Tweet
الاستثمار في أرض الصراع
بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الأحد, 26 أغسطس 2007
إن التنافس على منح ثلاثة تراخيص طويلة الأمد لتشغيل الهاتف الخليوي في العراق الأسبوع الماضي هي تطور إيجابي بالنظر إلى التاريخ متزعزع من منح الاستحقاقات منذ المكافأة في نهاية العام 2003.
أصبح من الشائع عند الخبراء الاقتصاديين أن يربطوا بين انتشار خدمات الهاتف التقال ودخول الإنترنت في بلد ما من جهة للبلد ونمو الناتج المحلي الإجمالي لذلك البلد من جهة أخرى. وعليه فإن اتخاذ أية تدابير تسمح باستثمار أكثر في قطاع الخليوي في العراق لا يمكن اعتبارها سوى إيجابية. إن مفاجأة "المزاد" على التراخيص جاءت بقرار من شركة "أوراسكوم تيليكوم" المصرية التي تعتبر رائدة خدمات الهاتف النقال في العراق بفضل حصولها على ترخيص بتوسيع شبكتها في بغداد قبل الشركتين الأخيرتين، وذلك بهدف رغبتها في سحب عرضها المبدئي الذي وصل إلى 1.25 مليار دولار لكل ترخيص.
وكنت أنا أحد المعلقين الذين كانوا واثقين قبل المزاد في العراق من رغبة شركات أوراسكوم وتحالف الوطنية/كيوتيل و "إم تي سي" البقاء بقوة في السوق العراقي. فلا ننس أن عائدات كل مشترك في السوق تصل إلى سعر جذاب هو 14.50 دولار شهرياً وأن عدد المشتركين ازداد بصورة ثابتة لما يفوق 10 ملايين مشترك الآن على الرغم من أن تغطية الخليوي الكلية لم تتجاوز 32% من مساحة العراق.
وذكرت أوراسكوم في بيان لها أن دفعها مبلغ 1.25 مليار دولار كثمن للترخيص بالإضافة إلى 18% من العائدات السنوية للحكومة هو مرهق إلى حد مفرط، ما جعل الفرصة بالنسبة للشركات الأخرى تبدو أقل جاذبيةً.
إن الموقف الذي اتخذته شركة الاتصالات المصرية يذكرني بالاجتماع السنوي لشركات الخليوي 3GSM الذي عقد ببرشلونة في فبراير/شباط الماضي حيث خاطب نجيب ساويريس الرئيس التنفيذي لأوراسكوم تيليكوم الوفود، وشرح كيف أن نظرته إلى فرص الاستثمار تختلفت عن باقي نظرائه لأنه في الواقع يمتلك الشركة.
وهكذا في حالة العراق نفترض أن رجل أعمال مثل ساويريس قرر أن أوراسكوم لن تواصل الترخيص بأي ثمن.
إن ما سيأتي الآن هو عملية تخليص معقدة آخذين بعين الإعتبار أن "عراقنا" المدعومة من قبل أوراسكوم من المقدر أن تكون قد استثمرت ما يفوق 300 مليون دولار في تطوير البنى التحتية لشبكتها الخليوية في السنوات القليلة الماضية.
وقامت الوطنية/كيوتيل بدعم "آسيا سيل" والشبكة الوطنية الجديدة "كوريك تيليكوم" اللتان عبرتا عن اهتمامهما بإمكانية امتلاك موجودات عراقنا على الرغم من أن المفاوضات وتقدير السعر الحقيقي للموجودات من المتوقع أن يكون رقماً يصعب الاتفاق عليه. من جانبها لم تستبعد أوراسكوم إمكانية بقائها في البلد ربما لتتشارك مع طرف مهتم، وهذه من المحتمل أن تكون حركة ذكية تعطي الشركة إمكانية المساهمة بموجوداتها الثابتة في الكيان الجديد مقابل أسهم ما يعطي أوراسكوم إمكانية لجني أي فوائد مالية بأدنى خطورة .
واقترح المحللون في السوق أيضاً أن يمر عقد من الزمن قبل أن يعود الاستقرار الاجتماعي إلى شوارع العراق وهي مدة طويلة لكي نتوقع أن يستمر الاستثمار بنفس زخمه الحالي في العراق في ظل التهديد الدائم لعدم الاستقرار والوضع الأمني المتأزم هناك.
تعليقات القراء (0 تعليقات)
إضغط هنا لإضافة تعليقك
آخر مقالات الموقع
-
لا يوجد مقالات حديثة
آخر مقالات لتقنية
-
لا يوجد مقالات حديثة
أيضا في تقنية
مقالات مرتبطة بالموضوع
أوراسكوم للإنشاء والصناعة
| 3 مقالات- مصر تسعى لجذب استثمارات بمليارات الدولارات في شراكة مع القطاع الخاص
الثلاثاء, 14 ديسمبر 2010 | أخبار - خطة البناء في قطر استعداداً لتنظيم كأس العالم
الثلاثاء, 07 ديسمبر 2010 | أخبار - ساويرس المغامر يسير في اتجاه جديد
الثلاثاء, 05 أكتوبر 2010 | أخبار