تباطؤ الإقراض والمخصصات يعصفان بالبنوك السعودية في الربع 4

أعلنت ثلاثة بنوك سعودية نتائج أعمال دون التوقعات للربع الأخير من العام الماضي متأثرة بتباطؤ في نمو الإقراض وزيادة في المخصصات مع تعرض البنك السعودي الهولندي لأول خسارة فصلية له في عامين.

وقد تجدد النتائج مخاوف المستثمرين بشأن تداعيات الأزمة العالمية وتخلف شركتين عائليتين عن سداد ديون بمليارات الدولارات، رغم قول مسؤولين محليين "إن النظام المالي السعودي تجاوز ذلك بأقل الخسائر".

كما تحملت البنوك السعودية عبء تباطؤ الإقراض في 2009 بعد سنوات من النمو الائتماني السريع الذي اختبر النظام المصرفي المحلي لأقصى درجة.

وقال رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة "بخيت" الاستثمارية "هشام أبو جامع": "إنها نتائج مخجلة ومفاجئة لن تعجب المستثمرين.. ومن المرجح أن نرى أسهم البنوك تتراجع بالحد الأقصى المسموح به يوم الاثنين".

وعزا كل من الهولندي والبنك السعودي الفرنسي، الذي أعلن أدنى ربح فصلي له فيما لا يقل عن خمس سنوات، ضعف النتائج في 2009 إلى المخصصات.

وقال "أبو جامع": "إن الهولندي والفرنسي جنبا على ما يبدو مخصصات لخسائر القروض في الربع الأخير بما قيمته 200 مليون و100 مليون دولار على الترتيب".

وأضاف: "هذا أعلى من أي ربع سنة سابق في 2009 وهو أمر غريب لاسيما بعد التطمينات التي حصلنا عليها من المسؤولين، بينما لم تقم البنوك باطلاع السوق على شيء في هذا الصدد طوال العام".

وكانت مجموعة "سامبا المالية" ثاني أكبر بنك سعودي من حيث القيمة السوقية، هي البنك الوحيد الذي يحقق زيادة صغيرة في صافي الربح لكنها جاءت أيضاً دون أدنى التوقعات في مسح لرويترز.

وقال الهولندي المملوك جزئياً لرويال بنك أوف سكوتلند الأحد: "إنه مني بخسارة صافية بلغت 439.4 مليون ريال (117 مليون دولار) في الأشهر الثلاثة حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول، بعدما حقق 309 ملايين ريال ربحاً صافياً في الفترة ذاتها قبل عام".

وهذه أول خسارة فصلية للبنك منذ الربع الأخير من 2007 عندما تكبد 106.3 مليون ريال.

وبالنسبة للعام 2009 بأكمله، حقق السعودي الهولندي ربحاً صافياً بلغ 85.9 مليون ريال منخفضاً من 1.22 مليار ريال في 2008.

وقال البنك: "يعود سبب الانخفاض في صافي الأرباح بشكل رئيسي إلى سياسة البنك المتحفظة والهادفة إلى استمرار تدعيم المخصصات"، مضيفاً أن محفظة القروض تراجعت ستة بالمائة بنهاية 2009 في حين نمت الودائع أربعة بالمائة.

أما السعودي الفرنسي المملوك بنسبة 31.1 في المائة لبنك "كريدي أجريكول" الفرنسي، فقال: "إن صافي ربح الربع الأخير تراجع 43.3 في المائة بعدما جنب مخصصات لدعم مركزه المالي".

وحقق البنك 324 مليون ريال أي نحو نصف أدنى مستوى للتوقعات في مسح "رويترز".

وهذه بحسب بيانات لرويترز أقل أرباح فصلية صافية للبنك منذ الربع الأخير من 2004 عندما حقق 374 مليون ريال، وفي 2009 حقق البنك 2.47 مليار ريال ربحاً صافياً وهو أيضاً أقل مستوى منذ 2005.

وقال الفرنسي: "يعود الانخفاض في النتائج إلى حجم المخصصات التي تم تجنبيها هذا العام وذلك للاستمرار في دعم المركز المالي للبنك".

وقال البنك: "إن محفظة القروض تراجعت 3.7 في المائة بنهاية 2009 في حين انخفضت الودائع 2.2 في المائة".

وشهد "سامبا" صافي أرباحه يرتفع 1.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الأخير لكنه جاء أيضاً دون جميع التوقعات، وحقق البنك 835 مليون ريال وهي أقل أرباح فصلية في عام.

وقال "سامبا": "إن محفظة قروضه تراجعت 14 بالمائة بنهاية 2009 لتصل إلى 84 مليار ريال، في حين زادت الودائع عشرة بالمائة إلى 147 مليار ريال".

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.