ازدهار يعانق السماء

يخطئ من يعتقد أن ازدهار اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط يقتصر على العقار. قد يبدو ذلك صحيحاً بإلقاء نظرةٍ عامةٍ أو بعيدة على أسواق المنطقة، إلا أن نظرة أقرب وأكثر تفصيلاً توضح جلياً أن هذا الازدهار لم ينبت من الأرض مع ناطحات السحاب فحسب ولم يكتسح مياه المنطقة الإقليمية بالواجهات البحرية التي ترسم الشواطئ بأبهى صورة بل ولفت أجنحته سمائها.

بحركةٍ سحرية تشبه حركة الدومينو جرت القطاعات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط واحدها الآخر. قد لا تبدو نقطة البداية جلية ولكن يبدو من دون مجال للشك أن تأثير الحركة لم كل القطاعات دون استثناء، حتى أنه أحدث قطاعاتٍ لم تكن أسواق المنطقة تعرفها.

حديثاً وتحديداً في السنتين الماضيتين بدأ نجم الطيران الخاص يلمع في المنطقة كمجال استثماري وفير الفرص. وبعد أن كان الطيران الخاص مجرد رفاهية عالية أصبح رجال الأعمال ينظرون إليه كوسيلة لتوفير الوقت والنفقات في الوقت نفسه، خصوصاً بعد انخفاض أسعار الطائرات الخاصة التي كانت تمثل حلماً حيث كانت تتراوح بين 20 إلى 60 مليون دولار للطائرة الواحدة بينما انخفضت أسعارها اليوم بعد إنتاج الجيل الجديد منها وازدياد الطلب عليها.

يرى الخبراء أن التطور في هذا القطاع في المنطقة ما يزال في بدايته ويضحون أن قيمة عمليات قطاع طيران رجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط ستبلغ حوالي 800 مليون دولار بحلول عام 2012، وهو ما يعادل ضعف حجم القطاع الحالي، وذلك نتيجة للتحول التدريجي من قبل رجال الأعمال للاعتماد على خدمات الطيران حسب الطلب التي توفر لهم قدراً أكبر من الخصوصية والسلامة والفعالية.

ويؤكدون على أن نمو هذا النوع من الطيران من الممكن أن يوفر حلولا كثيرة للسفر في حالات الازدحام لافتين إلى أن السبب في انتشار مثل هذا النوع من الطيران في الدول المجاورة يرجع إلى المساحات الشاسعة الموجودة إضافة إلى الوعي الاستثماري لدي رجال الأعمال بأهمية هذا النوع من الطيران.

في لقائنا مع مايك بيري عضو مجلس الإدارة المنتدب في إكزيكجت تناولنا أسباب نمو هذا القطاع واتجاهاته بالإضافة إلى التحديات التي تواجهه ومستقبله.

خدمات شاملة

تقدم إكزيكجت خدمات شاملة في قطاع الطيران، مثل خدمات بيع الطائرات وخدمات ما بعد البيع وإدارة تأجير الطائرات، وخدمات الصيانة الكاملة بالإضافة إلى خدمات طائرات الـ VIP. يجعلها ذلك محطة توقف واحدة للتزود بكافة الخدمات في القطاع الأمر الذي يميز موقعها في السوق. ولإكزيكجت ممثلين في كافة أرجاء العالم ما يجعلها لاعباً عالمياً في هذا القطاع حيث تدير ما يزيد على 184 طائرة.

ويقول مايك بيري عضو مجلس الإدارة المنتدب في إكزيكجت أن الشركة كانت رائدة في قطاع الطيران في دبي عندما أُسست وحصلت على رخصة العمل في القطاع في العام 1999، وساهمت الشركة جنباً إلى جنب مع سلطة دبي للطيران المدني بالإضافة إلى المنافسة في تطوير قطاع الطيران الخاص في المنطقة ورفع معايير العمل فيه.

ومن الخدمات التي تقدمها إكزيكجت لعملائها هناك الخدمات الاستشارية التي تقدمها لرجال الأعمال والشركات العاملة في المجال. ويقول بيري: «إن الخدمات الاستشارية هي أول ما نبدأ به عند التعامل مع أي عميل، حيث يجلس خبرائنا مع العميل لتقديم استشارة مفصلة وشاملة من أجل الحرص بأنه في النهاية سيحصل العميل على الطائرة التي تناسب متطلباته إلى أقصى حد، وهي خدمة يقدرها العملاء بشكل كبير».

تحديات وعوامل نمو

بالرغم من أن سوق الطيران الخاص هي سوق ناشئة مقارنة بسوق أوروبا الناضجة من حيث الحجم، إلا أنها في ما يتعلق بمعايير السلامة والقوانين المنظمة فإن الفرق لا يظهر بين سوق المنطقة والسوق الأوروبية حيث ترتفع هذه المعايير في قطاع الطيران الخاص في المنطقة إلى مستواها في نفس القطاع في أوروبا.