زيروكس بلون جديد

بقدر ما وفرت السنوات القليلة الماضية فرصاً استثماريةً هائلة بالنسبة للعالم عموماً وللشرق الأوسط خصوصاً، بقدر ما شكلت في الوقت نفسه تحدياً كبيراً لكافة القطاعات التي كان عليها أن تعمل جاهدةً للمرور بمرحلة انتقالية مصيرية لتتمكن من مجاراة المنعطف الذي غيّر مسار العمل إلى حد كبير. حتى زيروكس بتاريخها الطويل كان عليها أن تبدأ بالتغير بشكل جذري من الداخل حتى الوصول إلى تغيير شعارها.

كشفت شركة زيروكس اليوم النقاب عن أكبر عملية تحديث لعلامتها التجارية في تاريخ الشركة. حيث اعتمدت الشركة علامة تجارية جديدة ترسم صورة زيروكس في القرن الحادي والعشرين: كشركة تضع عملاءها على قمة أولوياتها، وتعتمد على تاريخها العريق من الأفكار والمنتجات والخدمات المبدعة لكي تنطلق في أسواق اليوم وتلبي احتياجات جميع الشركات والمؤسسات على اختلاف أحجامها ونشاطاتها. يحدثنا عن هذا التغيير بن جيل المدير العام لزيروكس الشرق الأوسط.

يشغل بن جيل منصب المدير العام لزيروكس الشرق الأوسط، وله مكاتب في دبي والقاهرة والدار البيضاء وأخر في جوهنز بيرغ بالإضافة للمكتب الرئيسي في لندن. وهو مسئول عن عمل بحجم 250 مليون دولار في 75 دولة مغطياً كل خدمات زيروكس التي مر على عمله فيها أكثر من 14 عاماً، والسبع سنوات الأخيرة منها كانت في الشرق الأوسط.

ويجد بن العمل في الشرق الأوسط تحدياً بقدر ما هو ممتع، يراه أحياناً عملاً حراً إلى أقصى حد وفي أحيان أخرى يجده مقيداً إما بالقوانين الأمريكية أو القوانين المحلية في المنطقة. ولكن بشكل عام هناك فرص كثيرة، حيث أن منطقة الشرق الأوسط أحد أكبر المناطق نمواً في العالم اليوم كما أن العملاء هم من أكثر العملاء طلباً للتكنولوجيا في العالم، فكونها أسواق ناشئة يجعلها أسواق جيدة لا تسعى للنمو محلياً فحسب وإنما عالمياً أيضاً.

والعمل في هذه الأسواق يتطلب من المستثمر أن يكون سريع الاستجابة للطلب. يقول بن جيل: «يتوقع الناس أن يستجاب طلبهم بشكل مباشر، وإن لم يجدوه لديك فسيتوجهون إلى المنافسة. وهناك تحدٍ أخر في أسواق الشرق الأوسط، وهو المساحة و المسألة اللوجستية، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بسوق العمل.

ومن جهة أخرى فنحن أيضاً مقيدون بالقوانين الأمريكية والمحلية، فقد أجبرتنا بعض القوانين الأمريكية على الخروج من بعض الأسواق مؤخراً ،مثل إيران حيث اضطررنا لإنهاء عملنا هناك، إلا أننا دخلنا في الوقت نفسه أسواقاً جديدة مثل ليبيا التي تشكل سوقاً هامةً بالنسبة لنا وقد كانت مغلقة أمامنا. وعموماً بذلت أسواق المنطقة جهداً كبيراً خلال الأعوام القليلة الماضية من أجل اللحاق بالطلب المتزايد في كل قطاعات العمل».

بالنسبة لبن جيل فإن زيروكس قصة جميلة. فلسنوات طويلة كانت زيروكس في المقدمة في سباق التكنولوجيا، ولها تاريخ حافل في الابتكارات التي أدخلتها إلى أماكن العمل والتي حولت أسلوب العمل بشكل جذري، وللشركة ميراث عظيم في الولايات المتحدة وخارجها.

وقد كان لزيروكس نفس الشعار على مدى أربعين عاماً، إلا أن هذا الشعار بسبب بعض التحولات في استراتيجيات العمل بشكل عام، بدأ يُنظر إليه كشعار فيه شيء من التعالي قليلاً، وفاقد للاتصال مع العملاء ومع موظفي زيروكس أنفسهم، وهذا ما لا يعبِّر عن زيروكس أو عن استراتيجيتها.

ومن ناحية أخرى فقدت زيروكس جزءً كبيراً من حصصها، ولم تكن عائداتها ممتازة كما كانت عادتها سابقاً، ثم عادت وأنجزت الكثير في السنوات الخمس الماضية حيث تمكنت من تقليص 7 مليارات دولار من الدين وأعادت شراء ما قيمته 2 مليار دولار من الحصص.