الموافقة على بدء محادثات العضوية في منظمة التجارة مع سورية

وافق أعضاء منظمة التجارة العالمية اليوم الثلاثاء على بدء محادثات للعضوية مع سورية بعد حوالي تسع سنوات من تقديم دمشق طلبها للانضمام إلى المنظمة.

وتشير هذه الخطوة إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخليتا عن معارضتهما التي استمرت طويلاً لمفاوضات لانضمام سورية، وتحاولان العمل مع البلد الواقع في الشرق الأوسط بدلاً من نبذه.

ومددت الولايات المتحدة أمس الإثنين عقوبات على سورية، لكنها سلمت بأن السوريين حققوا تقدما في التصدي للجماعات الأجنبية المتشددة.

وبمقتضى نظام الإجماع في منظمة التجارة العالمية، فإن كلاً من أعضاء المنظمة المائة والثلاثة والخمسين يتمتع فعلياً بحق النقض (الفيتو) لكن في اجتماع اليوم الثلاثاء للمجلس العام للمنظمة لم يمنع أحد تحركاً من مصر لمناقشة طلب سورية أو قراراً لبدء المحادثات.

ويعني القرار أن سورية تكتسب بأثر فوري وضع المراقب في منظمة التجارة العالمية.

وكانت سورية أحد الأعضاء المؤسسين في العام 1947 للاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (الجات) التي حلت محلها منظمة التجارة العالمية لكنها توقفت عن المشاركة في عملها، ولم تنضم إلى منظمة التجارة عندما أنشئت في العام 1995 .

ولكن مصادر تجارية قالت، إنه منذ تقدمت سورية بطلب للانضمام إلى منظمة التجارة في أكتوبر/تشرين الأول العام 2001 منعت الولايات المتحدة وإسرائيل الموافقة على الطلب.

وأبلغ دبلوماسي مصري المجلس في معرض دعوته إلى دراسة الطلب السوري "نؤكد أنه في نظام تجاري يستند إلى القواعد، فإن الاعتبارات التجارية والتقنية والقانونية يجب أن تكون العوامل الفاصلة في كل عملية انضمام".

وكثيراً ما عبرت الدول النامية في منظمة التجارة عن القلق من تأجيلات في السماح لدول نامية أخرى بالانضمام إلى المنظمة. وبين الدول التي تنتظر الموافقة ست بلدان عربية - منها الجزائر وليبيا واليمن - إضافة إلى إيران وأفغانستان.

وتحدثت حوالي 15 دولة نامية وصاعدة مؤيدة لمصر لكن لم تطلب الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أي دولة غنية أخرى الكلمة.

ولم يعترض أحد عندما اقترح السفير الكندي "جون جيرو" رئيس المجلس العام إنشاء فريق عمل مفتوح أمام جميع الأعضاء للتفاوض على انضمام سورية.

وبعد أن أخذ مقعده كمراقب، أبلغ السفير السوري في جنيف فيصل حموي المجلس أن عضوية سورية ستقوي النظام التجاري العالمي، وستعزز الرخاء لسورية وباقي العالم.

وقال فيصل، "أود أن أشكر.. الأمين العام باسكال لامي على دوره المعترف به عالمياً في الموضوعية والحيادية. السيد لامي شكراً لك على كل جهودك".

والخطوة التالية هي أن يجري "جيرو" مشاورات مع الدول الأعضاء ومع سورية، ويرشح شخصا لرئاسة فريق العمل.

وقد يشكل ذلك عقبة كبيرة، إذ أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق على شخص ما لرئاسة مفاوضات العضوية لإيران، وهو ما يؤجل بدء المحادثات حتى على الرغم من أن الولايات المتحدة رفعت فعلياً حقها في النقض بخصوص إنشاء فريق عمل قبل خمس سنوات.

وسيتعين على سورية الآن أيضاً أن تصوغ مذكرة بسياساتها التجارية لاستخدامها كأساس للمفاوضات.