ابحث في الموقع:
ArabianBusiness.com - Middle East Business News
شاهد موقع أربيان بزنس بحلته الجديدة وتصميمه المطور

YOUR DIRECTORY /

 
أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (0 تعليقات)
| Share |

{loadposition article-top}

امرأة سورية تحكي قصتها مع قافلة الحرية لغزة

بقلم This email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it  في يوم الثلاثاء, 08 يونيو 2010

شاركت كاتبة الدراما السورية شذى بركات ضمن 600 ناشط مدافعين عن الفلسطينيين أسطول الحرية لغزة حاملاً معونات ومساعدات إنسانية من عدة بلدان عربية وأوروبية إلى أهالي قطاع غزة المحاصر وتعرضت للاعتقال ثم أعيدت إلى بلدها.

ويوم 31 مايو/أيار، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعة نشطاء أتراك بعد أن اعتلت سطح السفينة التركية التي كانت تقود الأسطول المؤلف من ستة سفن باتجاه غزة.

وشاركت شذى بركات في قافلة المساعدات، وتعرضت مع غيرها للاعتقال وكانت شاهد عيان على "صلابة المتضامنين الأجانب مع قضية فلسطين وإنهاء الحصار على غزة"، مقابل وحشية جنود الاحتلال، و"مدى حقدهم على المتضامنين وخوفهم حتى من رؤية القلم في يدك".


تتمة المقالة في الأسفل
advertisement

وبحسب لقاء أجرته صحيفة "القدس العربي" اللندنية، قالت شذى،"ولدت شذى في بيت ينعم بتيارات فكرية متعددة، لكن الجميع كانوا قوميين عروبيين، في هذا الجو نشأنا وتعرض أبونا للمطاردة والسجون، رحمه الله. واستمر ذلك إلى أن تحررت الجزائر، وبعد ذلك ذهب سنة 67 إعارة إلى الجزائر للتدريس، ثم ذهب بعد ذلك إلى اليمن فدرس لمدة عامين، ثم درس بالسعودية سنة، كان جسمه قد استهلك من السجون والمعاناة والتنقل. وكان قبل الجلاء من المناضلين ضد الفرنسيين وممن شاركوا بالثورة ضد الانتداب الفرنسي. وفي أوائل السبعينيات أصيب بمرض القلب، وقد توفي في سنة 76. في هذه البيئة تربيت أنا وأخوتي.

وقالت شذى، "عندما اتخذت القرار بالمشاركة في الرحلة كان من شهر 12 وقد رحبت برحلة شريان الحياة التي كانت بقيادة غالاوي (جورج غالاوي السياسي البريطاني المناصر للقضية الفلسطينية)، وعندما مرت من سورية تواصلت مع الشباب الأتراك وطلبت منهم مشاركتي إن كان هناك رحلة جديدة، وانتظرت إلى أن وجدت عدد المشاركين من كل أنحاء العالم بينما عدد العرب أقل. كانوا قادمين من بريطانيا وهم يسوقون سيارات الإسعاف الممنوحة لأهل غزة، قطعوا كل أوروبا إلى تركيا، منهم من جاء من ألمانيا والسويد وغيرهما، تجمعوا كلهم في سورية ثم عبرت القافلة إلى الأراضي التركية، كلها كانت سيارات إسعاف وباصات محملة بأدوية ومواد غذائية. وشعرت بقهر لأننا نحن أصحاب القضية لا نهتم بها كهؤلاء الذين جاؤوا من كل بلاد العالم، هذا الأمر زادني حماسة بأن أكون واحدة من المشاركين في هذه الرحلة، مهما كانت النتائج".

وذكرت شذى، إن "كل المساعدات جاءت من أصحاب الخير بشكل فردي، ولا جمعية (سورية) شاركت، عندما نقول غزة، يقولون تكرم عيونكم، يأتون بالمواد. شحنا بـ 100 ألف يورو، منها كراسي للعجز وأدوات طبية للمستشفيات، وأجهزة تطوير علاج المرضى، كل هذا صار جاهزاً قبل أن آخذ كلمة الموافقة من إدارة القافلة على قبول سفري معهم، حتى آخر لحظة كنت أنتظر إن كان لي مكان معهم، طبعاً كان لزوجي فضل لأنه شجعني على هذه الرحلة رغم أنه مريض بالقلب، ولا يمكن أن يتحمل مثل هذا الضغط النفسي، ومسؤولية ثلاثة أولاد، الصغير عنده امتحان، لكن قال لي لن أحرمك من عمل خير تحبينه وتريدينه، هذا الأمر يعود فيه نصف الأجر إلى أيمن؟".

ويعاني أهالي غزة الذين يعتمد السواد الأعظم منهم على معونات الأمم المتحدة من نقص المياه والأدوية في القطاع الذي حاصرته إسرائيل بعد أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العام 2007.

وحول مشاركة رجل الدين المسيحي السوري، المطران كابوتشي والمعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية قالت شذى، "لم أكن أعرف أنه موجود، التقيت به في أنطاليا (مدينة تركية)، عندما رحت ما كنت أعرف إن كان يوجد أحد من السوريين غيري، بنفس اليوم سافرت إلى اسطنبول ثم أنطاليا، أخبروني بأن نلتقي بمركز رياضي بضواحي أنطاليا، اجتمعنا فيه وعندما دخلت وجدت ساحة الملعب مليئة بالأمتعة والسجاد، وكان الناس مفترشين الأرض، جاؤوا من كل مدن تركيا، من 40 مدينة، تصوري المتضامنين يطبخون أو يأتون بالطعام، منظر من التآلف الرائع لا يمكن أن نراه إلا في الجنة".

وأضافت شذى، إن "كل سيدة من أهل الخير كانت تطبخ في بيتها، وتأتي بالطعام إلى المتضامنين طول فترة التجمع للمسافرين. لم يكن بين المسافرين أحد يضع يده على خده ويصفن، منهم من يقرأ القرآن ومنهم من يردد الدعاء لنجاح مهمته، هكذا كانت الأجواء، فعلاً شعرت أنني في مكان شبيه بالجنة. الأتراك أدهشوني بالكرم، بالأناشيد الدينية والفلسطينية التي كانت تتردد بيننا، تصوري كانت الأغاني التركية فلسطين فلسطين، الانتفاضة مستمرة، لتعود الأرض حرة، هذه الأغاني تتردد بلكنة عربية مكسرة، إنهم يحفظون أناشيد الانتفاضة كلها، وكان هناك انضباط على أعلى مستوى من التنسيق، إن السيد بولند يلدرم مدير حملة الإغاثة خير من يقود رغم التهديدات، وهو يقول لنا: شو رأيكم، أنتم صامدون؟ نرفع جميعا أيدينا مؤيدين ومباركين".

ورداً على سؤال الصحيفة "أنت كاتبة، وكتاب الدراما سواء بالمسرح أو بالرواية يستلهمون الواقع، هل برأيك باستطاعة الكاتب أن يعبر تماما عن هذه التجربة؟" قالت شذى، "هذه الخمسة أيام لا يكتب عنها أقل من مجلد، لأنك أنت لا تتعاملين مع شخص أو اثنين أو عشرة، بل أنت تتعاملين مع عدد كبير من مختلف الثقافات والأعراق، كان معنا متضامنات لا تشغلهن المسألة الدينية، لكنهن مؤمنات بقضية إنسانية عادلة ضد الحصار على أهل غزة".

وأردفت شذى، "كانت معي شخصية من بريطانيا اسمها ألكساندرا وندعوها ألكسي، ضعيفة ونحيفة وجميلة، عندما حاصرونا ودخلوا إلى السفينة ووقع قتلى وجرحى، وكنت من يومين بدون أكل ولا نوم، كل ما يأتي النوم أبعده وآخذ بالدعاء بدل النوم، قلت لها: ألكسي، أنت تعلمين أني دونت أشياء كثيرة وأوراقي موجودة بالقمرة التي كنا ننام فيها، وكنت أدون كل شيء، وفيها عناوين وأرقام أخاف أن تقع في أيدي اليهود، أنا ليس بإمكاني أن أنزل على الدرج، فاستجابت لي وأسرعت بالنزول وغابت ساعة حتى أخذت الأوراق وأتلفتها ورمتها بالبحر، إنها إنسانة رائعة، أتمنى أن تعرف أنني أتذكرها بالخير الذي عملته لي وأتمنى أن تقرأ أو يصلها بالترجمة ما أكنه لها من حب واحترام، وشكري لها لا يقدر، كانت أهم من أخت أو ابنة.

وقالت شذى، "وعندما كنا نصعد على الدرج وهم يخبطون علينا بالقنابل الغازية والصوتية، كنا نتحدث عن فلسطين والاحتلال والحصار. قالت لي: إنهم يحاصرون غزة لأن الناس فيها يقاومون الاحتلال ويقفون ضد السياسة الإسرائيلية. لذلك امتد الحصار أربع سنوات على الشعب الفلسطيني في غزة".

ورداً على سؤال "لما عرفوا أنك من سورية، كيف كانت المعاملة لك؟"، أجابت شذى قائلة، "تعاملوا معنا جميعاً بشكل جد فظ وبشع ووحشي، كان عددنا 600 شخص وأنزلوا علينا 600 جندي مسلح، يعني كل إنسان أعزل كان مقابله جندي، تصوري أنني أخرجت من جيبي قلما فقفزت الجندية إلى الوراء ثم أخذته مني ورمته في البحر، خافت من قلم. هم جبناء جداً، نحن عزل تماماً، كان محظوراً علينا أن يكون معنا أي شيء حاد، حتى السكاكين كانت من البلاستيك، انتظرنا بداخل السفينة 15 ساعة بدون ماء ولا طعام وبدون أن ندخل دورات المياه! من السادسة صباحا إلى الساعة 9 بالليل. فعلا هناك شيء خفي، جاءتنا القوة من رب العالمين. نطلب بأن نذهب إلى الحمام فيردون: 'بعدين'! إلى أن مضى كل هذا الوقت، كما أننا كنا نذهب مجموعة خوفاً من أن يعتدوا علينا، حتى يكون هناك شاهد، كما كسروا الكاميرات".

وسألت الصحيفة اللندنية اليومية "هل سألوك عن الجولان؟"، فقالت شذى، "لا، لكن قالوا لي: أنت من سورية، هل تعرفين أننا نكره السوريين كثيراً؟ قلت له: نحن نفرح بكرهكم ولا نريد محبتكم. وسألني: كان معكم رائد صلاح لكنه مات، قلت له من قال لك مات؟ قال مات. جاوبته: اخرس، الشيخ رائد صلاح ما مات. لأنهم كانوا مشتبهين بشخص أطلقوا عليه رصاصة في رقبته، وأربع رصاصات بالصدر، وحملوه على طائرة إلى فلسطين وذلك قبل أن تصل السفينة وهو تركي، كانوا فرحانين أنهم قتلوا الشيخ رائد".

كما سألت الصحيفة "لو طلبوك يوماً ما للشهادة في المحافل الدولية على هذا الذي قتلوه أمامك، مستعدة أن تشهدي؟" فجاوبت شذى، "أنا ما شفت (لم أشاهد) بعيني لأنهم أدخلونا إلى داخل السفينة وأحاطوا بنا، لكن رفيقتي فاطمة محمدي من أمريكا هي من شاهدت ذلك، كانت تقوم بالتصوير، ومتخفية بالقرب من غرفة القبطان، هي شافتهم وهم يقتلونهم، كانت مختفية عنهم وهي تسمع ارتطام الجثث بالماء، قالت لي أكثر من سبع جثث، ونقلنا هذا إلى الصليب الأحمر".

وذكرت شذى، "وقت التفتيش (أثناء التفتيش) أخذوا كل شيء معنا حتى حقيبة الكومبيوتر والفلاشات وأخذوا من الآخيرن الفلوس ولا أعرف أين سيكون مصيرها".

وحول تعرضها "لنوبة انخفاض في الضغط كيف تعاملوا معك؟" قالت شذى، "كنت متعبة، واستطعت أن أسيطر على التعب لمدة ساعات، وقت دخلنا على سجن إيلات لم أعد أشعر بيدي اليسرى ولم أعد أقدر على الوقوف. كان هناك طبيب موجود أعطونا مخدة وشرشف، قلت لهم أريد فقط أسبرين لأنه مميع للدم. قال لي الطبيب أنت بحاجة للفحص، قلت له ممنوع.. لن أسمح لأي طبيب من إسرائيل يكشف على حالتي، الموت أفضل، أوصلتني رفيقتي إلى الغرفة رقم 2109 طلعت على الغرفة لقيت ضابط ورائي قال: أنت لازم (يجب) نجري عليك الفحص لأنك تعبانة، وجاءت بعدها طبيبة وقالت سنفحصك من فوق الثياب، بعدها أعطوني كأس عصير، ثم أخذوني على الحمالة، وراحت معي رفيقتي وسيلة، أعطوني دواء لكن لم أقبل أن أشربه إلا بعد أن قرأته لي وسيلة".

وسألت الصحيفة شذى، "كان معك شال لشهيد، ما مصير ذلك الشال هل أخذوه أم بقي ذكرى معك؟" فأجابت، "أنا قعدت على الأرض قدام الشهداء، والدم تحتي برك برك، وهذا الشال لواحد تركي قلت له: دمك في رقبتي ليوم الدين، استشهد لم تكن معه لا أم ولا امرأة تبكي عليه، بكيت عليه وبكى من كان معنا وقرأنا له القرآن. ومن كثر ما بكيت فكروا أني قريبة له، أخذت الشال وخبأته من خوفي أن يأخذوه مني أثناء التفتيش، لذلك أخذته وربطته على خصري تحت الأواعي (الثياب)، وليس على رقبتي، لأن التفتيش كان يجري من غرفة إلى غرفة حتى في الخياطات الدقيقة للثياب كانت تفحص. تصوري حتى الفلاش الصغير للكومبيوتر لا يمكن أن تمرريه، هم يخافون من كل حركة، كما قلت لك الجندية خافت من القلم الأزرق الناشف الذي كان في جيبي، والشال ظل معي وسيبقى هذا الشال عندي، وأنا علقته في صدر الصالون ليعرف كل من يراه أن أولئك المجرمين قتلوا صاحبه البريء الأعزل بدم بارد، وهذا الشال دين في رقبتي حتى نأخذ بثأر هؤلاء الشهداء".

وعن وصولها إلى الأردن، فبلدها سورية، قالت شذى، "كان لنا استقبال رسمي وشعبي في الأردن، حيث السفير السوري لم يرض أن ننزل في الفندق الذي كانوا قد حجزوا لنا فيه بل أخذنا إلى بيته، وكذلك على الحدود كان استقبال رسمي وشعبي، كما شرفنا سيادة الرئيس بشار (الأسد) والوزراء باستقبال جميل واهتمام بالغ. إن سورية، حكومة وشعباً، تقف مع القضية الفلسطينية، ومع القضايا العادلة في العالم".

أطبع هذه المقالة أطبع هذه المقالة | أرسلها لصديق أرسلها لصديق | علق على المقالة (0 تعليقات)
| Share |

تنويه: الآراء التي يعرب عنها زوار الموقع هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع آريبيان بزنس أو العاملين فيه.

تعليقات القراء (0 تعليقات)

إضغط هنا لإضافة تعليقك

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟
تتم مراجعة كافة التعليقات وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. يحتفظ موقع ArabianBusiness.com بحق حذف أي تعليق في أي وقت بدون بيان الأسباب. لا تنشر التعليقات المكتوبة بغير اللغة العربية، ويرجى أن تكون التعليقات ملائمة ومرتبطة بالموضوع المطروح.
الاسم:*
تذكرني على هذا الكمبيوتر
البريد الالكتروني: *
(لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني)
المدينة:
الدولة:
عنوان التعليق: *
نص التعليق: *


الرجاء انقر على كلمة "ارسال" مرة واحدة فقط. يتطلب نشر تعليقك على الموقع بعض الوقت.


آخر مقالات الموقع

    لا يوجد مقالات حديثة

آخر مقالات لسياسة واقتصاد

    لا يوجد مقالات حديثة
advertisement

مقالات مرتبطة بالموضوع

حماس
| 3 مقالات
  1. حرق سينما يظنها شبان مصريون مملوكة لعادل إمام
  2. 201 سرقة منازل في دبي خلال 10 أشهر
  3. عالم سويسري يتهم الموساد بقتل سياسي ألماني بطريقة مماثلة لاغتيال المبحوح
وزارة الخارجية الإسرائلية
| 3 مقالات
  1. إعلانات فاضحة لنساء على خلفية صورة المسجد الأقصى
  2. حسناء تركية تكشف علاقتها بالقذافي الابن و"3 نساء في ليلة واحدة.. وإحدى عشيقاته إسرائيلية"
  3. رسو السفينتين الحربيتين الإيرانيتين في سوريا ورفض الاحتجاجات الإسرائيلية
وزارة الخارجية السورية
| 3 مقالات
  1. خاص: افتتاح مطار القامشلي الدولي يجذب المستثمرين السوريين المغتربين
  2. الأسد يصدر مرسوماً بمنح الجنسية السورية للأجانب في الحسكة
  3. سوريا تصادر أسلحة قرب شواطئها
وزارة الخارجية التركية
| 3 مقالات
  1. دبي تستحوذ على 50% من حجوزات سفر السعوديين
  2. رئيس الوزراء التركي يهاجم فرنسا لحظر النقاب
  3. حسناء تركية تكشف علاقتها بالقذافي الابن و"3 نساء في ليلة واحدة.. وإحدى عشيقاته إسرائيلية"

روابط متعلقة بالموضوع

  1. وزارة الخارجية الإسرائلية»
  2. وزارة الخارجية السورية»

 بريد الأخبار

  1. حماس

  2. وزارة الخارجية الإسرائلية

  3. وزارة الخارجية السورية

  4. وزارة الخارجية التركية

  5. سياسة واقتصاد


هل لديك خبراً جديداً؟ ارسله لنا!

الأكثر في سياسة واقتصاد

    لا يوجد محتوى