك".

وعزت الدوسري ذلك ربما لبعض العادات النسائية المتمثلة في الخوف من الحسد والمنافسة قائلة، إن "زيادة الأرباح عاماً بعد الآخر تجعل البعض يقرر عدم الإفصاح خوفاً من الحسد". مؤكدة أن المرأة القطرية ناجحة جداً لاسيما فيما توفره دولة قطر في الوقت الحاضر من تسهيلات وفرصة استثمارية كبيرة ودعم وتشجيع للمرأة القطرية التي أصبحت حالياً تعمل في مختلف المجالات واقتحمت العديد من الأسواق منها سوق العقارات.

ولفتت الدوسري إلى ضرورة العمل الجماعي والتنسيق بين سيدات الأعمال القطريات في ملتقيات تتيح لهن العمل بصورة جماعية ما يسمح بتبادل الخبرات، وهذا من شأنه يدفع كثيراً المرأة لمزيد من الشفافية في إدارة ثروتها والإفصاح عن الأرباح السنوية، وذلك يعطي حجمها الحقيقي في قطاع الأعمال القطري مشيرة للتجربة الرائدة لسيدات الأعمال الإماراتيات في المشاركة الفعالة والحقيقية في واقع الاقتصاد الخليجي.

ونفت عضو مجلس إدارة سيدات الأعمال إيمان غافان البسطي إخفاء سيدات الأعمال القطريات حجم ثرواتهن قائلة، "لا اعتقد أن هناك سيدة أعمال حقيقية تخفي حجم ثروتها، وذلك نسبة للتعاملات التي يقمن بها في قطاع الأوراق المالية والبنوك وكذلك عملهن في الشركات والقطاع الخاص كل ذلك من شأنه جعل حجم استثمارات القطريات واضحة للعيان".

وأفادت البسطي بأن سيدات الأعمال معروفات، ويشاركن في مختلف الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في البلد مؤكدة أنه رغم ذلك لا توجد إحصائيات واضحة تحصي أموال السيدات بشكل خاص لهذا تكون الإجابة عن حجم ثروات القطريات خاضعة للتكهنات، والتكهن دائماً صعب في حسب رؤوس الأموال لاسيما أن هناك أموالاً غير خاضعة للرصد.

وعزت عضو مجلس إدارة وأمينة للصندوق بالمنتدى هدى حبي، أسباب عدم إفصاح السيدات القطريات لعده أسباب منها، "إن المرأة عادة تخشى من أن يزداد طمع المحيطين بها كالزوج والأخ والأبناء لافتة لسبب يتعلق بالسوق هو خوفها من المنافسين لها وأسباب تتعلق بإيمانها بمقولة اقضوا حوائجكم بالكتمان". واستدركت بقولها، ولكن أعتقد أن المرحلة القادمة سوف تشهد تطوراً وذلك لما تحظى به السيدة القطرية حالياً من دعم كبير من مختلف الجوانب والجهات ما يساعدها على زيادة ثقتها في نفسها وتغير هذا المفهوم.

وكانت دراسة حديثة أعدتها غرفة تجارة وصناعة قطر، أشارت إلى أن مساهمة سيدات الأعمال القطريات في النشاط الاقتصادي تطورت بشكل كبير، حيث تملكت المرأة المنشآت وأدارت رؤوس الأموال، وأصبحت تمثل نحو 13.4 بالمائة من مالكي الأعمال في قطر، موضحة أن عدد الشركات المملوكة لسيدات أعمال يبلغ نحو 346 شركة، تعمل في مجالات مختلفة وتباينت هذه الشركات وفقاً للدراسة ما بين صغيرة ومتوسطة إلى شركات كبيرة، وإن كانت معظم هذه الشركات مملوكة لسيدات أعمال قطريات، ما يدل على أن للمرأة دورها الهام والبارز في تطوير وتفعيل القطاع الخاص والاقتصاد القطري بصورة عامة.

وعلى سبيل المثال، أسست مجموعة من سيدات الأعمال القطريات في العام 1998 شركة مساهمة عامة رأسمالها 67 مليون ريال هي شركة أموال للاستثمار، وتعد حالياً أول شركة في منطقة الخليج تتملكها بالتساوي مجموعة من السيدات.