Tweet
مسنة عراقية تهجر 13 أسرة باللعب على الوتر الطائفي
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الاثنين, 02 أغسطس 2010
ذكر تقرير أن قروية عراقية في عقدها السادس اعترفت لأفراد أسرتها قبل موتها بأنها كانت وراء تهجير وتشريد 13 أسرة من قريتها باللعب على الوتر الطائفي.
وذكرت صحيفة "الصباح الجديد" على موقعها الإلكتروني أن "أخيراً اعترفت كرجيه امرأة مسنة تجاوز عمرها 65 عاماً وهي على فراش الموت تعيش لحظاتها الأخيرة بين أولادها وأحفادها في منزلها الكبير في إحدى القرى الزراعية بمحافظة ديالى، وهي تتحدث عن أبشع جرائمها في الحياة المتضمنة تهجير وتشريد 13 أسرة ظلماً بسبب حقدها وكراهيتها عليهم".
وتبدأ فصول قصة، الحاجة كرجية، وفقاً للصحيفة العراقية، عندما تزوجت ابنتها من أحد أبناء الأسر التي تسكن في إطراف القرية العام 2003 لكن سرعان ما ظهرت بوادر خلاف زوجية شديدة بين ابنتها وزوجها انتهت بالانفصال أعقبها حدوث شجار بين العائلتين انتهى بقطيعة دامت أعواماً لكن الحاجة كرجية دخل الحقد والكراهية قلبها وأرادت الانتقام بشتى الوسائل من عائلة زوج ابنتها.
وبعد مرور بعض الوقت جاءت الفرصة الذهبية للحاجة كرجية عندما بدأ أزيز رصاص العنف الطائفي يعلو ويتصاعد ويقترب شيئاً، فشيئاً من القرى الزراعية التي لم تعرف معنى للطائفية أو المذهبية آنذاك لكن الحاجة كرجيه أخيراً وجدت فرصتها بالانتقام.
ولم تول أسرة زوج ابنة الحاجة كرجيه السابق للأمر أهمية في بادىء الأمر، وعدّوه مجرد تهديد أطلقه أطفال ليس إلا، لأن لا شأن لهم بالسياسية أو الأجهزة الأمنية. غير أن ما حدث بعد ذلك غير كل شي فقد قتل زوج ابنة كرجية السابق وقطع عنقه عند ذهابه لشراء بعض الحاجيات إلى بيته من الجماعات المسلحة التي كانت تفرض همينتها في عموم مناطق بعقوبة بداية العام 2006 مما جعل عائلته تعيش أوضاعاً نفسية صعبة. قصاصات ورق تهدد وتتوعد وابن قطع عنقه، لذا اتخذ قرار الرحيل وترك كل شيء وراءها. لكن القرار لم يكن فردياً بل نشر العدوى ليشمل 13 أسرة تحمل نفس العنوان المذهبي لتغادر منازلها وأراضيهم الزراعية بعدما مكثت فيها لنحو ستة عقود متتالية لترحل نحو المجهول من بيوت عالية كبيرة إلى بيوت مؤجرة أو خيم وسط ساحات عامة اغلبها تكون مواقع للنفايات والكلاب السائبة.
وشهد العراق موجة عنف طائفي عقب تفجير مرقد الإمامين العسكري والهادي العام 2006، حيث تتهم جماعات شيعية مسلحين سنة بالمسؤولية عن استهداف المرقد المقدس لدى الشيعة، فيما تنفي الأحزاب السنية الكبرى في العراق مسؤوليتها عن الحادث.
ووفقاً للتقرير، فإن الحاجة كرجيه لم يكتمل حقدها برغم مقتل زوج ابنتها السابق بل عمدت إلى حرق أثاث منزله برغم أنه وضع أمانة في عنق أبناء القرية وهكذا استطاعت تلك المرأة المسنة بدهائها من تهجير 13 أسرة بريئة عاشت عقودا طويلة من الأمان من أجل أن تشبع رغبتها بالانتقام من شاب قتل بأبشع طريقة، لكن الأمر لم يوقفها في الاستمرار في مسلسل الانتقام إلى نهاية المطاف ليدفع نحو 130 فرداً اغلبهم من الأطفال والنساء ثمن حقد امرأة.
وتسببت الأحداث الطائفية في أكبر موجة تهجير جماعي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، وأصبح هناك أحياء سنية خالصة، وأحياء شيعية خالصة، وقتل مئات العراقيين بسبب أسمائهم التي تحمل أشارة إلى الانتماء لمذهب معين، فيما يعرف بالقتل على الهوية.
وأضاف التقرير "لكن عقاب الله أتى بسرعة لينال من كرجيه فقد قتل اعز أبنائها واحترق بستانها ودمر تقريباً على يد الجماعات المسلحة لتصاب بعد ذلك بالعمى من شدة بكائها على ابنها الفقيد، ثم يأتي مرض السرطان لينهش جسدها شيئاً، فشيئاً حتى أدركت بأن أيامها في الحياة أصبحت قليلة جداً لتفصح عما اقترفته يداها من جرائم بحق الأبرياء بعدما أسهمت قصاصات ورق بيضاء كتبت فيها عبارات تهديد في تهجير 13 أسرة، وتغير مجرى حياتها إلى الأبد وتسبب في خلق معاناة لا يمكن معرفة حجمها لنحو 130 فردا اغلبهم من النساء والأطفال".
وذكر التقرير أن "الحاجة كرجية تسرد فصول ما قامت به أمام أبنائها وأحفادها، وهي تبكي وتدعو الله أن يصفح عنها فيما قال احد أبنائها ويدعى محمد انه خجل جدا مما فعلته والدته. فقد كانت سببا رئيسا في تهجير أسراً كثيرة بل أحرقت احد المنازل السكنية وكانت أمانة موضوعة في أعناقنا لا نعرف كيف نصلح ما خربته والدتنا سوى الدعاء أن يغفر الله ذنوبها".
وسارع أبناء كرجيه إلى إبلاغ الأسر المهجرة بالعودة إلى منازلهم وسرد تفاصيل ما قامت به والدتهم تجاههم الأسر المهجرة التي تعيش منذ سنين عديدة مأساة إنسانية لا يمكن تصور فصولها كانوا يوم يدعون الله أن ينال ممن كان وراء تهجيرهم وإبعادهم عن منازلهم وأراضيهم الزراعية، واتفق الجميع على قرار العودة من جديد والعيش بمناطقهم مرة أخرى وعندما وصلت الأسر المهجرة إلى منازلها استطاعت الحاجة كرجية أن تموت، وهي مبتسمة بعدما استطاعت أن تنطق الشهادة والدموع تملى عيونها.
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لثقافة ومجتمع
-
لا يوجد مقالات حديثة
أيضا في ثقافة ومجتمع
آخر الأخبار
- تقنية: أي.فون الجديد يخيب آمال المستثمرين والمعجبين
- رياضة: الزمالك يحذر لاعبيه من الالتفات لترشيحات فوزه بكأس مصر
- سياسة واقتصاد: مصر تدرس حزمة تمويل من صندوق النقد ودول الخليج
- سياسة واقتصاد: "ميدي تريد" المصرية تشتري 45 ألف طن زيت طعام
- مواصلات: موانئ دبي العالمية تستثمر مليار دولار إضافية في لندن جيتواي
مقالات مرتبطة بالموضوع
وزارة الخارجية العراقية
| 3 مقالات- صحيفة عراقية تدعو لمقاطعة البضائع السعودية
الاثنين, 21 مارس 2011 | أخبار - عمرو موسى يدعو لفرض حظر جوي على ليبيا
السبت, 12 مارس 2011 | أخبار - العراق يمنح هيونداي صفقة كهرباء بقيمة 219 مليون دولار
الخميس, 27 يناير 2011 | أخبار
وزارة الصحة العراقية
| 3 مقالات- مهاجم انتحاري يقتل 42 من المتطوعين في الشرطة بالعراق
الثلاثاء, 18 يناير 2011 | أخبار - مقتل أكثر من 17 في تفجيرين انتحاريين بالرمادي في العراق
الاثنين, 27 ديسمبر 2010 | أخبار - نسخة القرآن بدم صدام: رمز محير من عهد مضى
الثلاثاء, 21 ديسمبر 2010 | أخبار
وزارة الداخلية العراقية
| 3 مقالات- 54 قتيلاً وجريحاً في هجوم على مسجد في بغداد بعد صلاة العشاء
الاثنين, 29 أغسطس 2011 | أخبار - 39 سعودياً بأحد سجون العراق عقوباتهم تصل لـ 20 عاماً
الخميس, 14 أبريل 2011 | أخبار - مهاجم انتحاري يقتل 42 من المتطوعين في الشرطة بالعراق
الثلاثاء, 18 يناير 2011 | أخبار