Tweet
النعيمي من ساع إلى وزير للبترول في أكبر دولة نفطية
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الجمعة, 10 سبتمبر 2010
ساعد وزير البترول السعودي علي النعيمي في تهدئة صعود قياسي في أسعار النفط كما كبح أيضاً جماح انخفاض قياسي في الأسعار ونجح في استعادة مصداقية منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد تضررها.
وحتى الآن تبين أن الشائعات المتكررة عن اعتزام الوزير (75 عاماً) التقاعد من على رأس أقوى وزارة للنفط في العالم لا أساس لها من الصحة.
ولا ينتمي النعيمي للأسرة الحاكمة لكنه إحدى الشخصيات الأرفع مكانة في أكبر دولة مصدرة للبترول، ويحظى بالاحترام للمهارة والبراعة اللتين يتعامل بهما مع سياسات أوبك خاصة بين المملكة وإيران ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في المنظمة.
وبالنسبة للصحفيين المعنيين بتغطية أخبار أوبك الذين لاحقوا النعيمي في ردهات الفنادق الفاخرة على مستوى العالم، فإن إجراء مقابلة معه سبق صحفي وكل كلمة ينطق بها لهم ترسل على الفور إلى وكالات الأنباء.
وقال سداد الحسيني المسؤول الكبير السابق في شركة أرامكو السعودية عملاقة النفط المملوكة للدولة، إن "النعيمي يقوم بعمل رائع. الجميع في المملكة يقدرونه ويضعونه في مكانة رفيعة".
وتولى النعيمي منصبه الوزاري العام 1995 بعد أن قضى نحو نصف قرن يعمل في الشركة، ويصعد سلمها الوظيفي.
وبدأ العمل في أرامكو، وهو في الثانية عشرة من عمره، وكان ساعياً ورعته الشركة ليحصل على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة ثم أصبح في نهاية المطاف المدير التنفيذي للشركة.
وقال النعيمي للصحفيين في أوائل هذا العام خلال اجتماع لأوبك بفيينا إنه حين بدأ كان ينقل الأوراق من مكتب إلى آخر وتابع أنه لا يزال ينقل الأوراق من مكتب إلى آخر.
ويشعر من يعملون معه بالإعجاب به لأنه بدأ من الصفر، ولفهمه العميق لقطاع النفط.
وقال سكرتير له "إنه رجل ذكي، ويعرف السوق جيداً عن ظهر قلب. السوق لا يمكن أن تخدع النعيمي أبداً".
وأضاف السكرتير قائلاً "لقد شق (النعيمي) طريقه إلى أعلى درجات السلم وهذا ما يكسبه احترام الجميع. لم يصل إلى هذا بسهولة بل عمل بجد من أجل تحقيقه".
الانضباط
تتجلى صفة الانضباط التي يتحلى بها النعيمي في التدريبات الرياضية التي يمارسها في الصباح. واعتاد الصحفيون مرافقة النعيمي أثناء ركضه قبل تناوله الإفطار على الطريق الدائري حول فيينا. والآن أصبحت الرياضة التي يمارسها أشبه بالمشي السريع. وأن كان بعض الصحفيين ما زالوا يجاهدون لمجاراته في السرعة.
وفيما كانوا يلهثون وراءه، سأل النعيمي ذات يوم من كانوا يرافقونه من الصحفيين إن كانوا شاهدوا فيلم (12 رجلاً غاضباً) الذي تمكن فيه أحد المحلفين من إقناع باقي المحلفين بأن المتهم غير مذنب.
وكان المغزى من حديثه أنه من بين الدول الإثنتي عشرة الأعضاء في أوبك لديه من العناد ما يمكنه من إقناع غيره بحجته.
ويتفق محللون في قطاع الطاقة على أنه كان على حق في كثير من الأحيان.
وقال لورانس إيجلز من جيه.بي مورجان "إنه وزير النفط الأكثر براعة وحرفية. أصعب شيء بالنسبة للسعودية هو العثور على من يخلفه".
وواجه النعيمي واحداً من اكبر التحديات في مشواره العملي حين انخفض سعر النفط إلى نحو 30 دولاراً للبرميل في ديسمبر/كانون الأول العام 2008 بعد أن ارتفعت أسعاره بشكل قياسي حين اقترب سعر البرميل من 150 دولاراً في يوليو/تموز من العام نفسه.
وفي مواجهة هذا التحدي قاد النعيمي منظمة أوبك حين طبقت أكبر خفض للإنتاج على الإطلاق، وضمن أن يعقبه انضباط لم يسبق له مثيل من جانب تجمع يشتهر بمخالفة التعليمات إذا تعلق الأمر بخفض الإنتاج.
وتراجع منذ ذلك الحين الالتزام بالأهداف لكن هذا لم يحدث إلا بعد أن تعافت السوق إلى مستويات اعتبرت على نطاق واسع مريحة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وتتناقض بشدة سرعة التعافي من أحدث انهيار للأسعار مع الأزمة التي حدثت في أواخر التسعينيت حين وافقت أوبك تحت قيادة النعيمي الذي كان أقل خبرة آنذاك على زيادة الإمدادات فيما واجهت آسيا انهياراً اقتصادياً.
وبعد أن هبطت أسعار النفط إلى أقل من عشرة دولارات للبرميل قاد النعيمي خفضاً كبيراً في الإمدادات، والتمس تعاون الدول المنتجة للنفط من خارج منظمة أوبك وإن كان لم يحالفه نجاح كبير.
وفي حين لا تريد السعودية أن يكون البترول أرخص من اللازم، فإن احتياجها إلى الاحتفاظ بزبائنها على المدى الطويل لاحتياطياتها الهائلة من النفط يعني أنها تقلق أيضاً من الزيادات الكبيرة في الأسعار التي يمكن أن تضر بالطلب.
وأعلنت المملكة مراراً أنها ستمد السوق بما يحتاجه وخلال الارتفاع القياسي في الأسعار العام 2008، وعد النعيمي في محادثات جرت خصيصاً في جدة بالسعودية بضخ نفط إضافي إذا كان هناك طلب من الزبائن.
ومن السياسات الأخرى التي يتمسك بها النعيمي منذ زمن طويل أن عمليات التنقيب والإنتاج في حقول النفط مقدسة وبوصفه الحارس عليها تجنب النعيمي مبادرات قوية من قبل كبريات شركات النفط العالمية.
لكنه جاء بالشركات العالمية للمساعدة في مشاريع التكرير لإمداد السوق الآسيوية الكبيرة حيث يتوقع أن يزداد الطلب على النفط لمدة طويلة بعد تقليل العالم المتقدم لاستخدامه.
كما تطلع النعيمي إلى ما هو أبعد من النفط إلى مستقبل ينطوي على مصادر للطاقة أكثر تنوعاً.
وفي العام الماضي، حضر النعيمي افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
ومن طموحات هذا المشروع الذي يهدف لتحديث التعليم احتلال مكانة مركز بحثي رائد في مجال الطاقة الشمسية.
واعتبر بعض المراقبين هذا المشروع تتويجاً لمشوار النعيمي وأن الأب لأربعة أبناء المتزوج منذ قرابة 50 عاماً ربما يكون قد أوشك على التقاعد لكنهم كانوا مخطئين.
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لطاقة
-
لا يوجد مقالات حديثة
أيضا في طاقة
آخر الأخبار
- تقنية: أي.فون الجديد يخيب آمال المستثمرين والمعجبين
- رياضة: الزمالك يحذر لاعبيه من الالتفات لترشيحات فوزه بكأس مصر
- سياسة واقتصاد: مصر تدرس حزمة تمويل من صندوق النقد ودول الخليج
- سياسة واقتصاد: "ميدي تريد" المصرية تشتري 45 ألف طن زيت طعام
- مواصلات: موانئ دبي العالمية تستثمر مليار دولار إضافية في لندن جيتواي
مقالات مرتبطة بالموضوع
وزارة النفط - السعودية
| 3 مقالات- السعودية: 8 ملايين عاطل إضافي بحلول العام 2030
الثلاثاء, 04 أكتوبر 2011 | أخبار - السعودية: تدشين أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في فرسان
الأحد, 02 أكتوبر 2011 | أخبار - السعودية: مليون موظف حكومي يترقبون غداً تصويت "الشورى" لصرف بدل السكن
الأحد, 02 أكتوبر 2011 | أخبار
منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)
| 3 مقالات- وزير البترول السعودي يقول "سوق النفط متوازنة"
السبت, 01 أكتوبر 2011 | أخبار - تراجع صادرات نفط الكويت والإمارات بعد اجتماع أوبك
الاثنين, 26 سبتمبر 2011 | أخبار - دول الخليج تخفض إنتاجها النفطي تدريجياً مع عودة ليبيا
الاثنين, 19 سبتمبر 2011 | أخبار