التفحيط يقتل مجددا وبطريقة جديدة في السعودية

لقي رجل سعودي مصرعه يوم الأحد الماضي طعنا بسكين من قبل مراهق في محافظة القطيف شرق السعودية في شكل جديد من أشكال جرائم المفحطين التي أصبحت ظاهرة مقلقة في المملكة.

ووجه المراهق الذي يبلغ من العمر 17 عاما طعنة مباشرة في القلب لفاروق الرضوان (41 عاما) بعد أن نصحه بضرورة ترك قيادته الاستعراضية الجنونية للسيارة والتي تعرف بالتفحيط، الذي كان يمارسه المراهق في الطريق العام ببلدة أم الحمام في محافظة القطيف.

وكان المراهق الذي يحقق معه حاليا في دار الملاحظة في الدمام يمارس "التفحيط" في منطقة "الطعم" بأم الحمام، وحين رأى الرضوان التفحيط توقف، ونزل من سيارته ناصحا المراهق، فما كان منه إلا أن سدد له طعنة وقعت في قلبه مباشرة، ما أدى للوفاة الفورية، وفقا لأطباء.

ويمارس كثير من الشباب السعوديين التفحيط أثناء قيادة سياراتهم، والتفحيط هو قيادة السيارة بطريقة استعراضية وجنونية تعتمد على السرعة الفائقة، وتعد السعودية من أكثر دول العالم تسجيلا لحوادث المرور.

ويعد فبصل العتيبي المعروف بأبو كاب أشهر مفحطي المملكة، وتسبب أبو كاب في مقتل ثلاثة أشخاص كانوا برفقته وهو يقود سيارته بسرعة جنونية ويتمايل بها فيما يعرف "بالتفحيط" ، في جدة قبل أربعة أعوام، وانتشرت مقاطع التفحيط لأبو كاب الذي كان يعمل عسكرياً في أحد القطاعات العسكرية، على إنترنت ويوجد بعضها على موقع "يوتيوب" الشهير.

وكانت محكمة جدة اعتبرت الحادث الذي ارتكبه أبو كاب في جدة قبل أربع سنوات جنائياً وليس مرورياً وتسبب في مقتل أبرياء خلال ممارسة مخالفة التفحيط ، مما دفع القاضي إلى الحكم بقتل أبو كاب تعزيراً قبل أن تحال القضية إلى قاضي آخر ويقضي بالسجن 20 سنة وثلاثة آلاف جلدة وسحب رخصة القيادة نهائيا منه.

ووصف مدير الإدارة العامة للمرور في السعودية فهد البشر موخرا الحوادث المرورية التي تشهدها المملكة سنويا بإرهاب الحوادث.

وقال البشر خلال حلقة نقاش بالرياض تحت عنوان "نظام المرور الجديد بين الواقع والمأمول" أن ضحايا الحوادث سنويًّا يتجاوزون 6400 قتيل، بينما ضحايا الأعمال الإرهابية لم يصل إلى 200 قتيل من الطرفين خلال السنوات العشر الماضية، في المقابل توفي لدينا خلال نفس الفترة من الحوادث المرورية 50 ألف شخص وأكثر من 300 ألف مصاب وخسرنا من الناحية الاقتصادية أكثر من 100 مليار ريال، وطالب تدخل صانع القرار باتخاذ سياسة قوية وعليا للحد من هذا النزيف.

وقال تقرير للإدارة العامة للمرور صدر العام الماضي أن المملكة شهدت 4.3 مليون حادث سير خلال الـ 19 عاما الماضية نتج عنها 86 ألف وفاة و611 ألف إصابة، وأن 85 في المائة من حوادث السير في المملكة تعود إلى أخطاء بشرية من قبل السائق، نتيجة لارتكابه إحدى المخالفات المرورية، في حين يخرج 7 في المائة من المصابين من المستشفيات وهم يعانون شكلا من أشكال العجز بشلل رباعي أو نصفي.