كويتية على سطح "مرمرة": الأتراك دافعوا عنا لذلك كان الشهداء منهم

قالت منى ششتر إحدى الناشطات المدافعات عن الفلسطينيين والتي كانت على ظهر سفينة "مافي مرمرة" ضمن أربع سيدات كويتيات إن "الأتراك دافعوا عنا لذلك كان الشهداء منهم".

وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 31 مايو/أيار الماضي تسعة ناشطين أتراك على ظهر "مافي مرمرة" ضمن أسطول مكون من ستة سفن تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.

ومنى ششتر عضو في جمعية الهلال الأحمر الكويتية، وصحافية في وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أسهمت بتغطية العديد من الأحداث في العالم، كما كانت من بين مئات المتطوعات والمتطوعين على متن سفن الحرية الذين شاركوا في الحملة العالمية لفك الحصار عن غزة.

ووفقاً لصحيفة "القدس العربي"، ذكرت "منى" أنه بالرغم من أنها كانت في القمرة المخصصة للسيدات، في معزل عن مشاهدة مسرح الجريمة الصهيونية، إلا أنها رأت جثامين الشهداء الذين جيء بهم إلى تلك القمرة، كما شاهدت العديد من الجرحى وهم يأخذونهم معهم".

ورداً على سؤال "لو لم تكوني موفدة من وكالة كونا، هل كان لك أن تقومي من ذات نفسك بهذا العمل"، قالت "منى"، إن "مسألة المشاركة وعما إذا كنت سأقوم بهذا العمل الإنساني العظيم لو لم أكن موفدة عن وكالة الأنباء الكويتية، فالجواب: نعم، لأني في الأساس عضو في جمعية الهلال الأحمر الكويتية".

وأضافت "منى" قولها، كنت ممن عملوا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بداية التسعينيات بعد تحرير الكويت من الغزو.. وساعدت في الكثير من العمليات الإنسانية داخل الكويت وخارجها، كما كانت لي بصماتي الإعلامية والإنسانية (بصفتي صحافية في 'كونا' وعضواً في الهلال الأحمر الكويتي) في مناطق الكوارث في باكستان (زلزال 2006) وسريلانكا والمالديف (كارثة تسونامي) وحرب العراق (2003) وغيرها من المهمات الصحافية.

وسألت الصحيفة اللندنية التي يرأس تحريرها الصحافي الفلسطيني الأصل عبدالباري عطوان "أنت كإعلامية، هل كان لك دور في جمع المساعدات؟"، فقالت "منى"، "في الحقيقة لم يكن لي دور في جمع المساعدات، وإنما اقتصر هذا الدور على المشاركات في أسطول الحرية من النسوة معي. مضيفة "كانت المبادرات الخيرية شخصية من أصحاب الخير في الكويت والبحرين على حد سواء، وبفضل تلك المبادرات والمساعدات تمكنت النسوة من شراء سفينة الشحن بدر، إضافة إلى بعض المساعدات العينية، وقد ساهم أهل الخير كذلك في تزويد أسطول الحرية بالمساعدات العينية الأخرى".

ويعاني أهالي غزة الذين يعتمد السواد الأعظم منهم على معونات الأمم المتحدة من نقص المياه والأدوية في القطاع الذي حاصرته إسرائيل بعد أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العام 2007.

ورداً على سؤال "هل استطاع الإعلام العربي أن يحرج إسرائيل في هذه القرصنة التي مارستها في المياه الدولية، وخاصة أن قواتها البحرية ارتكبت جرائم قتل؟" قالت الصحافية الكويتية، "لم يستطع الإعلام العربي إحراج إسرائيل بشكل تام، لا سيما وأن إسرائيل حاولت ما استطاعت خداع العالم باستخدام أكاذيب عديدة في تبرير عملية القرصنة التي قامت بها، كما أن مواقف بعض الساسة في الغرب ومحاولتهم تبرير تلك القرصنة إضافة إلى وجود معارضين (من العالم العربي خاصة من الكتاب والصحافيين) لأسطول الحرية منذ البداية، أضعف نوعا ما التغطية الإعلامية العربية لعملية القرصنة".

وقالت "منى"، لقد "كنا بين خيارين لا ثالث لهما: إما الثبات على المبدأ والاستمرار أو الخوف والاستسلام... والحمد لله، اخترنا جميعنا الثبات على المبدأ وزدنا إصراراً على إيصال رسالة إلى العالم أجمع بأن هناك شعباً يرزح تحت نير الحصار. لا مأكل ولا مشرب ولا حياة كريمة.. مع العلم أن للثبات على المبدأ والإصرار ثمناً باهظاً دفعه بعضنا من عمره، فأصبح شهيداً، وبعضنا من صحته، فأصبح جريحاً، وآخرون تم أسرهم واعتقالهم".

ورداً على سؤال "هل شاهدت الشهداء والجرحى والعدو يطلق عليهم النار؟"، قالت "منى"، "لا.. لم أشاهد ذلك لأنني وغيري من النسوة كنا في الطابق الأسفل من سفينة (مرمرة)، ولم يسمح لنا بالخروج في بداية الهجوم... لكنني شاهدت الشهداء حيث وضعوهم معنا أثناء أسرنا في السفينة، كما شاهدت الجرحى وهم ينقلون إلى الخارج".

وحول حمل القتلى التسعة للجنسية التركية، قالت "منى"، "عندما بدأت قوات الكيان الصهيوني بالهجوم على السفينة لم تفرق بين الأتراك وغيرهم.. فلا شيء هناك يدل على أن هذا الشخص تركي والآخر غير تركي.. وإنما الأتراك هم الذين آثروا أن يكونوا في الصفوف الأمامية للدفاع عن البقية وحمايتهم بأجسادهم، لذا كان القتلى وأكثر الجرحى منهم".

وحول دور "الإعلام العربي، وفضحه لإسرائيل وأعمالها"، قالت "منى"، "نعم. لا بد من التأكيد على أهمية هذا الدور في هذه المرحلة وفي كل مرحلة.. ولا بد من استغلال كل فرصة سانحة لتعرية إسرائيل، لا سيما أن هناك مشاركين من دول الغرب والشرق ممن كانوا متضامنين معنا لفك الحصار عن غزة.. وعايشوا الاعتداء على أسطول الحرية، لذا لابد من التواصل مع هؤلاء إعلامياً وشعبياً بما يمكن الإعلام العربي من أن يوصل عن طريقهم رسالة إلى الإعلام الغربي ومن ثم إلى شعوبهم عن ماهية إسرائيل".

ورداً على سؤال "على المستوى السياسي في تقديرك، كيف سيكون مستقبل إسرائيل من جراء هذا التعنت والغطرسة وكأنها فوق القانون؟"، قالت الصحافية الكويتية، "إسرائيل... إلى زوال مهما علت وتغطرست. وللعلم، فإن إسرائيل تعلم بذلك المستقبل، لذا هي تحاول ما استطاعت أن تأخذ ما أمكنها من الحاضر.. لكنها في النهاية لن تؤول إلا إلى الزوال.. وطبعاً زوال إسرائيل يتطلب العمل وليس الجلوس في المنزل والاكتفاء بالطلب من الله عز وجل".