إنه وقت شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة

يساهم كل من النمو الهائل في البنية التحتية وارتفاع إجمالي الناتج المحلي في المنطقة ووجود رغبة للسفر في جميع أنحاء المنطقة في ازدهار قطاع النقل الجوي منخفض التكلفة مع وجود مجال كبير للمزيد من التوسع، كما يتوقع المختصون في هذه الصناعة. 

 إذ يبدو تحسن في القدرة على استخدام شبكة انترنت في جميع أرجاء المنطقة العربية وتظهر المزيد من الأسواق الناضجة في المنطقة عزمها على حجز التذاكر وشرائها عن طريق المواقع الإلكترونية. إلا أن المسافرين الذين يسافرون على شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة مازالوا لا يشكلون سوى 1% من حركة المرور الجوي في المنطقة مقارنةً مع نسبة 25-30% في منطقة آسيا - الهادئ حيث بدأ العمل بنموذج التكلفة المنخفضة قبل بضعة أعوام.

وفي الوقت الحالي تسيطر على سوق التكلفة المنخفضة في دول مجلس التعاون الخليجي كل من شركة العربية للطيران وطيران الجزيرة الواقعة في الكويت اللتان تعدان شركتا النقل الجوي منخفض التكلفة الدوليتان الوحيدتان في المنطقة. غير أنه من المتوقع أن يتم في القريب منح كل من طيران سما وطيران ناس حقوق إطلاق رحلات دولية قد تضاعف من حجم هذا السوق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران وأحد أعضاء مجلس إدارتها عادل علي أنه استغرب كثيراً من حقيقة أنه مازال بإمكان شركات النقل الجوي في المنطقة تبرير استيفاء مبلغ 1500 درهم إماراتي (409 دولار) مقابل رحلة إلى من الإمارات البحرين في الوقت الذي يبلغ سعر التذكرة ذاتها على شركة العربية للطيران 450 درهم (123 دولار) فقط. 

وبحسب علي فإنه على الرغم من أن البعض قد يثبت حاجته إلى عكس ذلك إلا أن السعر يبقى دائماً العامل الرئيس حين يشتري الزبون تذكرة رحلة جوية.

وقال في معرض خطابه أثناء مؤتمر لشركات النقل الجوي منخفض التكلفة في عام 2007 عقد في فندق برج العرب في دبي للفترة من 11 ولغاية 12 نوفمبر/تشرين الثاني "

".

"إن الرحلة الجوية ليست سلعة تشتريها - إنها ليست بالشيء الذي تحتفظ به - إذ ينتهي الأمر بمجرد أن تحط طائرتك فتختفي نقودك لهذا ترغب في الحصول على سعر رخيص. سيبقى السعر العامل الأهم وسيدوم عمل شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة لأنها الوحيدة التي بإمكانها تقديم هذا السعر المنخفض للناس. 

لقد كان قطاع الطيران في المنطقة العربية في مراحله الأولى في بداية الألفية إلا أنه أصبح الآن يملك أكبر عدد من الطلبات على الطائرات في العالم، وهذا يبين كمية الطلب من سوق المستهلك على السفر الجوي.    

وقد أشار كابيل كاول الرئيس التنفيذي لمركز آسيا - الهادئ للطيران لمناطق شبه القارة الهندية والشرق الأوسط إلى بعض العوامل التي ساهمت في نمو صناعة التكلفة المنخفضة في الشرق الأوسط ومن بينها قوة إجمالي الناتج المحلي في المنطقة والنمو الاقتصادي الذي بلغ 5-6% ووجود نسبة كبيرة من الشباب ضمن السكان تبلغ 50% ممن هم تحت الخامسة والعشرين من العمر.    

ومن عوامل النمو الأخرى التي  أتى على ذكرها هي الموقع الجغرافي المركزي للمنطقة العربية والطاقة الاستيعابية للمطارات التي تشهد زيادة مستمرة و"إتباع منهج تحرري يخفف من السيطرة الحكومية على الطيران".

ووفقاً لبحوث أجراها مركز آسيا - الهادئ للطيران فإن دبي تهيمن على حوالي 22% من حركة المسافرين في مطارات المنطقة بالكامل بينما تسيطر السعودية على 19% في الأقل من حركة الملاحة الجوية على الرغم من أنهما كلاهما لا يملكان شركات دولية للنقل الجوي منخفض التكلفة في المرحلة الحالية.  

وذكر كاول أن حصة شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة في سوق السفر قد ازدادت من لا شيء تقريباً في الربع الأول من عام 2005 لتصل إلى أكثر من 3.5% بحلول الربع الأخير من عام 2006، إلا أن مدى تغلغل شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة مازال بعيداً عن درجة الاكتفاء.

أما علي الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران فقد أشار إلى الأثر الايجابي الذي كان لشركات النقل الجوي منخفضة التكلفة في بداية طيرانها في أحد المطارات الذي يشهد حركة ضعيفة "أن شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة تحفز الأسواق وتجعل بإمكان عدد أكبر من الناس الطيران - نرى ذلك بوضوح في كل مطار تطير منه العربية للطيران وقد رأينا تحقق نمو هائل نتيجة لوجودها".

وقد أيد الرئيس التنفيذي لخدمات الطيران الوطني إدولرد ونتر وجهة نظر علي وأوضح الإمكانية المستقبلية الكبيرة التي تملكها شركة طيران "ناس" لتحفيز المزيد من السفر إلى خارج السعودية (التي تعد سوق سياحي مهم إلا انه غير مستغل تماماً) عند بدء الشركة بخدمات دولية منخفضة الأجور.    

وقال "ففي جميع شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة التي عملت بها لا يتعلق الأمر بالاستحواذ على طريق موجود حالياً وأخذه من أحدى الشركات المعروفة - فهذا لا يمثل ما يرمي إليه السوق".

"أن الأمر يتعلق بالدخول في سوق بإمكانك بعث النشاط فيه عن طريق أجور أقل".

"إنك تحفز الأشخاص الذين يسافرون للترفيه ورجال الأعمال الذين قد يحاولون التقليل من عدد رحلاتهم الكثيرة بسبب التكلفة وبهذا فأنك ستوسع السوق على نحو هائل. أن ما نفعله في شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة هو استغلال المساحة الناتجة عن التوسع الذي أحدثناه في السوق".

وبحسب الرئيس التنفيذي لطيران سما إندرو كوين فأن سوق سفر الأعمال أخذ يتقبل تدريجياً فكرة السفر مع شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة ولاسيما بالنسبة للرحلات القصيرة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال في معرض حديثه لشبكة (ATN) خلال معرض دبي الخاص بسفر الأعمال "نحن لا نملك بيانات مفصلة عن فئات المسافرين، إلا أنني إذا ما مشيت بين الكراسي وحسبت عدد الأشخاص الذين يحملون حاسوب المفكرة فسنتوصل إلى أن عدد مسافري الأعمال يكوّنون نسبة 25%". 

وقال كوين أنه يتوقع أن يصل تغلغل شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة في دول مجلس التعاون الخليجي المستويات ذاتها التي شهدتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا "نشعر أنه مع ازدياد الثقة بشركات النقل الجوي منخفضة التكلفة (التي مازالت جديدة نسبياً مع تميز مسافري المنطقة بكونهم متحفظون) سيبدؤون بفهم أن من الأنسب السفر مع شركات النقل الجوي منخفضة التكلفة عند السفر لمسافات قصيرة".