عرض "أوروبي" بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة

قال وزير الخارجية الفرنسي "برنار كوشنر" إن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يساعد في مراقبة حركة المرور إلى غزة لضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع المحاصر دون أيضاً السماح بدخول أسلحة إلى القطاع.

وأدلى "كوشنر" أمس الأحد بهذه التصريحات بعد هجوم شنته إسرائيل على سفينة المساعدات التركية "أفي مرمرة" التي كانت متجهة إلى القطاع الأسبوع الماضي . وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي تسعة أتراك على السفينة التي كانت ضمن قافلة تحدت الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة.

وأبلغ "كوشنر" الصحفيين بعد اجتماع مع نظيره البريطاني "وليام هيج" قائلاً، "بإمكاننا أن نقترح من جديد أن يتولي الاتحاد الأوروبي الدول الأوروبية مراقبة هذا المرور بأسلوب دقيق جداً".

وأضاف "هيج" قائلاً، "نستطيع أن نراقب بشكل جيد جداً شحنات السفن المتجهة إلى غزة. بوسعنا أن نفعل ذلك ونريد أن نفعل ذلك وسنكون سعداء جداً بالقيام بذلك". وأضاف أن الوضع في غزة "لا يمكن تبريره".

ويعاني أهالي غزة الذين يعتمد السواد الأعظم منهم على معونات الأمم المتحدة من نقص المياه والأدوية في القطاع الذي حاصرته إسرائيل بعد أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العام 2007.

وعرضت فرنسا وبريطانيا إرسال سفن حربية لمراقبة ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 22 يوماً على القطاع الذي تحكمه حماس، وانتهى في يناير/كانون الثاني من العام الماضي. وكانت حصيلته نحو 1400 شهيد فلسطيني أغلبهم غير مقاتلين مما أدى إلى تعرض إسرائيل لحملة انتقادات خارجية لاذعة، ووقف المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت "أيهود أولمرت"، وقتل لإسرائيل عشرة جنود وثلاثة مدنيين.

وساعد مراقبو الاتحاد الأوروبي في الإشراف على معبر رفح البري إلى غزة حتى العام 2007عندما علقت العملية لأسباب أمنية. وعلى الرغم من أن هذه العملية غير فعالة في الوقت الحالي فقد مدد زعماء الاتحاد الأوروبي تفويضها عاماً آخر الشهر الماضي.

وقال "هيج" الذي بدأ جولة في عواصم أوروبية يزور خلالها روما وبرلين ووارسو، إنه عقد محادثات مكثفة مع شركائه بشأن كيفية ضمان إمكان تدفق المعونات والمساعدات الاقتصادية العادية إلى غزة.

وأضاف "هيج" قائلاً، "اعتقد أن بإمكان الاتحاد الأوروبي المساعدة في ذلك مثلما فعل في الماضي".

ودعا كلا الوزيرين إسرائيل إلى قبول تحقيق دولي في اعتراض أسطول السفن الذي كان يحاول نقل المساعدات إلى غزة الأسبوع الماضي.

وقال "هيج"، "نعتقد أن من المهم جداً إجراء تحقيق فوري ومحايد وموثوق به وشفاف في الأحداث التي وقعت يوم الإثنين الماضي مع أسطول غزة".

وأضاف "هيج" قائلاً، "ونعتقد أنه لا بد وأن يكون هناك تواجد دولي بحد أدنى في هذا الاستجواب أو التحقيق وهذا ما قلته للحكومة الإسرائيلية مجدداً اليوم".

وقال "ميخائيل أورين" سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة في وقت سابق أمس الأحد إن إسرائيل لا تريد إجراء تحقيق دولي في هذا الهجوم، ولكنها تناقش خيارات مع واشنطن.

وعلق "كوشنر" قائلاً، إن إجراء تحقيق دولي واسع في مصلحة إسرائيل.

وأضاف "كوشنر" قوله، "الرد متروك لهم ولكني اعتقد أن الأمريكيين والفرنسيين والأمم المتحدة قدموا اقتراحاً دقيقاً تماماً بالفعل".