ابحث في الموقع:
ArabianBusiness.com - Middle East Business News
شاهد موقع أربيان بزنس بحلته الجديدة وتصميمه المطور

YOUR DIRECTORY /

 
أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (2 تعليقات)
| Share |

{loadposition article-top}

مهندس فرنسي ينقذ كنوز دمشق

بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it  في يوم الجمعة, 18 يونيو 2010

حين اشترى المهندس الفرنسي "جاك مونتلاكون" أحد المنازل الشهيرة التي يرجع تاريخ بنائها إلى عدة قرون مضت بدمشق القديمة قبل ستة أعوام لم تكن لديه أية فكرة عن أنه يحتوي على معجزة معمارية.

ولكن "مونتلاكون" الذي اشتهر بترميم مشغولات يدوية من السفينة الغارقة (تايتانيك)، وساعد في إنقاذ سلع من سفينة بحرية غارقة ترجع إلى عهد نابليون بارع في اكتشاف ما هو غير متوقع.

وقال "مونتلاكون"، وهو يشير إلى رسم دقيق بين الخشب المنحوت "كنت أزيل الورنيش السميك الذي يغطي الحوائط المكسوة بالخشب في الإيوان (حجرة الاستقبال) حين بدأت صور طيور غريبة ووحوش وقلاع تظهر".

تتمة المقالة في الأسفل
advertisement

وأضاف "مونتلاكون" قائلاً، "يرجع تاريخ الرسوم إلى العام 1789، وهو عام قيام الثورة الفرنسية. لكن من يدري الوقت الذي استغرقه انتقال الأخبار من باريس إلى سورية".

طير أسود خيالي يجر زورقاً. رجل يصوب بندقيته من على سطح قلعة تطل على بحر ووحوش تحلق فوق الماء. يشبه السقف الخشبي سجادة عجمية ذات رسوم متداخلة.

وقال "مونتلاكون" الذي جاء إلى سورية للمرة الأولى العام 1965 في سيارة فرنسية صغيرة، وعمل في منطقة الشرق الأوسط لأكثر من 30 عاماً مع شركة إليكتريسيتيه دو فرانس "إنها رواية لكن لم يستطع أحد تفسيرها بعد".

ويطل سطح المنزل الصغير الذي توجد به نافورة أنيقة على المسجد الأموي، ويعتبر المنزل أحد أسرار دمشق القديمة. ويعتقد "مونتلاكون" أنه يرجع إلى منتصف القرن الثامن عشر.

وتستقطب المدينة التي كانت محاطة بالأسوار ذات يوم، والتي تصنفها الأمم المتحدة ضمن مواقع التراث العالمي السائحين بأعداد متزايدة بعد أن خففت سورية التي يحكمها حزب البعث منذ العام 1963 من القيود على دخول البلاد، ورفعت الحظر على المشاريع الخاصة.

والخشب المنحوت والحجر والأسقف العالية هي مؤشرات على المكانة الاجتماعية في المنازل الدمشقية التي شملت الرسوم أيضاً حين زاد التفاعل بين المدينة العالمية وأوروبا والفنانين الغربيين وزار المغامرون سورية في القرن التاسع عشر.

وعلى الرغم أن المنازل التي نجت من الإهمال والدمار في دمشق الحديثة بها رسوم لمبان ومناظر طبيعية فان الرسوم المستوحاة من الأساطير في منزل "مونتلاكون" فريدة من نوعها.

واستخدم المهندس الفرنسي بمساعدة صديق له براعم القطن المغمورة في مذيبات وألوان مائية بسيطة لترميم الحجرة. وذكر إن العملية استغرقت ستة أشهر وقال إنها تستهلك وقتاً لكنها ليست صعبة.

وقال "مونتلاكون" الذي رمم مشغولات يدوية من السفينة تايتانيك باستخدام تقنيات التحليل الكهربائي، وساعد في إنقاذ أشياء من السفينة لو باتريوت، وهي سفينة تجارية من أسطول نابليون غرقت قبالة مصر "أهم مبدأ في الترميم هو أن يكون قابلاً للتغيير إذا اكتشف طريقة أفضل".

وراء القرميد البسيط الذي يرجع إلى القرن العشرين اكتشف "مونتلاكون" أيضاً حوائط من الحجر المنحوت عليها رسوم عربية تشبه الفسيفساء (الموزيك)، وهو فن كان المماليك الذين حكموا دمشق من أول من استخدموه.

واشتهر الحرفيون السوريون ببراعتهم في نحت الحجر بسهولة من يقص الورق. وازدهروا في عهد الحكم العثماني من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن العشرين، وأدخلوا تأثيرات فارسية وغربية مثل الباروك في أعمالهم.

وقال "مونتلاكون"، "أراد أصحاب المنزل على الأرجح إخفاء مدى ثراء ممتلكاتهم عن جامع الضرائب أو ببساطة تغيرت الأذواق".

وأضفى "مونتلاكون" لمسته الخاصة على المنزل، وزينه بقطع أثاث دمشقية قديمة مطعمة بالصدف (أرابيسك) من "سوق الحرامية" القريب.

ولدى مروره إلى جوار كومة من الأنقاض ألقاها عمال في منزل قريب ذات مرة عثر على بلاطات إسلامية قيمة باللونين الأبيض والأزرق. وهي تزين الآن أحد جدران منزله.

وكان (بيت جاك) جزءاً من منزل أرستقراطي مجاور اشترته نورا جنبلاط الزوجة السورية للزعيم السياسي الدرزي اللبناني وليد جنبلاط قائد فصيل سابق إبان الحرب الأهلية اللبنانية الذي كانت علاقاته بسورية متوترة.

وتم ترميم منزل نورا بشكل جيد لكن الكثير من العقارات التي تم تحويلها إلى مطاعم وفنادق في المدينة القديمة رممت بطريقة يقول خبراء أنها ربما تكون ألحقت أضراراً يتعذر إصلاحها.

وقام الفنانون الذين انتقلوا إلى الحي اليهودي القديم بعمل أفضل في الحفاظ على الأعمال الأصلية.

ويتذكر "مونتلاكون" حين جاء إلى دمشق لدراسة اللغة العربية قبل عشر سنوات، وأراد اكتشاف أسرار المنازل الارستقراطية القديمة التي تخفي واجهاتها البسيطة من الحجر والطين اللبني الروعة والصفاء بداخلها.

ودفع الإهمال "مونتلاكون"، وهو في الستينيات من عمره إلى محاولة إنقاذ جانب أكبر من المدينة القديمة. وهو يعتزم تحويل منزل آخر انتهى من ترميمه إلى مركز للحفاظ على الحرف والتقنيات التراثية.

وكان المنزل المكسوة أسقفه بالمرايا مملوكاً للأمير البدوي السوري طراد الملحم الذي عاش هناك في أوائل القرن العشرين. وقد بني على الأرجح على أنقاض قصر أموي.

ويقول "مونتلاكون"، إن التطور الحديث والتلوث مصدرا تهديد رئيسيان للحفاظ على ارث سورية.

وأضاف "مونتلاكون" قوله، "لا شك أن تراث سورية هو واحد من الأكثر ثراءً وتنوعاً... إنه قائم على عناصر فنية دقيقة يمكن أن تتغير بلا رجعة في أفضل الأحوال أو تختفي في أسوأ الأحوال".

أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (2 تعليقات)
| Share |

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.

تعليقات القراء (2 تعليقات)

أي سياحة نريد في دمشق القديمة
المرسل أنس الخن- مدير التطوير والتحديث- جمعية نادي الشام للسياحة البيئية Anaswakk@yahoo.com, دمشق, سورية في 19 حزيران 2010 - 15:02 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة


يشير مونتلاكون بشكل غير مباشر إلى خصوصية مدينة دمشق، والتي تقتضي بالضرورة خصوصية سياحية يتوجب منع الخروج عنها. إن السياحة التي تقصد دمشق القديمة ينبغي أن تبقى في إطار السياحة البيئية التراثية والثقافية والدينية ليس إلا. إن دمشق كانت ولا تزال كنز بيئي ليس له مثيل. بيوتات وقصور وأسواق وخانات وحمامات وشوارع دمشق عجيبة تاريخية تحتضن الحجر والبشر والشجر في تآلف عز مثيله. وعليه فإن الترميم والتوظيف السياحي الذي لا يلتزم أو يخرج ولو قيد أنملة عن السياحة البيئية القاصدة بيئة دمشق القديمة الساحرة بشقيها الطبيعي وذلك الذي صنعه إنسانها البارع،..هذا التوظيف ينبغي العمل على تثبيطه.. إن من شأن تعميم مفهوم السياحة البيئية على دمشق القديمة والالتزام به أن ينقل السياحة فيها إلى آفاق أخرى أكثر ديمومة وثراء وعطاء على الصعد البيئية والاقتصادية والاجتماعية. ويمكن أن يتم البدء بوضع تصور ينطلق من حد أدنى من العمران الدمشقي غير المستغل سياحياً، والذي لا يجب تجاوزه. ومن ثم يتم المبادرة بتوظيفات سياحية لأحد أو ثلة من مظاهر العمران الدمشقي بطريقة تحافظ على أصالة البيئة والتراث الدمشقي من دون أي تقصير أو تجاوزات. ومن ثم يتم العمل على إبراز هذا النموذج والترويج له وإبراز تميزه واستثماره وفق مبادئ السياحة البيئية، وبما يلفت أنظار المستثمرين قليلي الالتزام باستدامة العمران والبيئة الدمشقية، وبما يمهد للبدء بإلزام كافة الاستثمارات السياحية في العمران والبيئة الدمشقية بالتزام أسس ومبادئ السياحة البيئية وفق نظام اعتماد لسياحة بيئية دمشقية يمنع تجاوزه، وإن خضع للتحسين والتطوير فنحو استدامة أفضل لبيئة وعمران دمشق فقط.

إضغط هنا لإضافة تعليقك

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
تتم مراجعة كافة التعليقات وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. يحتفظ موقع ArabianBusiness.com بحق حذف أي تعليق في أي وقت بدون بيان الأسباب. لا تنشر التعليقات المكتوبة بغير اللغة العربية، ويرجى أن تكون التعليقات ملائمة ومرتبطة بالموضوع المطروح.
الاسم:*
تذكرني على هذا الكمبيوتر
البريد الالكتروني: *
(لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني)
المدينة:
الدولة:
عنوان التعليق: *
نص التعليق: *


الرجاء انقر على كلمة "ارسال" مرة واحدة فقط. يتطلب نشر تعليقك على الموقع بعض الوقت.


آخر مقالات الموقع

    لا يوجد مقالات حديثة

آخر مقالات لثقافة ومجتمع

    لا يوجد مقالات حديثة
advertisement

روابط متعلقة بالموضوع

  1. وزارة الخارجية السورية»
  2. وزارة السياحة - سورية»

 بريد الأخبار

  1. وزارة الخارجية الفرنسية

  2. وزارة الخارجية السورية

  3. وزارة السياحة - سورية

  4. ثقافة ومجتمع


هل لديك خبراً جديداً؟ ارسله لنا!

الأكثر في ثقافة ومجتمع

    لا يوجد محتوى