نموذج عمل فعال لقطاع الصناعات الثقيلة في دول الخليج

أكدت "مجموعة بوسطن الاستشارية" أن دول مجلس التعاون الخليجي الراغبة في تنويع اقتصاداتها تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل تطوير قطاع الصناعات الثقيلة. ويمكن للمنطقة أن تنهض بهذا القطاع من خلال التركيز على الاستخراج وتعهيد عمليات ما بعد الاستخراج، بما فيها التصنيع والتوزيع، إلى الأسواق التي تزخر باليد العاملة ذات الأجور المنخفضة، مثل الهند والصين.

وقال آرمن شميدبيرج، الشريك الأول والعضو المنتدب في مجموعة بوسطن الاستشارية: "انطلاقاً من غنى هذه المنطقة بموارد النفط والطاقة، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تتحكم بمواد أولية تجعل منها بيئة مثلى لازدهار الصناعات الثقيلة، مثل الزجاج والبتروكيماويات والبلاستيك والسيليكون والألمنيوم والفولاذ والأسمدة. ولكن ما تحتاجه هذه الدول هو اليد العاملة الماهرة ذات الأجور المنخفضة في مراحل الإنتاج النهائية، فضلاً عن نظام توزيع فاعل". وأكد شميدبيرج أن تبني نموذج العمل الذي يعتمد على تعهيد عمليات ما بعد الاستخراج إلى الهند والصين سيساعد في تطوير القطاع وجعل هذه المنطقة رائدة لإنتاج الألمنيوم والبتروكيماويات والبلاستيك.

من جانب آخر، فإن تطوير الصناعات الثقيلة في المنطقة يتطلب أيضاً بناء بنية تحتية متطورة، بالإضافة إلى الاستفادة من أحدث الخبرات التقنية المتوفرة.

وأضاف شميدبيرج: "سوف يستفيد قطاع الصناعات الثقيلة في المنطقة من التطور المستمر الذي تشهده البنية التحتية المتمثلة في مشاريع تقارب قيمتها التريليون دولار. من جانب آخر، يوجد اهتمام واضح من قبل دول مجلس التعاون الخليجي بتطوير قطاعات البتروكيماويات والبلاستيك والزجاج والألمنيوم. وخير مثال على ذلك الزيادة الكبيرة التي يشهدها حجم الاستثمارات في مصانع البتروكيماويات، حيث ارتفعت الطاقة الإنتاجية لمادة الإثيلين في المنطقة من 82 مليون طن متري في عام 1996 إلى 128 مليون طن متري في عام 2007، وكذلك مادة البروبيلين التي ازداد حجم إنتاجها من 51 مليون طن متري إلى 78 مليوناً خلال العام الحالي، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا القطاع".

كما أنه من المتوقع لقطاع الصناعات الثقيلة أن يصبح واحداً من أكبر مصادر فرص العمل في المنطقة.

وتابع شميدبيرج قائلاً: "لا يقتصر تأثير الصناعات الثقيلة على توفير فائض في الدخل، بل أن عمليات الاستخراج يمكن أن تلعب دوراً هاماً في إيجاد فرص عمل تحتاجها المنطقة. وكذلك يمكن لصناعات الألمنيوم والفولاذ لعب دور هام في هذا النطاق، فاستثمار 500 مليون دولار في مصنع للفولاذ يمكن أن يوفر أكثر من 1000 فرصة عمل".

ويتولى آرمن شميدبيرج إدارة عمليات الشركة في منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من مكتبي أبوظبي ودبي، ويمتلك خبرة كبيرة في مجال صناعات السلع والكيماويات والألمنيوم والفولاذ.