ما معنى أن ترتفع أسعار النفط؟

مرات كثيرة كانت أسعار النفط محل تجاذب مؤقت تصعد معه إلى مستويات محددة لا تتعداها، وكانت أهم تلك المرات عندما ارتفع مع بدء حرب أكتوبر عام 1973 وواصل ارتفاعه لأسباب إقليمية ومخاوف على استمرار الإمدادات.

في ذلك الحين وتلك الأيام كان النفط أهم سلعة في تاريخ العرب، وكان يعنينا وقتها لأنه الشيء الوحيد الذي كان يمكن أن يوجع أصدقاء أعداءنا فيخفف من وجعنا. وإلى اليوم ما يزال النفط أهم سلعة في تاريخنا، فهو مصدر قوتنا الاقتصادية ومصدر وجعنا وسبب اهتمام العالم بنا.

ولكنه اليوم ومع أن أسعاره وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، ما يزال أهم سلعة لنا، ليس لأنه مصدر دخلنا الأساسي وربما الأهم، بل لأننا أصبحنا نخاف من ارتفاع أسعاره لأنه سيؤدي إلى ارتفاع كل فواتيرنا.

وربما يؤدي إلى توترات في الأسواق لا علاقة لنا بها، فنحن نعمل أقصى ما في وسعا لزيادة الإنتاج وتوفير احتياجات الأسواق، ولكن إذا كان العالم يفتقد إلى مصافي نفط جديدة ولا يستطيع وقف أنشطة المضاربين الذين يتسببون ب 40 % من ارتفاع الأسعار، فماذا نفعل نحن غير التمني باستقرار الأسعار. بدلا من ارتفاع أرقام التضخم المخيفة، ووقف استنزاف مداخيلنا ومدخراتنا، وجعلنا جزء من المعادلة الصعبة والمعقدة التي يعيشها العالم اليوم.

وإذا كانت الأزمة المالية العالمية قد تسببت بكل ما يعانيه العالم اليوم دون أن ينجح في إيقاف آثارها السلبية أو انه لا يفعل قصدا لأسباب نجهلها نحن كما قال الرئيس الروسي الجديد في آخر تعليقاته على ما يتسبب به أقوى اقتصاد في العالم وهو يتعامل بخفة مع الآثار الناجمة عن أزماته المفتعله والحقيقية.

فما معنى أن يرتفع النفط؟

ما تزال تأثيرات النفط بإيجابياتها وسلبياتها خارجه عن إرادتنا، وهذا ما يتركنا أسرى القلق والمخاوف، ويجعلنا نتساءل لماذا؟

وفي زحمة التحليلات والأسباب نتأكد انه لا علاقة لنا بما وصلت إليه الأسعار مع أننا متهمون.

ولكن في النهاية ما الذي يعنينا نحن من ارتفاع أسعار النفط؟، حتى يأخذ كل هذا الحيز المهم من الجدل، فهو لا يدخل في أي من المواد التي نستخدمها. فنحن لا نستخدم الوقود ولا نركب السيارات ولا نستخدم الكهرباء التي تعمل على الديزل، أما الخبز الذي نأكله فنأخذه من أفران صغيره تعمل على الوقود الذري!