فرص استثمار استثنائية في بورصة دبي العالمية

تستهدف بورصة دبي العالمية استقطاب جميع المؤسسات التي تقوم بإصدار منتجات مالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتركيا وشبه القارة الهندية، وجنوب إفريقيا. وهي البورصة العالمية الأولي في المنطقة لتداول الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار الإسلامية، والمنتجات الاستثمارية المرتبطة بالمؤشرات. وما لبثت أن تحولت إلى وجهة أولى لإدراج الشركات ليس فقط في منطقة دول مجلس التعاون بل في مناطق أخرى، وأصبحت تلعب دورا حيويا في نمو اقتصاد وازدهار منطقة كاملة تضم أكثر من ملياري نسمة.

لقد كسبت بورصة دبي العالمية، الرهان واستطاعت أن تحصل على مكانة وشهرة دوليتين بعدما حققت نسب نمو عالية، وضمت كبريات الشركات المالية العالمية مثل ميريل لينش، مورغان ستانلي، ودويتشه بنك، واتش اس بي سي. التي أصبحت جميعها أعضاء في البورصة.

واستمرت هذه المسيرة الناجحة بإصدار ما يقرب من 50 % من إصدارات الصكوك في العالم، وتحقيق مزيد من النجاحات على منتجاتها المالية من أسهم وصكوك ومستندات وعقود المشتقات المالية التي هي عبارة عن نوع من الأوراق المالية التي يجري تداولها في بعض البورصات ذات نظم التداول المتقدمة، وتضم حزمة أو مزيجاً من الأسهم والسندات وصكوك الدين يمكن تقسيمها على أسس قطاعية، كأن يتم إصدار مشتق يمثل كل أسهم قطاع الاتصالات أو التكنولوجيا مثلا في سوق ما، ويتم التعامل معه على أنه سهم واحد.

فرص واعدة

وفي إطار سعي بورصة دبي العالمية إلى استقطاب مزيد من إدراجات الأسهم، والصكوك، والسندات الرائجة، و التوجه إلى فئات أخرى من الأصول شأن الصناديق المدرجة، قامت البورصة مؤخرا بإنشاء "سوق تراكس" كمنصّة رئيسية تخدم المنطقة بمجموعة متنوّعة من المنتجات المُهيكلة بالطريقة نفسها التي تخدم فيها البورصات المالية العالمية مناطقها. وجاء إطلاق المنتجات المهيكلة لإتاحة فرص واعدة ومتنوعة للمستثمرين المتعاملين معها.

وفي هذا الصدد قال آرمن بابازيان المدير التنفيذي لقسم الإبداع والتطوير في بورصة دبي العالمية :"قفز حجم تداول المنتجات المهيكلة على مستوى العالم من 400 مليار دولار أمريكي في العام 2005 إلى 750 مليار دولار أمريكي في العام 2006.

ويمثل إطلاق السوق مناسبة خاصة جداً بالنسبة لبورصة دبي العالمية، ولجميع المستثمرين والمتتبعين الاقتصاديين، وذلك لأسباب عديدة. فبغض النظر عن كونها المنصة الوحيدة للمنتجات المهيكلة التي يتم تأسيسها من قبل بورصة مالية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، فإنها توفر فرصاً جديدة واستثنائية للمستثمرين في بورصة دبي العالمية. وفي الواقع تتمتع بفرص واعدة لإحداث تغيير أساسي في الأسواق الرأسمالية في المنطقة التي تغطيها".

وأضاف :"يمكن النظر إلى هذه المنتجات على أنها تزود المستثمرين بمفتاح يشبه مفتاح إضاءة السيارات، حيث يوفر مستويات مختلفة من الإضاءة ،"الخطورة"، من الأعلى إلى الأدنى.

ولكونها أداة استثمارية، فهي تضيف بعداً آخر للأصول التقليدية شأن الأسهم والسندات". ويوضح بابازيان قائلا :"هناك 14 منتجاً مُهيكلاً في بورصة دبي العالمية التي أطلقت سوقها الجديد "تراكس" بغية تعزيز الفرص الاستثمارية من الأصول المدرجة في المنطقة بشكل غير مسبوق. وتعتبر السوق الجديدة السوق الوحيدة للمنتجات المُهيكلة التي يتم إنشاؤها من قبل بورصة دبي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وتتضمن أوراقاً مالية تمنح صيتاً كبيراً للحصص المدرجة في سوق دبي المالي، وسوق أبوظبي للأوراق المالية إضافة إلى أوراق مالية ترتبط بالسلع كالنفط والسكر. وهي تسد فجوة واضحة في الأسواق الرأسمالية".

تنوع لا محدود

وعن الآثار الإيجابية لهذه المنتجات على المستثمرين والمتداولين قال بابازيان :"يمكن للمستثمر أن يحصل على صيت كبير لنجاح الأسواق المالية تلك دون شراء حصص فردية، وبالنسبة لعدد كبير من المستثمرين في المنطقة، يمثل ذلك فرصة جديدة وواعدة كلياً.

فهناك عشرات الآلاف من المنتجات المُهيكلة في العالم، وهي تعرض فرصة مثيرة حقاً، إذ تتبع مثلاً مسار حصص مؤشرات الدولار الأمريكي، والسلع شأن النفط والسكر والقطن.

في حين تعتمد منتجات أخرى على أصول متعددة. وترجع أسباب الكامنة وراء نجاح المنتجات المُهيكلة إلى التنوع اللامحدود الذي توفره، إذ يمكن تصميم منتج مُهيكل فوق معظم الأدوات أو المقاييس المالية، من حصص المؤشرات والسلع إلى نسب الفائدة أو العملات.

وعلى سبيل المثال، فإن بعض تلك المنتجات تتبع مسار مؤشر محدد للأسهم في سوق دبي المالي، بينما تتبع غيرها مؤشرا محددا للأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية".

وأضاف:" في ظل النمو الذي تشهده منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ستلعب بورصة دبي العالمية دوراً بارزاً لاستيعاب المتطلبات المتنوّعة للمستثمرين". وأكد المدير التنفيذي لقسم الإبداع والتطوير في بورصة دبي العالمية على أن البورصة تتطلع إلى إدراج مزيد من المنتجات، وبالتالي تأسيس سوق رئيسي وفعال في مركز دبي المالي العالمي، ولن تقتصر خدمات هذه السوق على المستثمرين في المنطقة التي تغطيها فحسب ، بل تمتد من غرب أوروبا إلى شرق آسيا، وستعمل على استقطاب المستثمرين الدوليين الذي يتطلعون إلى اقتناص فرص استثمارية جديدة بموازاة مع ما توفره المنطقة من أصول تتسم بالنمو الهائل.

وعن استراتيجية البورصة لتوعية المستثمرين وعملائها بالمنتجات المستهلكة أو سوق "تراكس"، أفاد الدكتور حاتم الطاهر مدير التدريب بأكاديمية بورصة دبي العالمية :"سبب إطلاق بورصة دبي العالمية للمنتجات المهيكلة مرتبط بتوفر السيولة المحلية والإقليمية، مما أدى إلى نمو إقليمي ومحلي في أسواق أسهم الملكية وبالتالي ازدهار ونمو اقتصادي إقليمي ومحلي.

ونتيجة لمرحلة تصحيح الأسعار التي تعرضت لها الأسواق المالية الخليجية، أصبحت الحاجة ملحة إلى إيجاد فرص استثمارية بديلة من أجل تنوع الاستثمارات وترسيخ قطاع المال، وأيضا زيادة الاستيعاب المحلى.

ونتيجة نمو الطلب بشكل كبير على الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في القطاع المالي. وفي ظل الإقبال المتزايد من المؤسسات المالية العالمية على افتتاح مكاتب لها في دبي ، تزايد الطلب علي حاملي المؤهلات بمعدلات غير مسبوقة، الأمر الذي أوجد حاجة حقيقية إلى وجود أكاديمية توفر برامج قادرة على تكوين وتأهيل الكوادر البشرية في المجال المالي وفق نظام عالمي مع مستويات عالية من الشفافية والمصداقية.

لقد باتت أكاديمية بورصة دبي مزودا مهما لخدمات التدريب المالي في المنطقة، حيث استطاعت تعزيز القدرات المهنية للعاملين في قطاع الخدمات المالية في دبي والأسواق الأخرى التي يغطيها نشاط بورصة دبي العالمية.

وعليه، فأكاديمية بورصة دبي العالمية تعد قفزة كبيرة نحو الأمام في مجال التدريب المالي في دول مجلس التعاون. هذا من جهة، ومن جهة أخرى تقدم بورصة دبي العالمية برنامجا لنشر الوعي تقوم من خلاله بإلقاء محاضرات حول الأسواق المالية ومنتجاتها، وتوزيع نشرات والقيام بزيارات ميدانية لسوق دبي المالي وسوق أبو ظبي للأوراق المالية، كما تعقد اجتماعات مائدة مستديرة مع وسائل الإعلام، وتقيم ورش عمل للوسطاء، والبنوك من جميع المنشئات التي توفر إمكانية الاتصال ببورصة دبي العالمية".