تقرير ينتقد تركيز المطورين على مشاريع العقارات الفخمة في المنطقة

عبَّرت كولييرز إنترناشيونال في تقرير عن قلقها من تركيز المطوِّرين العقاريين المتواصل، في كافة أسواق المنطقة تقريباً، على قطاع المشروعات السكنية الراقية من دون غيرها.

ووفقاً لتقرير من كولييرز إنترناشيونال فإن دينامية العرض والطلب مازالت إيجابية ومواتية في أرجاء المنطقة، بيدَ أن أزمة الائتمان العالمية جعلت المستثمرين الإقليميين أكثر حذراً وتأنياً.

وكانت كولييرز إنترناشيونال Colliers International، إحدى كبرى شركات الاستشارات العقارية في العالم، أطلقت اليوم تقريرها المُقارن المُعنون "مراجعة عقارية عامة للسوق العقارية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الرُّبع الأخير 2008". ويقدِّم التقرير مراجعة إقليمية مقارنة لمؤشرات الأداء الرئيسة في عشرة أسواق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفقاً للتقرير المذكور، فإن دينامية العرض والطلب مازالت إيجابية ومواتية في أرجاء المنطقة، بيدَ أن أزمة الائتمان العالمية جعلت المستثمرين الإقليميين أكثر حذراً وتأنياً في التعامل مع أسواق المنطقة.

وأظهر التقرير أن الأنشطة الاستثمارية العقارية ستتجه في تركيزها نحو العقارات المرموقة ذات المواقع المميِّزة والمدعومة بمرافق ترفيهية وتجارية متكاملة وتُدار بشكل فعال، وعلى النحو الذي يلبي احتياجات الزبائن من المالكين والمستثمرين بالشكل الأمثل.

وقال أيان ألبرت، المدير الإقليمي في كولييرز إنترناشيونال: "نعتقد أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المناطق المنطوية على إمكانات هائلة مقارنة مع الأسواق العقارية العالمية الأخرى. بيدَ أننا نتوقع العودة إلى الأسس، خاصة في الأسواق الأكثر تقدماً. وفي هذا الصدد، من المتوقع أن يحتل المطوِّرون العقاريون المتميِّزون الذين يلبون متطلبات واحتياجات عملائهم بشكل كامل مكانة راسخة تؤهلهم لمواجهة أيّ حركة تصحيحية بمرونة عالية.

والتقرير مستمد من دراسات بحثية مفصَّلة ومعمَّقة ومطوَّلة أجرتها كولييرز إنترناشيونال حول الوحدات المكتبية والسكنية وقطاعي المتاجر والضيافة. ويتطرق التقرير إلى العوامل الإقليمية والمحلية التي تؤثر في الأسواق العقارية في دبي وأبوظبي والرياض والقاهرة والدوحة ومسقط وعمّان ودمشق والخرطوم وطرابلس. ويعدُّ التقرير المذكور أول تقرير يقدِّم بيانات مقارنة حول متوسط الإيجارات، ومتوسط سعر البيع، ومعدل العائد، ونسبة الإشغال. كما يتضمَّن التقرير الرؤية المستقبلية حسبَ توقعات كولييرز إنترناشيونال حتى عام 2010.

وعلى الرغم من الاختلافات في العوامل الاجتماعية-الاقتصادية والديموغرافية والتنظيمية بين الأسواق التي يغطيها التقرير، يبرز التقارير أوجه الشبه بينها، مثل تنوع القاعدة الاقتصادية بفضل السيولة المتدفقة من أسعار النفط القياسية، وتطور التشريعات والتنظيمات والأطر المؤسسية، وانتقال المشروعات العقارية من البلديات الحكومية إلى المطوِّرين (وإن كان معظمهم ذا ملكية حكومية)، والطلب المتزايد على المشروعات العقارية الفخمة والراقية وتوفر كثير منها.

ومن المخاطر المشتركة بين الأسواق العقارية التي يغطيها التقرير التركيز على المشروعات العقارية الفخمة، وتزايد المعروض بسبب المشروعات العقارية التي تقلِّد بعضها بعضاً، والمضاربات المهيمنة على الأسواق، والعقبات الماثلة أمام الزبائن من المالكين المحتملين مثل قلة الوحدات المتاحة بأسعار معقولة والحصول على التمويل اللازم.

وهنا يضيف أيان ألبرت قائلاً: "نشهد في الأسواق العقارية الإقليمية حالة يمكن أن نسمِّيها "الاستثمار المكرّر" حيث يعمد المطوِّرون العقاريون من الدرجة الثانية إلى تقليد مشروعات وإنجازات المطوِّرين العقاريين من الدرجة الأولى من خلال بناء مشروعات وتحقيق إنجازات مماثلة ومتلاحقة. وفي الظروف الحالية في أسواق المنطقة، ستكون المشروعات المتخصِّصة والمميِّزة هي الحلّ. ونتوقع أن يتفوق المطوِّرون العقاريون الذين يرسِّخون مكانتهم وسمعتهم وعلامتهم التجارية وينجزون مشروعات مميِّزة على منافسيهم خلال المرحلة المقبلة".

أهمّ الحقائق التي يتضمنها التقرير
• المشروعات العقارية التي يتمّ التخطيط لها وإنجازها على نحو مُحكم ستستأثر باهتمام متنام خلال المرحلة المقبلة، وأما المشروعات العقارية ذات التصميمات الضعيفة أو غير المُوفقة التي تزايدت أسعارها خلال المرحلة السابقة بسبب قلة المعروض والمضاربات لا لجودتها وتميّزها فستكون أكثر عرضة للمخاطر المرتبطة بوفرة المعروض.

•من المتوقع أن يكون لأبوظبي تأثيرٌ كبيرٌ على التوجهات العقارية في المنطقة. إذ أخذت أبوظبي بزمام المبادرة في مجال "المباني الخضراء" وحققت نجاحاً لافتاً في هذا الإطار عبر تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة التي تجسَّدت في "خطة أبوظبي 2030: المخطط الإطاري للبنية العمرانية" التي كشف النقابَ عنها مجلس أبو ظبي للتخطيط العمراني، وتجلَّت في المشروعات العمرانية العملاقة مثل "مدينة مصدر"، أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية.

•عبَّرت كولييرز إنترناشيونال في تقريرها عن قلقها من تركيز المطوِّرين العقاريين المتواصل، في كافة أسواق المنطقة تقريباً، على قطاع المشروعات السكنية الراقية من دون غيرها.
•تتوقع كولييرز إنترناشيونال أن يتباطأ تأجير المتاجر إلى حدٍّ ما في عام 2010، الأمر الذي يبرز الأهمية البالغة لتنويع المشروعات العقارية. وخلافاً لذلك، تتوقع كولييرز إنترناشيونال أن تشهد العاصمتان السورية والمصرية طلباً قوياً على تطوير مراكز المتاجر ونمو هذا القطاع.

•تعاني العاصمتان الليبية والمصرية نقصاً حاداً في المساحات المكتبية من الطراز الأول، حيث تبلغ نسبة إشغال المكاتب الحالية 100 بالمائة، فيما تبقى إيجارات المكاتب في دبي وأبوظبي الأعلى في المنطقة.
•في حين مازالت دبي تتمتع بأعلى إيرادات فندقية لكل غرفة متاحة، فقد برزت العاصمة العُمانية مسقط لتحتل أفضل أداء من حيث النمو عاماً بعد آخر.