عالم الرفاهية: هل استثنته الأزمة؟

أثرت الأزمة على الدول وعلى القطاعات والشركات والأفراد، ويمكن القول أنها أثرت على العالم. ولكن ألم تستثني أحداً؟ إذا أعدنا النظر وبحثنا نجد أنها ربما استثنت من لم يكن لديه ما يخسره في الأساس. ومن جهة أخرى يخبرنا المستثمرون في منتجات وخدمات العالم الفاخر أنهم هم أيضاً لم يتأثروا.

بالرغم من أننا شهدنا تراجعاً في مبيعات بعض القطاعات المنتجة للخدمات والمنتجات الفاخرة، مثل قطاع السيارات الفاخرة مثلاً أو في خدمات الطيران الخاص، إلا أن مستثمري هذا القطاع يصرون أن من اعتاد ركوب سيارة فاخرة أو السفر بطيارة خاصة أو ارتداء الثياب من اسم تجاري فاخر محدد، لن يغير عاداته في الأزمة.

ويزيدون أن شركاتهم مستمرة في النمو وأن عائداتهم في ارتفاع وبأنهم ماضون في خططهم التوسعية رغم الأزمة.

كل من في دبي وكل من يرتادها مستثمراً أو سائحاً كان في انتظار الحدث الاستثنائي بافتتاح مول دبي.

إذ افتُرض أن يكون الوجهة الأهم والأفخر والأكبر للتسوق على مستوى العالم. ثم جاءت الأزمة وشوهت ظلالها هذه التوقعات. كان الافتتاح الأول لمول دبي هادئاً أكثر من المتوقع. ومر وقت ثقيل لم يتألق به المول بالدرجة التي قدرت له.

لكن الوقت أثبت أن التوقعات السلبية بأن هذا المول الرائع قد افتتح في الوقت الخاطئ لم تكن سوى أثراً معنوياً من آثار الأزمة.

وبدأت الأسماء الألمع في العالم التي قدمت أفخر وأغلى المنتجات وأكثرها شهرةً تتوافد لتحتل مكاناً لها فيه.

أما دار «هرمس" الفرنسية التي افتتحت متجرها في دبي مول في الشهر الماضي فقد احتلت مكاناً مميزاً في المول امتد على مساحة 375 متر مربّع.

تولّت وكالة الهندسة الباريسيّة تصميم المتجر، وقد عكس الخصائص الأيقونية التي يتميّز بها متجر Hermès الرئيسي في «فوبورغ سانت هونوريه» في باريس. وتماشياً مع تقاليد Hermès يجمع تصميم المتجر الأسلوب المعاصر مع الطابع الكلاسيكي. فتطلّ علينا مجموعات Hermès في أسلوب عرض عصري تبرز فيه الأعمال الخشبية الكرزية ولمسات النيكل الزينية المصقولة. أمّا لوحة الفسيفساء الأرضية الملوّنة بالأبيض والرمادي الفاتح والأصفر، والمصمّمة بطريقة تحاكي رسم «فوبورغ» التقليدي. وتشكّل واجهة المتجر الأمامية موطن قوّة لديه إلى جانب مركزه المذهل طبعاًَ، واجهة طولها 30 متراً وارتفاعها خمسة أمتار، وتمتدّ على طولها أقسام أفقيّة بالّلون الشمباني.

وسيقدّم 14 فئة من المنتجات الخاصّة بمجالات Hermès المهنية المتمثّلة بالمنتجات الجلدية، والمناديل الحريرية، وربطات العنق، والألبسة الجاهزة الرجالية والنسائية، والعطور، والساعات، والمجوهرات، وفنّ متعة العيش، وفنّ تزيين المائدة، والمدوّنات، والقبّعات، والقفازات، والأحذية، والقطع المصنوعة من المينا.

نمو مستمر

خلال العام 2007، قامت شركة Hermès بتوظيف 7500 موظف وموظفة في مختلف أنحاء العالم. ووصلت المبيعات الموحدة للمجموعة إلى 1625 مليون يورو موزعة بالتساوي بين أربع مناطق جغرافية، وهي الأمريكيتين وآسيا والباسيفيكي وأوروبا.

ويوجد تحت مظلة مجموعة هرمس 26 شركة تابعة تقوم بإدارة محلات في شتى أنحاء العالم، كما تقوم بتوزيع المنتجات التي يتم تصنيعها في 4 وحدات إنتاجية، ألا وهي هرمس سلير Hermes Sellier وهرمس بيرفيومز Hermes Perfumes لو منتر هرمس La Montre Hermes ولو تابل هرمس La Table Hermes.

ويتم تصميم المجموعة الكاملة من المنتجات وصناعتها تحت سيطرة العلامة التجارية لمجموعة Hermès، كما يتم بيعها من خلال شبكة تشتمل على 290 محلاً تجارياً و 37 محلاً آخر لنشاطات التجزئة.

وفي العام 2008 واصلت Hermès توسيع شبكات التوزيع الخاصة بها مع افتتاح 12 فرعاً جديداً وتوسيع 13 فرع آخر.

تقدمت مبيعاتها في أوروبا بنسبة 7 %عل مدى العام على الرغم من التباطؤ الذي شهدته في الفصل الرابع. أما في الولايات الأمريكية المتحدة، وبعد تحقيق أداء ممتاز خلال الأشهر التسعة الأولى، ازدادت المبيعات بنسبة 15 % على مدى العام. ووسعت شبكات توزيعها بافتتاح فرع جديد في سان دييغو.