شركة طيران تعرض مليون ريال على سعودي للتنازل عن دعوى قضائية

عرضت شركة طيران خليجية على المواطن السعودي علي الشهري مبلغ مليون ريال مقابل التنازل عن الدعوى القضائية المرفوعة ضد الشركة في المحكمة العامة في الرياض بعد أن رفض طاقم الطائرة إركابه فيها ما تسبب بضياع بعثته الدراسية المجانية إلى استراليا.

وكان الشهري مسافرا قبل نحو شهرين من الرياض إلى استراليا على رحلة لإحدى شركات الطيران الخليجية، وفوجئ بمنعه من السفر على الرحلة لأنه معاق ومصاب بالشلل، وقال إنه تعرض للإهانة من خلال الأسئلة الشخصية المحرجة التي سألها أفراد الطاقم الأرضي للشركة في المطار، وطلبوا منه تقريراً طبياً يوضح حالته وتعبئة نموذج استمارة طبية، وفقا لصحيفة "الرياض" المحلية.

واستندت الشركة إلى شرط في عقد النقل المتضمن (إذا اشتبه في أن الراكب مريض ولا يستطيع السفر فتلغى رحلته)، الأمر الذي أدى إلى ضياع فرصة ابتعاثه على حساب الدولة لمدة أربع سنوات وقيمة إيجار منزل في أستراليا وهو ما يوازي 1.5 مليون ريال، ولذلك لم يقرر المواطن حتى الآن قبول العرض بالتعويض أو انتظار حكم المحكمة.

وقال المستشار القانوني مازن اليحيى إن أنظمة الطيران المدني الدولية لا تشترط إلزام الركاب من ذوي الاحتياجات الخاصة تعبئة الاستمارة الطبية، ولكنها تشترط عدم إركابهم بجوار أبواب ومخارج الطوارئ فقط، وبعض الشركات تطلب أن يكون هناك مرافق مع المريض، علماً أن المسافر على الشهري كان معه إثنان من المرافقين.

وأضاف أن الشركة استندت إلى أنه كان يستدعي من المسافر تعبئة الاستمارة الطبية قبل الرحلة بـ 48 ساعة، ولكن عندما استأنست المحكمة العامة في الرياض برأي المختصين، أفادوا أن هذه الاستمارة يحتاجها الأشخاص الذين يعانون من أمراض تستلزم الرعاية الطبية أثناء سير الرحلة مثل المرأة الحامل في الشهور الأخيرة ومرضى القلب الحاد ومرضى الربو، وبذلك رأت المحكمة أحقية المواطن في السفر على الرحلة المقررة.

وأوضح اليحيى أن استناد الشركة لشرط عقد النقل (إذا اشتبه في أن الراكب مريض ولا يستطيع السفر فتلغى رحلته)، لا ينطبق على المواطن علي الشهري لأنه كان في كامل صحته، بل أنه أجتاز اختبارات القبول للابتعاث، وهذا يؤكد حقه في السفر على رحلة الطيران المقررة له، وسواء قبل التعويض أو طالب بتعويض أكبر فهذا حق مشروع له نتيجة الأضرار الجسيمة التي تعرض لها، وكذلك الأسئلة المحرجة المتعلقة بالاحتياجات الشخصية لأي مسافر والتي أهانته والتي كان أفراد الطاقم الأرضي يسألونه عنها أمام المسافرين دون مراعاة لظروفه الخاصة، ولا يوجد أي مانع لدى ذوي الاحتياجات الخاصة من الدراسة والابتعاث والتوظيف بل وتولي المراكز القيادية .