السعودية: استمرار الهزات الأرضية والمفتي لا يمنع الأهالي من التذمر

سجلت السعودية أمس الجمعة هزات أرضية جديدة في منطقة العيص التابعة للمدينة المنورة لم تتجاوز 3 درجات على مقياس ريختر، ما قد يؤجل عودة الأهالي إلى المنطقة بعد أن أجلتهم الحكومة السعودية تحسبا لنشاط الهزات المستمرة منذ أكثر من شهر والتي سجلت في 19 مايو/أيار الماضي هزة عنيفة بلغت قوتها 5.4 درجة دون أن توقع خسائر بشرية أو مادية.

وبينما قال رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية زهير نواب أن قرار عودة أهالي العيص لن يتم اتخاذه قبل نهاية الأسبوع المقبل في حال تدني الاهتزازات وعودة الأوضاع إلى طبيعتها، قال مفتي عام المملكة عبد العزيز آل الشيخ أن إبداء المسلم تضايقه من بعض الظواهر الطبيعية، مثل الزلازل ليس اعتراضا على قضاء الله وقدره.

ونقلت صحيفة "عكاظ" المحلية عن المفتي ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن إبداء المسلم تضايقه من بعض الظواهر الطبيعية، مثل الزلازل، والكوارث وشدة الحر ليس اعتراضا على قضاء الله وقدره، وإنما طبيعة جبل عليها الإنسان، وأن هذا النوع من التأفف أمر لا بأس فيه.

وأضاف آل الشيخ أن هذا الأمر من الفطرة التي طبع الناس عليها، وأن الكمال في الاستسلام لقضاء الله وقدره، مشيرا إلى أن السخط والاعتراض على قضاء الله أمر مذموم، كما أن انشراح الصدر أمر مهم للمسلم، فلا يعترض على قدر الله ولا يطعن في ذلك، بل يعلم أنما يجري لكمال حكمته وكمال عدله ورحمته.

من جهة أخرى قال نواب أن قرار عودة أهالي العيص لن يتم اتخاذه قبل نهاية الأسبوع المقبل في حال تدني الاهتزازات وعودة الأوضاع إلى طبيعتها، مشددا على أن قرار الإخلاء كان سببه تصاعد الاهتزازات.

وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة "الرياض" المحلية نحن نتابع عن كثب ما يحدث في "حرة الشاقة" ولا نريد أن نستعجل القرار فيعود الأهالي ويفاجئوا بهزات تنشر الخوف والذعر بينهم، مشيرا في ذات السياق إلى أن طبيعة البراكين في المملكة ليست عنيفة فآخر بركان كان قبل 700 عام في حرة رهاط، وقبله بركان الشاقة قبل 1000 عام.

وقال نواب إن تسجيل الهزات الأرضية منذ نحو شهر ونصف حتى اليوم يؤكد أن الصهارة في باطن الأرض نشطة ومتحركة والأجهزة ترصد وتراقب حركتها وتتابع ارتفاعها وهبوطها وانتشارها وتقلصها، وهذا العمل مماثل لعمل الأرصاد الجوية حينما ترصد حركة السحب وتراكماتها، ولا يستطيع أحد على ظهر الأرض أن يؤكد وقت ثوران البركان بعد أسبوع أو شهر.

وتقع منطقة العيص على بعد 240 كيلومترا شمالي المدينة المنورة وعلى بعد 150 كيلومترا من ميناء ينبع على البحر الأحمر، وليست قريبة من منشات النفط والبتروكيماويات في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

ودفع الخوف من ثوران البراكين الخامدة في العيص السكان إلى الفرار من تلقاء أنفسهم إلى المدينة المنورة وينبع.

وسجلت السعودية منذ بداية الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة آلاف الهزات التي شعر ببعضها السكان إلا أنها لم تسفر عن أي خسائر مادية أو بشرية.

وانتشر الهلع والخوف بين صفوف السكان قبل أن تبدأ عمليات إجلائهم إلى خارج العيص، وتوافد مئات السكان من القرى إلى مقر قيادة الدفاع المدني في المنطقة لاستلام أوراق الإخلاء للتوجه إلى مدينتي ينبع والمدينة المنورة، بعد حصر الفنادق والشقق المفروشة فيهما تمهيداً لاستقبال النازحين.

وبالرغم من كل بيانات الدعوة إلى الاطمئنان وعدم القلق التي تنشرها السلطات المختصة فإن الحياة تعطلت في كثير من المناطق مع نقل المرضى في المستشفيات إلى مدن أخرى، وتعطل الدراسة في عدد كبير من مدارس المنطقة.

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني في السعودية قدمت مجموعة من النصائح والتحذيرات للمواطنين والمقيمين تتعلق بكيفية التعامل في حالة حدوث زلزال، في إشارة تأكيدية على ما يبدو بحدوث زلزال بعد أن بدأت بنصب الخيام في تلك المناطق.

اشترك بالنشرة الإخبارية لأريبيان بزنس بالنقر هنا